الحاج الشيخ محمد أوجي

Friday, 26 August 2022

الحاج الشيخ محمد أوجي (1947 – 2019م) كان إمام جماعة المسجد الكبير لأهل السنة في تركيا، ثم رغب إلى مدرسة أهل البيت(ع) إثر تأثره بأفكار وآراء الإمام الخميني (ره)، وبعد الكثير من البحث والدراسة أدرك أحقية هذا المذهب، وأخيرا اعتنق مذهب التشيع.

وبعد تشيعه كرّس عمره المبارك لترويج وتبليغ مدرسة أهل البيت(ع) في هولندا، وألمانيا، وبلاد أوروبية أخرى، ونتيجة لجهوده الدؤوبة رغب أكثر من 2000 من أهالي هذه المناطق إلى مذهب التشيع، وذهب بعضهم إلى إيران لدراسة العلوم الحوزوية.

كان الراحل أوجي من أعضاء الجمعية العامة للمجمع العالمي لأهل البيت(ع)، وسافر عام 2017م إلى مشهد المقدسة في إيران، وأوقف "المركز الإسلامي للقرآن وأهل البيت(ع)" والذي تمّ تأسيسه في هولندا، للإمام الرضا(ع).

 الحاج الشيخ محمد أوجي

ولد الحاج الشيخ محمد أوجي عام 1947 م في عائلة سنية على المذهب الشافعي في مدينة إيلازيغ بتركيا. بدأ تعليمه الابتدائي في مسقط رأسه، ثم حضر الدروس الحوزوية وبعد التخرج أصبح إمام جماعة في مسجد أهل السنة الكبير في مسقط رأسه إيلازيع.

وقد تعرف هذا العالم المستنير -وفي ذروة نهضة الإمام الخميني (ره) في إيران- على أفكار ذلك المصلح العظيم آنذاك، وتأثّر بأفكاره ومنهجه، فبدأ بدراسة فكر مدرسة أهل البيت (عليهم السلام)، وبعد البحث والتحقيق وصل إلى أحقية المذهب الشيعي وفي نهاية المطاف اعتنق هذا المذهب.

النفي بسبب الدفاع عن أحكام القرآن

عندما كان الشيخ أوجي إمام المسجد الكبير في مدينة إيلازيع التركية، ادعى الرئيس التركي آنذاك "كنعان أورن" في كلام غريب أنه لا توجد آيات في القرآن الكريم عن الحجاب. واحتج الشيخ محمد أوجي على هذا التصريح الكاذب بإمساك القرآن الكريم بيده أمام الناس ومخاطبة رئيس تركيا، مبيناً آيات القرآن الكريم المتعلقة بالحجاب. وتظهر شجاعة الشيخ الشاب محمد للقارئ بالأخص عندما علم بأن الجنرال كنعان أورن وصل إلى السلطة خلال انقلاب في تركيا أدى إلى اعتقال نحو 600 ألف شخص وإعدام عشرات آخرين. إنّ الأعمال الشجاعة التي قام بها الراحل أوجي في الدفاع عن الأحكام الإسلامية كلفت الحكام العلمانيين في تركيا في ذلك الوقت الكثير مما أدى إلى نفيه على الفور إلى مدينة في هولندا، ورغم ذلك لكن لم يتخلَّ الراحل أوجي عن أنشطته الدينية في المنفى، بل واصل نشاطه الديني والثقافي أكثر إصرارًا من ذي قبل.

الدراسة في الحوزة العلمية في قم

ذهب الشيخ محمد أوجي إلى إيران الإسلامية في أوائل التسعينيات من السنة الميلادية لمواصلة تعليمه، واستقر في مدينة قم المقدسة بالقرب من مرقد السيدة فاطمة المعصومة (عليها السلام)، فالتحق بالحوزة العلمية فيها، فدرس الفلسفة والتفسير عند العلامة مصباح اليزدي، والشيخ جوادي الآملي، وآية الله الأردبيلي.

الفعاليات والأنشطة التبليغية والثقافية في أوروبا

عاد الشيخ محمد إلى هولندا بعد إقامته لمدة في قم، حيث أسس هناك "المركز الإسلامي للقرآن وأهل البيت (عليهم السلام)"، بالإضافة إلى الأنشطة الدينية والقرآنية التي يقوم فيها المركز، فأصبح مكانًا لتجمع المستبصرين الهولنديين. وأدى نجاح هذا المركز -في الترويج للثقافة السلمية للإسلام والنبي الأعظم (ص)- إلى إنشاء مراكز شيعية أخرى في مدينتي بوخوم وفرانكفورت بألمانيا، والانخراط في الأنشطة التبليغية للإسلام ومدرسة أهل البيت (عليهم السلام)، حيث تعلم مئات الأشخاص في هذه المراكز الإسلامية الأحكام والعقائد والقرآن حتى الآن.

ثم استقر الشيخ محمد أوجي في ألمانيا، وشرع بتدريس الدروس الدينية للمستبصرين في المركز الإسلامي في فرانكفورت، كما كان نشطًا في الساحة السياسية لدول أوروبا الغربية، وكان له تأثير هائل على الأكراد والأتراك وحتى عرب شمال إفريقيا من دولة المغرب، وتونس، والجزائر، وليبيا وساعد في الحركة الشيعية العالمية على قدر استطاعته.

كان الشيخ أوجي من الشخصيات الموالية للثورة الإسلامية، وأثبت كيف أن الأنفاس القدسية والتفكير الإلهي وأهل البيت (ع) والإمام الراحل والثورة الإسلامية تغير القلوب. لم يكن يوم من الأيام مراكز إسلامية موجودة في ألمانيا، ولكن اليوم توجد 2700 مركز إسلامي و240 مركزًا شيعيًا في هذه الدولة، ويمكن رؤية نفس العدد في دول أخرى حول العالم، بما في ذلك بريطانيا، وفرنسا، وهولندا، وبلجيكا.

العمل الدؤوب من أجل ترويج مدرسة أهل البيت (ع)

كان الشيخ محمد أوجي من أوائل الناشطين في مجال نشر معارف أهل البيت (عليهم السلام) في ألمانيا وهولندا ومناطق أخرى في أوروبا، حيث كرّس حياته لنشر ثقافة القرآن وأهل البيت (عليهم السلام)، وفي السنوات الأخيرة من عمره، وعلى الرغم من شعوره بالضعف، فقد تحمل معاناة رحلة طويلة لنشر ثقافة الثقلين (القرآن والعترة)، ولم يشعر قط بالتعب في تنفيذ رسالته ومساعيه الدينية، وحضر مختلف المؤتمرات والمحافل الدينية بحماس ودافع كبير، من أجل إيصال رسالته على أفضل وجه ممكن. وفيما كان آخرون يمتنعون عن إقامة مراسم يوم القدس العالمي في ألمانيا وأوروبا الغربية، كان هو في طليعة تنظيم هذا الحدث المجيد، فلعب فيه دورًا رئيسيًا في إقامته بشهامة وشجاعة.

العضوية في المجمع العالمي لأهل البيت (ع)

أصبح الراحل أوجي، مثله مثل مئات النخب الشيعية الأخرى في العالم، عضوًا في الجمعية العامة للمجمع العالمي لأهل البيت (ع) وكان أحد الأشخاص النشطين في مؤتمرات المجمع، كما سافر إلى دول أوروبية مختلفة ودافع عن الإسلام وأهل البيت(عليهم السلام) والثورة الإسلامية في العديد من المؤتمرات والمنتديات. وكانت نتيجة النشاط التبليغي للراحل السعيد ميل أكثر من ألفي شخص إلى المذهب الشيعي، وحضور العشرات منهم إلى إيران لدراسة العلوم الدينية في الحوزة العلمية.

المؤسسات وقف للإمام الثامن (ع)

أوقف المرحوم الحاج الشيخ محمد أوجي، خلال رحلته إلى مدينة مشهد المقدسة عام 2017 م، "المركز الإسلامي للقرآن وأهل البيت (ع)" وفروعه للإمام الرضا (ع)، وكان يتحدث دائمًا عن أهمية إلمام المرأة بالتعاليم الدينية، وقال: في المركز الإسلامي للقرآن وأهل البيت (ع)، نسعى لتدريب الأمهات الصالحات؛ لأنه إذا كان لدينا أمهات صالحات، فسيكون لدينا أسر صالحة، وسيتبع أطفال هذه العائلات طريق أهل البيت (عليهم السلام).

الوفاة

قبل أقل من شهر من وفاته، زار الشيخ محمد أوجي العتبات المقدسة في العراق، ثم ذهب إلى إيران وسافر إلى مدينة مشهد المقدسة، حيث زار أيضًا ضريح الإمام الرضا (عليه السلام)، وفي مساء يوم الأربعاء 2 يناير 2019 م، وبعد أداء صلاة المغرب والعشاء في حرم الإمام الرضا (ع)، أصيب بنوبة قلبية في مدينة مشهد المقدسة، توفي على إثرها وترك الدار الفانية إلى الدار الباقية وهو في سن 71 سنة.

وقد نقل جثمانه من مشهد إلى قم ويوم الجمعة 4 يناير، وبحضور عدد كبير من مصلي الجمعة من مختلف شرائح الناس، وبحضور شخصيات سياسية ودينية مثل حجة الإسلام والمسلمين الشيخ محسن القمي عضو الهيئة العليا للمجمع العالمي لأهل البيت (ع) والنائب الدولي لمكتب آية الله الخامنئي قائد الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وآية الله أعرافي رئيس الحوزة العلمية في إيران، وآية الله حسيني البوشهري أمين المجلس الأعلى للحوزات العلمية، وآية الله آل كثير، وآية الله الكعبي من أعضاء مجلس خبراء القيادة، وحجة الإسلام والمسلمين السيد أبو الحسن نواب رئيس الهيئة العليا للجمع العالمي لأهل البيت (ع)، وحجة االإسلام والمسلمين الآشتياني عضو جماعة المدرسين في الحوزة العلمية بقم، وحجة الإسلام والمسلمين إيماني مقدم نائب الشؤون الثقافية في المجمع العالمي لأهل البيت (ع)، وآية الله رمضاني رئيس اتحاد العلماء الشيعة في أوروبا، وحجة الإسلام والمسلمين عباسي رئيس جامعة المصطفى (ص) العالمية، وفضلاء من تركيا، تم تشييعه من مصلى القدس في مدينة قم إلى حرم كريمة أهل البيت (ع)، ودفن في صحن الإمام الرضا (ع)، في حرم السيدة فاطمة المعصومة (عليها السلام)، وأصدرت شخصيات ومؤسسات سياسية ودينية رسائل تعزية منفصلة بهذه المناسبة.

وقد ورد في جزء من رسالة التعزية الصادرة عن المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية بهذه المناسبة ما يلي:

"تحمل معاناة النفي من أجل التمسك بمبادئ الإسلام وتثقيف عدد كبير من الشباب الأوروبي من خلال حب أهل البيت (عليهم السلام) وتعريفهم بشخصية الإمام الخميني والإمام الخامنئي، الأنشطة القيّمة والفعّالة لهذا الرجل المستنير. وبفضل الله تعالى سيستمر طريقه بلا شك، لوجود تيار مسلم حي وثوري في قلب أوروبا".

الأولاد

للراحل أوجي بنتان وكلاتهما من خريجي جامعة الزهراء "حوزة علمية خاصة بالنساء في إيران"، وكانتا دائمًا تساعدا أبيهما في نشر الإسلام ومدرسة أهل البيت (ع).

كتاب "اوج در لاهوت" (التعريب: "الشيخ أوجي في اللاهوت"، يشير إلى مكانته السامية) هو كتاب باللغة الفارسية من تأليف خليل المنصوري تكلم فيه عن حياة الشيخ أوجي المثمرة وخدماته التي قدمها للعالم الشيعي، حتى تتعرف الأجيال القادمة على خدمات هذا الرجل العظيم، وقد صدر هذا الكتاب في 83 صفحة عن مركز المصطفى الدولي للترجمة والنشر.

Ahl Al-Bayt World Assembly

The Ahl al-Bayt World Assembly  is an international non-governmental organization (INGO) that was established by a group of Shiite elites under the supervision of the great Islamic authority of the Shiites in 1990 to identify, organize, educate and support the followers of Ahl al-Bayt.

  • Tehran Iran
  • 88950827 (0098-21)
  • 88950882 (0098-21)

Contact Us

Issue
Email
The letter
6*2=? Captcha