الهجرة إلى النجف الأشرف
بعد أن أكمل الشيخ محمود تعليمه العام؛ وبسبب شوقه لدروس العلوم الحوزوية، تعلم مقدماتها عند والده وأخيه الأكبر، ثم ذهب في سن المراهقة إلى العراق لمواصلة تعليمه لدروس العلوم الدينية، واستقر في النجف الأشرف بالقرب من مرقد الإمام أمير المؤمنين علي (ع)، وحضر الدرس عند كبار أساتذة حوزة النجف المشهورين في ذلك الوقت، واستمر في دراسته هناك حتى بلغ مستوى السطح العالي.
العودة إلى الهند
بعد أن أكمل حجة الإسلام النجفي تعليمه في النجف ولمدة أربعة عشر عامًا، عاد إلى مدينة جنبور في ولاية أوتار براديش بالهند، حيث بدأ بنشر الإسلام، وترويج الأحكام الإسلامية، وتبيين معارف أهل البيت (ع) بين الناس، وشرع بتدريس العلوم الدينية في الحوزة العلمية.
الأنشطة التبليغية والثقافية
قام حجة الإسلام محمود الحسن خان بعد وصولها إلى الهند، بإصلاح أوضاع الشيعة في تلك المنطقة، بالإضافة إلى تأسيس حسينية أهل البيت في لكناو أعاد بناء أكثر من 35 مسجدًا مهجورًا، حيث تقام في هذه المساجد المراسم المختلفة، بما في ذلك صلاة الجماعة.
وقد بذل المرحوم النجفي جهوداً كبيرة لإحياء "حوزة إيمانية العلمية" في الهند، وأخذ أوقاف هذه الحوزة من الناس الذين غصبوها، وأعادها إلى الحوزة، وكان أيضا مسؤولاً عن إدارة هذه الحوزة العلمية حتى نهاية عمره، وكانت ثمرة هذه المدرسة هي تربية عشرات الطلاب من أجل العالم الشيعي حتى يومنا هذا.
وكان حجة الإسلام الحسن خان يؤم إمامة الجمعة لمدينة جنبور الهندية، وفضلا عن ذلك كان خطيبًا لامعًا في الهند، حيث ألقى العديد من المحاضرات لنشر الوعي بين شيعة تلك الأرض.
ومن فعالياته الأخرى أنّه بذل جهوداً مضاعفة في سبيل محاربة المذاهب الضالة والمنحرفة، وقام بالعديد من الأنشطة ضدها.
وبالإضافة إلى لغته الأم، كان رحم الله يتقن اللغتين العربية والفارسية، وله العديد من الأعمال والمؤلفات القيمة.
مروج ولاية الفقيه في الهند
كان حجة الإسلام النجفي من أنصار وعشاق حركة الإمام الخميني(ره) الثورية في دولة الهند، وكان يعتبر من أبرز المروجين لولاية الفقيه فيها، وكان أيضا عضوًا في الجمعية العامة للمجمع العالمي لأهل البيت (ع)، وأن له مشاركات متواصلة في العديد من المؤتمرات الإسلامية المختلفة، بما في ذلك الاجتماعات التي كان ينظمها المجمع العالمي لأهل البيت (ع).
الوفاة
وأخيرًا، دخل رجل الدين الشيعي وبعد سنوات من النضال العلمي والثقافي للترويج لمدرسة أهل البيت (ع)، في غيبوبة في بداية عام 2017 م؛ وذلك بسبب الشيخوخة والمرض، وفي نهاية المطاف وافته المنية، وانتقل إلى رحمة الله في 1 أبريل 2017 م، عن عمر يناهز 95 عامًا في أحد مستشفيات لكناو شمال الهند، وبعد تشييعه، دفن في مقبرته العائلية في مدينة سلطانبور في مقاطعة أوتار براديش بالهند.
وبعث الشيخ بشير النجفي أحد مراجع التقليد عند الشيعة في مدينة النجف الأشرف برقية تعزية بهذه المناسبة، واصفا إياه من المبلغين الكبار للمذهب الشيعي الحق.