مولانا السيد محمد يوشع حسيني فيضي زنكي بوري

الوجوه الخالدة

Friday, 26 August 2022

مولانا السيد محمد يوشع حسيني فيضي زنكي بوري(۱۹۲۸-۲۰۰۸م) مبلغ شيعي من الهند. قضى سنوات عديدة من عمره المبارك في مختلف أرجاء تلك البلاد من أجل تبليغ ونشر معارف مدرسة أهل البيت (ع)، وقد بذل غاية جهده لتقديم العديد من الخدمات إلى مدرسة أهل البيت (ع) وأتباعها. وفضلا عن الشؤون الدينية كان ماهرا وبارعا في الطب التقليدي وشاعرا أيضا، لكن عندما شعر بأن المجتمع الهندي بأمس الحاجة إلى عالم دين من حاجته إلى شاعر، لبس زي العلماء ليكون ابنا خدوما لمجتمعه في لباس العلماء.

الولادة

ولد مولانا السيد محمد يوشع حسيني فيضي زنكي بوري عام 1928م، في مدينة كانبور بالهند من عائلة متدينة، حيث كان والده وجده وأسلافه الآخرون رجال دين أيضًا. كان والده السيد علي عباد حسين، بالإضافة إلى كونه رجل دين كان شاعرًا ومتخصصاً في الطب التقليدي، وكان يُعرف باسم قيس زنكي بوري، فعائلة زنكي بوري من العوائل المعروفة والمشهورة في الهند.

الدراسة

السيد محمد يوشع حسيني هو أحد علماء القرن العشرين في الهند، (1928 – 2008م) ويعتبره موطنه "غازي بور" مركزا لأهل العلم، حيث قام منه علماء كثيرون. بدأ حسيني تعليمه الابتدائي في منزله، ومن ثم انتقل إلى مدرسة جوادية العلمية في مدينة بنارس لمواصلة تعليمه وأخذ دروسه عند حجة الإسلام "محمد يوسف" ومولانا "كاظم حسين". وحضر درس اللمعة والمنطق والأصول والفلسفة عند العلامة الرضي خواند، وسند الأفاضل. بعد ذلك ذهب إلى المدرسة الناظمية في لكناو، حيث حضر درس بعض الأساتذة كأمثال مولانا حافظ كفاية حسين. حصل فيضي على لقب "فاضل الأدب" من جامعة لكناو عام 1946م.

على الرغم من أن السيد فيضي كان رجل دين، إلا أنه أراد أن يكسب لقمة العيش من خلال الأعمال التجارية؛ لذلك ذهب إلى منجم للفحم وعمل فيه. فعمل هناك بجد وجنى أموالًا لا بأس بها.

أنشطته التبليغية

سافر السيد يوشع إلى دلهي لنشر الدين الإسلامي، حيث تعرف على رجل يُدعى إبراهيم ودعاه إلى مدينة دار السلام في تنزانيا، للانخراط في أنشطة تبليغية عند الخوجة الاثنا عشرية في إفريقيا. ذهب إلى إفريقيا في عام 1960م، لكنه عاد إلى موطنه في العاشر من محرم الحرام.

كان السيد محمد يوشع هو الابن الوحيد لعائلته، ولهذا السبب لم يتحمل والده الابتعاد عنه؛ لذلك لم يسافر مرة أخرى إلى إفريقيا وبقى مع والده، وبناء على اقتراح أحد الأصدقاء، تعلم الطب التقليدي وعمل في هذا المجال.

ذهب إلى مدينة جهاركند ومارس نشاطه التبليغي هناك لفترة، ثم ذهب إلى كلكتا وبدأ عمله في مسجد البصراوي كإمام للجمعة والجماعة.

في عام 1969م، أسس السيد محمد يوشع مجلة بعنوان "شهرية المؤمنات"، من أجل تعزيز المعارف الإسلامية للمرأة، واستمر في إدارة أنشطتها التبليغية لفترة طويلة.

من أجل نشر تعاليم أهل البيت (عليهم السلام)، تمت دعوته إلى مدينة بنغالور، وأصبح فيها إماماً لصلاة الجمعة والجماعات لأكثر من 30 عامًا. وفي نفس الوقت أصبح عضوا في أوقاف مدينة كرتاتكا في الهند.

يقال إن قائد الثورة الإسلامية آية الله الخامنئي كان ضيفه في بنغالور عندما سافر إلى الهند، وكذلك قبل ضيافته آية الله جنتي.

كان سيد محمد يوشع شاعرًا أيضًا، وكان يلقي الشعر في المحافل؛ لكنه شعر أن مجتمعه يحتاج إلى رجل دين أكثر من احتياجه إلى شاعر؛ لذلك خدم مجتمعه تحت لباس رجل الدين وترك الشعر لمدة 20 عامًا، ولكن بناء على اقتراح والده عاد الشعر مرة أخرى.

وفاته

ودّع السيد محمد يوشع حسيني فيضي دار الدنيا الفانية في مساء 8 يناير سنة 2008م، والموافق يوم عاشوراء من سنة 1429 هـ. وتم نقل جثمانه من بنغالور إلى مسقط رأسه زنكي بور، ودفن في مقبرة والده مع والده.

Tags

• الجمعية العامة للمجمع العالمي لأهل البيت (ع)