مولانا الميرزا محمد أطهر

الوجوه الخالدة

Sunday, 28 August 2022

مولانا الميرزا محمد أطهر (1936-2016م) خطيب بارز ومتمكن من خطباء مدرسة أهل البيت (ع) في الهند، وله مهارة خاصة في اجتذاب الناس حوله، وكان يتمتع ببيان بليغ في إلقاء المعارف الإسلامية الأصيلة، وبهذا الأسلوب كان له دور فعال في ترويج ونشر مفاهيم مدرسة أهل البيت (ع). قدم خدمة كبيرة إلى أتباع مدرسة أهل البيت (ع) في دولة غير إسلامية، ودافع عن حقوقهم، وذلك من خلال تأسيس مركز الأحوال الشخصية لشيعة الهند.
ولد هذا العالم الشيعي الخدوم في عام 1936م في أتربرديش في الهند في عائلة متدينة. كان والده الميرزا محمد طاهر كان عالماً وخطيباً، وبما أن أجواء عائلته كانت دينية وعلمية، رغب محمد أطهر إلى دراسة العلوم الدينية منذ الطفولة.

الدراسة

درس المرحلة الابتدائية في مسقط رأسه، وفي عام 1944م التحق بمدرسة ناظمية في الهند، وكانت من المدارس المعروفة حينها، فدرس هناك لأربع سنوات عند أساتذتها، أمثال: مولانا عابد علي ومولانا ناصر علي سرسوي. وقد درس أيضا في الكلية العربية، وانتهل من  علوم مولانا سعادت حسين خان، وحصل من هذه الكلية عام 1954م على شهادة تحت عنوان "عماد الكلام".

ثم التحق بمدرسة سلطان المدارس، واستفاد من العديد من أساتذتها، فدرس العلوم العقلية على يد مولانا محسن نواب، واللغة العربية عند مولانا السيد محمد صادق آل نجم، كما تلمذ في الفقه والأصول على يد مولانا سيد محمد سعيد، وكان يقصد منازل بعض الشخصيات العلمية؛ لينتهل من علومهم، وينتهز من وقته بأفضل ما يكون، وذلك إلى جانب دروس المدرسة. وحصل على شهادة "صدر الأفاضل" من مدرسة سلطان المدارس في عام 1958م. ودرس بصورة غيابية دروس الدراسات العليا، وأنهى حصصها التي كانت تسمى عالم، وكامل، وفاضل بدرجة ممتاز. وفي عام 1960م تخرج بشهادة بكالوريوس في الآداب اللغة الفارسية، وتابع دراسته في هذا الفرع في مرحلة الماجستير، وتخرج منها في عام 1962م. وفي هذه السنة عيّن مدرس جامعي في كلية العلوم الإنسانية، وبدأ بمهنة التدريس، ثم عيّن نائب رئيس شيعي لهذه الكلية، وذلك إلى جانب تدريس الإدارة وأعماله التنفيذية الأخرى، وتقاعد عن العمل في سنة 1999م بعد 26 سنة من الخدمة في القسم التعليمي.

 

 

الفعاليات التبليغية

كان الميرزا محمد أطهر خطيباً متمكنناً، وكان لخطابته تأثير كبير في ترويج العلوم الإسلامية، وقضى معظم حياته في نشر الدين الإسلامي، وبسبب قدراته ومهارته في الخطابة لُقّب بالخطيب الأكبر؛ لأنه كان يستخدم التمثيل لشرح أصعب المعلومات التي كان يلقياها، وبناء عليه هناك من سماه بـ"سلطان التمثيل".

ومن مفاخره أنه كان يرتقي المنبر الحسيني في المسجد الإيرانيين في مومباي لمدة 58 سنة في العشرة الأولى شهر من محرم.

وقد أسس في يناير 2005م مركز الأحوال الشخصية لشيعة الهند؛ كي يتمكن من الدعم والحفاظ على حقوق الشيعة في دولة غير إسلامية؛ وذلك لمواجهة أي حكم يخالف الأحوال الشخصية لشيعة لتصبح موافقة للشريعة الإسلامية، وكان رحم الله رئيسا لهذا المركز منذ تأسيسه حتى وفاته.

الوفاة

توفي الميرزا محمد أطهر في يوم الجمعة بتاريخ 26 شباط من عام 2016م، ودفن في لكهنو.

 

Tags

• الجمعية العامة للمجمع العالمي لأهل البيت (ع)