حجة الإسلام والمسلمين قربان علي عرفاني

Friday, 26 August 2022

حجة الإسلام والمسلمين قربان علي عرفاني (1940- 2016م) ابن محمد إبراهيم الشهير بعادل. كان العضو الأفغاني للمجمع العالمي لأهل البيت (ع). ولد عام 1940م في منطقة سياه دره، ولسوالي يكاولنك، في غرب مقاطعة باميان. درس مقدمات العلوم الحوزوية في مسقط رأسه عند الشيخ موسى كلان، وواصل دراسته حتى نهاية شرح اللمعة في مدينة يكاولنك، ثم التحق عرفاني بالجيش، وفي ربيع عام 1968 م شد الرحال النجف الأشرف واستقر إلى جوار حرم أمير المؤمنين (ع)؛ وذلك لمواصلة دراسته في حوزة النجف العلمية، وتتلمذ على يد أبرز أساتذته كآية الله العظمى السيد أبي القاسم الخوئي، والإمام الخميني، وآية الله السيد مصطفى الخميني، والسيد محمد باقر الصدر، وإلى جانبه شرع بتدريس اللمعة وحاشية ملا عبد الله.

حياته

قربان علي عرفاني بن محمد إبراهيم المعروف بعادل، ولد عام 1940م في منطقة سياه دره، ولسوالي (مقاطعة) يكاولنك، في غرب مقاطعة باميان، كما أمضى سنوات عديدة من حياته في النجف وإيران. عاد عرفاني إلى كابل بعد سقوط طالبان، وتشكيل الحكومة المؤقتة لأفغانستان عام 2002م، وتوفي بكابل في 22 أكتوبر سنة 2015م، بسبب مرض السرطان الذي ذهب إلى إيران لتلقي العلاج من أجله. ودفن في باحة مسجد باقر العلوم الذي أسّسه.

دراسته

درس قربان علي المقدمات الحوزوية في مسقط رأسه، عند الشيخ موسى كلان واستمر في الدراسة حتى نهاية شرح اللمعة في مدينة يكاولنك، ثم التحق عرفاني بالجيش، وفي ربيع عام 1968م هاجر إلى العراق من أجل الدراسة في حوزة النجف العلمية، وإلى جانب حضوره في درس السطح العالي قام بتدريس اللمعة وحاشية ملا عبد الله. ومن أبرز أساتذته السيد أبو القاسم الخوئي، والسيد روح الله الخميني، والسيد مصطفى الخميني، والسيد محمد باقر الصدر.

نشاطاته

العضوية في جمعية رجال الدين المجاهدين في أفغانستان: في أواخر الستينات وأوائل السبعينات، تم تشكيل جمعية للعديد من طلاب الهزارة في النجف، تسمى رجال الدين المجاهدين في أفغانستان، وقد كان مؤسسو هذه الجمعية هم قربان علي عرفاني، وعبد الحسين أخلاقي، والسيد حسين الحسيني، والسيد غلام حسين الموسوي. كان الدافع الأساسي من تشكيل هذه الجمعية هو العمل مع المدرس الأفغاني، والشيخ محمد عيسى محقق، والعديد من العلماء الآخرين، من أجل القضاء على التمييز الذي يُمارس ضد طلبة أفغانستان وباكستان والهند، لا سيما فيما يتعلق بالراتب الشهري الذي تدفعه بعض مكاتب المراجع وإدارة الحوزة العلمية في النجف، وتواصل أعضاء الجمعية مع آية الله الخميني عن طريق السيد محمود دعائي، وعند اللقاء بالسيد الخميني ولأول مرة وافق على دفع الراتب الشهري وبشكل متساوي لطلاب تلك الدول، كما أخذوا منه الموافقة على مقررات مجموعتهم.

ثم قرروا تشكيل لجنة دينية مستقلة لعلماء وشباب الهزارة، وأطلقوا عليها اسم "شباب الهزارة تنادي يا حسين"، والتي أصبحت تعرف باسم شباب الهزارة.

بعد أشهر قليلة من مايو 1973م تم الإطاحة بآخر ملوك أفغانستان وهو محمد ظاهر، على يد ابن عمه محمد داود، وإعلانه النظام الجمهوري، فقام هؤلاء الطلاب تحت عنوان "طلاب العلوم الإسلامية في أفغانستان" بإصدار بيان أعلنوا فيه دعمهم عن نهاية النظام الملكي وإعلان النظام الجمهوري.

نشر أول كتاب: يُعتبر كتاب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، أول كتاب كتبه عرفاني في النجف، وقد صدر عام 1976م، كما تمت دعوته من أجل الاستفادة من خبراته إلى جلسات التدريب على الخطابة والكتابة للطلاب الأفغان.

تأسيس منظمة نصر أفغانستان: ذهب عرفاني في عام 1977م إلى كابل وإيران وسوريا، وتعرف في سفره هذا على إسماعيل مبلغ، وعبد العالي مزاري، ومير حسين صادقي برواني. وبعد الانقلاب الشيوعي في كابل والإطاحة بحكومة محمد داود في مايو 1978م، وانتصار الثورة الإسلامية في إيران في فبراير 1979م، سافر إلى قم. وقام مع مجموعة من الطلاب، منهم: السيد حسين حسيني، وضامن علي واحدي، وعبد العالي مزاري، ومير حسين صادقي برواني، ويوسف واعظي، وعبد الحسين أخلاقي، وخادم حسين ناطقي، وعزيز الله شفق بتأسيس منظمة نصر أفغانستان في قم.

تأسيس حزب الوحدة الإسلامي في أفغانستان: زار عرفاني في عام 1986م، قواعد منظمة النصر في الهزارة. لم يرى عرفاني الحرب بين الأحزاب الشيعية لصالح أحد، وقام بالاتصال ببعض أعضاء الجماعات المتناحرة، مثل محمد أكبري، من جماعة حرس الجهاد الإسلامي الأفغاني، وقام بأولى المحادثات بين تلك الأطراف من أجل الصلح، ثم تشكيل حزب الوحدة الإسلامي. وفي صيف عام 1989م أصبح أحد الأعضاء المؤسسين والرئيسيين في حزب الوحدة. عاش عرفاني في إيران حتى بداية عام 1996م، وذلك بعد استشهاد عبد العلي مزاري أمين عام حزب الوحدة الإسلامي على يد طالبان، واستيلاء أحمد شاه مسعود على مواقع الحزب في كابل ونقل مقراته إلى باميان. وفي الانتخابات اللاحقة للحزب أصبح عبد الكريم خليلي أميناً عاماً لحزب الوحدة، وعرفاني نائباً له حتى عام 1998م.

ذهب عرفاني في صيف 1995م مع محمد كريم خليلي وبعض قادة حزب الوحدة العسكريين من مزار شريف إلى باميان، وبعد سقوط هذه المدن ومعظم المناطق الشمالية والمركزية في أفغانستان، هاجر مرة أخرى إلى إيران، وخلال هذه المدة قام ببعض الأنشطة الثقافية للمهاجرين الأفغان، الذين يعيشون في إيران، وقام بتأسيس مجلة الميثاق والوحدة.

بعد فترة غادر من إيران إلى أفغانستان، وانضم إلى جبهة المقاومة الشمالية التي شكلها أحمد شاه مسعود وبرهان الدين رباني وبعض القادة المجاهدين في ولاية تخار ضد طالبان، وبقي يمارس نشاطه هناك حتى سقوط إمارة طالبان.

العضوية في المجمع العالمي لأهل البيت (ع): انضم قربان علي عرفاني كعضواً في الهيئة العامة للمجمع العالمي لأهل البيت (ع)، بصفته أحد ممثلي الشيعة في أفغانستان، وذلك بداية 1990م.

 

بعد طالبان

عاد عرفاني إلى كابول في شتاء 2002م بعد سقوط طالبان وتشكيل الحكومة المؤقتة في أفغانستان، وعمل هناك حتى وفاته في سنة 2016م، ومن نشاطاته:

تأسيس حزب الوحدة الإسلامية للشعب الأفغاني: أدت الخلافات بين عرفاني والأمين العام لحزب الوحدة الإسلامية محمد كريم خليلي، إلى خروج عرفاني من الحزب وإنشاء فرع يسمى حزب الوحدة الإسلامي للأمة الأفغانية.

تأسيس مجلس علماء الشيعة في أفغانستان ومجلس الأخوة الإسلامية: شارك عرفاني في تأسيس مجلس علماء الشيعة في أفغانستان مع آية الله محمد آصف محسني، والشيخ محمد كرمي، والشيخ محمد حسين محقق، وذلك عند صياغة الدستور الجديد لأفغانستان، حيث تمكنوا من إدراج المذهب الشيعي وقانون الأحوال الشخصية في هذا الدستور، وشغل لعدة سنوات منصب نائب رئيس المجلس، وكذلك يُعتبر من مؤسسي مجلس الأخوة الإسلامية، الذي تم إنشاؤه من أجل إيجاد تفاهم وتقارب أكثر بين المذاهب الإسلامية في أفغانستان.

المناصب الحكومية: اختار حامد كرزاي، أول رئيس جمهورية في النظام السابق في أفغانستان (2003 ـ 2021م) عرفاني كعضو في مجلس الشيوخ المعين، ومن ثم مستشار الرئيس في شؤون الأقوام. وفي الانتخابات البرلمانية لعام 2010م انتخب عرفاني كممثل عن مدينة كابل في مجلس الشعب الأفغاني، وفي أثناء التصويت على الاتفاقية الاستراتيجية بين حكومة أفغانستان والولايات المتحدة الأمريكية في يونيو 2012م، غادر عرفاني وخمسة من النواب الآخرين جلسة التصويت، للاحتجاج على الضغط الذي تم ممارسته من إجل تمرير الاتفاقية في البرلمان الأفغاني.

إنشاء بعض المؤسسات العامة: قام عرفاني ببناء مكتبة عامة ومدرسة دينية في مسقط رأسه يكاولنك، كما قام ببناء مجمع في غرب كابل، يحتوي على مدرسة دينية ومسجد باقر العلوم ومركز ثقافي، وقد أوصى أن يدفن في باحة مسجد باقر العلوم، حيث مدفنه الآن.

خطاباته

قال في إحياء ذكرى الإمام الخميني (قدس سره) في كابل، يونيو سنة 2013م: "نحن اليوم نجتمع لتكريم رجل لم يحده قانون الحدود بين الدول، بل له مكانة اجتاز الحدود. فقد ألغى الإمام الخميني التمييز وحارب الطبقية والعرقية، وإنَّ الصحوة الإسلامية في العالم الإسلامي، نشأت من حركة الإمام الخميني الإسلامية".

وقال في يوم القدس: "كان هناك سببان رئيسيان وراء تسمية هذا اليوم بيوم القدس: الأول، إنَّ هذا الأمر تم طرحه من قبل مرجعية دينية، وهذه المرجعية الشيعية أرادة خلق نوع من التضامن والانسجام بين جميع المسلمين بما فيهم الشيعة والسنة، وهي الصرخة الأولى من نوعها، قد رفعها الإمام الخميني. والسبب الثاني، هو تأثير هذا الاسم على المسلمين وعلى غير المسلمين الأحرار في العالم، والتوجه إلى عمق المأساة، وأعاد للمسلمين رشدهم لتفعيل القضية الفلسطينية مرة أخرى".

آراء الآخرين فيه

قال عنه محمد أشرف غني، رئيس أفغانستان آنذاك، في الذكرى السنوية الأولى لوفاته: "يُعتبر هذا العالم الشيعي أحد شخصيات أفغانستان العظيمة، والرمز الوطني لها، وأحد القادة المجاهدين، ومن الذين خدموا الشعب في البرلمان".

وقال سرور دانش، النائب الشيعي لأشرف غني: "تعتبر الأخلاق الإنسانية والإسلامية والحرص على التقارب والوحدة من السمات المهمة للأستاذ عرفاني".

وقال محمد محقق، المعاون الشيعي التنفيذي لرئاسة الجمهورية: "لا شك أن عرفاني من الرواد في تاريخ النضال لأجل العدالة، وتاريخ الجهاد والمقاومة للشعب الأفغاني".

وقال عبد الله عبد الله الرئيس التنفيذي في حكومة أشرف غني (2014 ـ 2019): "الأستاذ عرفاني قائد حكيم وعالم ومتواضع وأحد مؤسسي الحركة الجهادية في أفغانستان".

وورد في بيان تعزية آية الله موحدي النجفي، أحد المراجع الشيعية من أفغانستان والمقيم في قم، بمناسبة رحيل عرفاني: "عانى الراحل المجاهد عرفاني الكثير من المصاعب خلال حياته المشرفة، قبل الثورة وبعدها، ووقف ضد الظلم والظالمين، والباطل وأصحاب الباطل، ودافع عن وحدة الإسلام والمسلمين ونشر تعاليم أهل البيت (ع)".

 

مؤلفاته

بعض مؤلفات قربان علي عرفاني عبارة عن:

1ـ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر

2ـ الإمام الخميني والثورة الإسلامية في أفغانستان

3ـ التحولات السياسية والاجتماعية لباميان

4ـ الصبر من منظور القرآن

5ـ از کنگره تا کنگره

6ـ الدعاء،‌ علاقة الإنسان الروحية مع الله

7ـ الإسلام وسبل التعامل مع التحديات

8ـ الأخلاق الإسلامية، سلسلة دروس عصر الجهاد

9ـ المسؤوليات الدينية للعلماء والمفكرين

 

Ahl Al-Bayt World Assembly

The Ahl al-Bayt World Assembly  is an international non-governmental organization (INGO) that was established by a group of Shiite elites under the supervision of the great Islamic authority of the Shiites in 1990 to identify, organize, educate and support the followers of Ahl al-Bayt.

  • Tehran Iran
  • 88950827 (0098-21)
  • 88950882 (0098-21)

Contact Us

Issue
Email
The letter
6+2=? Captcha