حجة الإسلام والمسلمين الشيخ يوسف واعظي الشهرستاني

الوجوه الخالدة

Friday, 26 August 2022

حجة الإسلام والمسلمين الشيخ يوسف واعظي الشهرستاني (1945 – 2014م) من العلماء المجاهدين في أفغانستان، وقضى فترة طويلة من حياته المباركة في سبيل استقلال بلاده، ومكافحة النظام الشيوعي، ولأجل ذلك عاش لسنوات طويلة بعيدا عن موطنه. كان المرحوم واعظي عضوا في مجلس علماء الشيعة في أفغانستان، ومجلس الأخوة الإسلامية، والجمعية العامة للمجمع العالمي لأهل البيت(ع).

ولد حجة الإسلام والمسلمين محمد يوسف واعظي الشهرستاني عام 1945م في ولسوالي "شهرستان"، في ولاية دايكندي. بدأ دراسته في العلوم الحوزوية في سنك تخت "شمال دايكندي" وبعد عامين من الدراسة هناك، ذهب إلى إيران لمواصلة دراسته، فدرس في مشهد لمدة عام واحد، ثم ذهب إلى العراق لإكمال دروس السطوح العليا في الحوزة العلمية عام 1969م، واستقر في النجف الأشرف بجوار مرقد  أمير المؤمنين علي (عليه السلام)، حيث واصل دراسته في الحوزة العلمية في هذه المدينة حتى وصوله إلى دروس البحث الخارج.

بعد أن عاش في النجف الأشرف لمدة أربع سنوات، سافر إلى إيران عام 1973م، واستقر في مدينة قم المقدسة. رافق وجوده في قم مع الأنشطة الثورية للثوار ضد النظام البهلوي؛ لذلك في فاجعة هجوم قوات النظام البهلوي على مدرسة الفيضية في 7 يونيو سنة 1975م. تم اعتقاله من قبل نظام الشاه، وإخراجه من إيران وأرسل إلى أفغانستان، وبعد عودته إلى أفغانستان كان لديه تواصل مع الطلاب الشباب الأفغانيين المقاتلين ضد حكومة محمد داود، حيث بدأ هؤلاء الأشخاص أنشطتهم السرية مع انقلاب الشيوعيين في مايو 1978م. وسافر الراحل واعظي إلى إيران بعد انتصار الثورة في إيران، عام 1979م، وبقي فيها فترة طويلة.

أثناء إقامته في النجف الأشرف، ذهب حجة الإسلام واعظي إلى مكتب الإمام الخميني مع مجموعة من الطلاب الأفغان، وبحسب قوله فقد تعرف على الشهيد عبد العلي مزاري في مكتب الإمام الخميني، وأدى هذا التعارف فيما بعد إلى تعاونهم وعضويتهم في منظمة النصر، ومن ثم في حزب الوحدة الإسلامي في أفغانستان.

قال محمد يوسف واعظي:

"إنني بصفتي أفغاني ورجل دين أحث عموم شعب أفغانستان، في الحفاظ على وحدتهم وأخوتهم، والاستفادة إلى أقصى حد من الفرص. ونأمل أن تنمو وحدة الشيعة والسنة في أفغانستان يوما بعد يوم، وأن نرى أفغانستان الإسلامية مزدهرة وحرة ومستقلة. هناك بعض الخلافات في المجتمع الشيعي، وهذا أمر طبيعي، وعلى الرغم من أن الوضع أفضل مما كان عليه في الماضي، إلا أن الشيعة لم يحصلوا بعد على حقوقهم الواقعية في البلاد، ويمكنهم تحقيق مكانة أعلى في أفغانستان مع بذل المزيد من الجهد. وفي الوقت نفسه، يِعتبرون اليوم مجتمعًا مفيدًا وفعالًا ومؤثرًا في البلاد، وأن للشيعة حضور في مجلس الوزراء، والمجلس الوطني، وفي إدارة الدولة و...".

 

أنشطته السياسية

    تشكيل منظمة النصر لأفغانستان

في بداية عام 1979م أسس حجة الإسلام واعظي مع مجموعة من العلماء الأفغان الذين يقيمون في قم، منظمة النصر لأفغانستان في مدينة قم المقدسة، وأصبح عضوًا في مجلسها المركزي. انخرطت المنظمة في كفاح مسلح ضد حكومة الحزب الشعبي. وفي عام 1983م وبناءً على اقتراح من الشهيد عبد العلي مزاري، اُنتخب المرحوم واعظي رئيسًا للمكتب التمثيلي لمنظمة النصر الأفغانية في مشهد، وعمل في هذا المنصب حتى عام 1989م.

    عضو في حزب الوحدة الإسلامي في أفغانستان

بعد تشكيل حزب الوحدة الإسلامي في أفغانستان، كان حجة الإسلام واعظي عضوا في الهيئة الإعلامية التي أعلنت عن وجود حزب الوحدة، ودمج قواعد الأحزاب الشيعية السابقة، وأرسل إلى باميان ومناطق دايكندي المختلفة مع هذه الهيئة. في يناير 1995م كلفه الشهيد عبد العلي مزاري بالتفاوض مع قادة طالبان في قندهار الذين وصلت قواتهم قريب كابول؛ وذلك لمنع الاشتباكات بين هذه الجماعة وقوات حزب الوحدة الإسلامي في غرب كابول، إلا أن هذه المفاوضات لم تثمر مع إعطاء الضوء الأخضر من قبل جماعات أخرى لطالبان لمهاجمة مواقع حزب الوحدة الإسلامي.

وقد تم اختيار الشيخ واعظي من قبل المجلس المركزي لحزب الوحدة الإسلامي في أفغانستان كرئيس للمجلس التمثيلي للحزب في طهران من عام 1997 إلى 2002م.

    الاشتراك في النظام السياسي في أفغانستان بعد طالبان

بعد سقوط طالبان في أفغانستان، استمر النشاط السياسي لحجة الإسلام واعظي من خلال حزب الوحدة الإسلامي، وانتخب في عام 2002م رئيسًا لمقر الحزب في كابول، وفي زمن حكومة حامد كرزاي رئيس جمهورية أفغانستان أصبح عضوا في لجنة صياغة الدستور، ثم تولى منصب الوزير الاستشاري، كما شغل منصب المستشار الديني للرئيس في عهد حكومة حامد كرزاي.

وكان المرحوم واعظي أيضا عضوًا في مجلس علماء الشيعة بأفغانستان، ومجلس الأخوّة الإسلامية، وعضوًا في الجمعية العامة للمجمع العالمي لأهل البيت (عليهم السلام).

قال محمد يوسف واعظي:

"يظهر من تاريخ طالبان أن الولايات المتحدة وبريطانيا أنشأتها، وقدمت لها الدعم المالي والأسلحة. كذلك تم تشكيل القاعدة بقيادة أسامة بن لادن عن طريق تقديم الحماية والدعم المالي والأسلحة من قبل الولايات المتحدة، لمحاربة الاتحاد السوفيتي في أفغانستان، ةبعد الهزيمة السوفيتية في أفغانستان، غيّرت الولايات المتحدة مهمة القاعدة لتشويه سمعة الإسلام في الدول الإسلامية، لكن في النهاية، اشتعلت النيران التي أطلقها البيت الأبيض الأمريكيين أنفسهم".

 

قال محمد يوسف واعظي:

"داعش التي تلقت مساعدات مالية وأسلحة أمريكية وبريطانية لزعزعة استقرار سوريا، أصبحت الآن جماعة خطيرة لا يستطيع حتى داعموها الغربيون السيطرة عليها، فيجب على الدول الإسلامية أن تضع إجراءات عملية في جدول أعمالها لمنع جرائم داعش".

 

وفاته

أخيرًا، توفي الشيخ واعظي ليودع الدار الفانية، وينتقل إلى الدار الباقية، بعد عمر من الجد والجهاد في يوم الأربعاء 15 أكتوبر سنة 2014م عن عمر يناهز 70 عامًا، إثر أزمة قلبية في أحد مستشفيات كابول، وبعد وفاته أصدرت شخصيات ومؤسسات سياسية ودينية أفغانية رسائل تعزية، واصفة إياه بأنه شخصية مخلصة ورحيمة عملت بجد لتحقيق التطلعات المشروعة للشعب الأفغاني خلال الجهاد والمقاومة في العقد الماضي. وبمناسبة وفاته، أقيمت مراسم الفاتحة في كابول، بحضور العديد من الشخصيات السياسية والدينية والمسؤولين البارزين، ومختلف شرائح الشعب الأفغاني.

جاء في جزء من البيان الصادر عن محمد محقق، نائب الرئيس التنفيذي لحكومة الوحدة الوطنية بمناسبة وفاته على ما يلي: "ببالغ الأسف والحزن العميق تلقيت خبر وفاة المجاهد العظيم، حجة الإسلام والمسلمين يوسف واعظي، مستشار الرئيس السابق وأحد أنصار الشهيد مزاري في أيام الجهاد، حيث كان هذا الخبر صادما ومحزنا بالنسبة لي، وبالتأكيد قد أثر هذا الحادث المفاجئ على قلوب الآلاف من أصدقائه وأقرانه والمسلمين والمجاهدين، فرحمه الله تعالى وتغمده بواسع رحمته".

 

Tags

• الجمعية العامة للمجمع العالمي لأهل البيت (ع)