حجة الإسلام والمسلمين الشيخ يعقوب علي توسلي

الوجوه الخالدة

Sunday, 28 August 2022

حجة الإسلام والمسلمين الشيخ يعقوب علي توسلي (1923- 2014م)، أحد مبلغي الشيعة البارزين في مدينة كويتا، وممثل ولي أمر المسلمين آية الله العظمى الخامنئي في منطقة بلوشستان الباكستانية، وقد بذل قصارى جهده لنشر وترويج معارف مدرسة أهل البيت (ع) والوحدة بين المسلمين في تلك المنطقة، ولم يقصر في هذا الطريق، حتى أنه ترك وراءه خدمات باقية، مثل بناء مدرسة دينية. كان رحم الله عالماً شاملاً، وبالإضافة إلى نشاطه الثقافي، عمل إلى جانب المفتي جعفر حسين والشهيد عارف حسين الحسيني، اللذين كانا ناشطين في مجال السياسة والحياة الاجتماعية.
كان المرحوم الشيخ يعقوب علي من خريجي حوزة النجف الأشرف العلمية، وأثناء إقامته في هذه المدينة، حضر درس كبار العلماء، من أمثال: الإمام الخميني (ره)، وآية الله الشهيد السيد محمد باقر الصدر، وحصل على إذن من الإمام الخميني لتولي الأمور الحسبية والشرعية.

سيرته الذاتية

ولد حجة الإسلام ومسلمين توسلي في عام 1923م، في ولاية بلوشستان بمدينة كويتا في باكستان. بدأ دراسته في مسقط رأسه، وفي سن الحادية عشرة هاجر مع والديه إلى النجف الأشرف لدراسة العلوم الدينية، وأقام بالقرب من مرقد الإمام علي (ع).

وقد درس الشيخ يعقوب علي علوم ومعارف أهل البيت (ع) في النجف لمدة عشرين عاماً، حيث كانت العلوم الرائجة في حوزة النجف منها: علم الصرف، والنحو، والمنطق، وعلم البلاغة، والفقه، والكلام، والفلسفة، وتفسير القرآن، والأخلاق والعلوم الأخرى، فحضر تلك الدروس عند أساتذة العصر المشهورين، وتلقى دروس السطوح عند جملة من الأساتذة، مثل: الشيخ محمد صدرا، والشيخ مجتبى اللنكراني، والشيخ عباس القوشاني، وحضر دروس البحث الخارج عند الآيات العظام كالإمام الخميني، والسيد أبو القاسم الخوئي، والشهيد السيد محمد باقر الصدر، والشيخ جواد التبريزي، وآية الله محمد إسحاق الفياض.

وكان الشيخ يعقوب علي توسلي أستاذاً ماهراً في نصوص الدروس الحوزوية، حيث درّس اللغة العربية، وشرح اللمعة، والرسائل، والمكاسب، وكفاية الأصول، بالإضافة إلى تدريس الدروس الرسمية في الحوزة العلمية، وكان يدرس أيضا التفسير أيام الجمعة، والعقائد يوم الثلاثاء، ونهج البلاغة بعد ظهر يوم الجمعة. وترك حجة الإسلام توسلي خلفه مؤلفات، منها: "مسألة التقليد" و"الشيعة" و"مسألة الإمامة" و"تجويد القرآن" و"شكوك الصلاة".

عودته إلى الوطن وأنشطته التبليغية

عاد الشيخ يعقوب علي توسلي بعد 20 عاماً إلى مسقط رأسه كويتا، ومنذ وصوله بدأ بنشاطه التبليغي في كويتا وولاية بلوشستان بأكملها، وبذل قصارى جهده لنشر وترويج معارف الإسلام المحمدي الأصيل، فكان إمام جمعة مدينة كويتا لعدة سنوات، وكان من دعاة الوحدة الإسلامية، وردد شعار الوحدة الإسلامية من على منبر ومحراب صلاة الجمعة.

وقدم حجة الإسلام توسلي أيضا خدمات جديرة بالتقدير في المجال العلمي، ومن أجل ترويج معارف الإسلام، فأسس مدرستين علميتين، ومن خلال هذه المدارس تعرّف المئات من الفتيات والفتيان على المعارف الإسلامية، وما زال عطاؤه في هذا المجال مستمر حتى الآن.

بنظرة عميقة، أعطى الشيخ يعقوب علي الأولوية لتعليم الجيل القادم إلى الأمهات في بلده، وأسس مدرسة فاطمة الزهراء، حيث شرعت المدرسة بتعليم مئات الفتيات على العلوم الدينية والاجتماعية،؛ ليصبحن رائدات لتعليم الجيل القادم في المجتمع.

أنشطته الاجتماعية والسياسية

كان للشيخ يعقوب علي حضور سياسي أيضًا، وكان صديقًا قديمًا للمفتي جعفر حسين، والشهيد عارف حسين الحسيني، وبعد انتخاب السيد عارف حسين الحسيني زعيما للشيعة في باكستان، انتخب حجة الإسلام توسلي رئيسا لحزب النهضة الجعفري في بلوشستان، ونائبا لرئيس المجلس التنفيذي المركزي، وقد يعدّ توسلي من مساندي الشهيد عارف الحسيني.

ولبى في عام 1985م، أوامر السيد عارف حسين الحسيني، للخروج في مسيرات في مدينة كويتا ضد الحكومة؛ وذلك من أجل قبول مطالب الشيعة، واستشهد على إثرها العديد من الأشخاص في إطلاق النار من قبل عناصر الشرطة، واعتقل يعقوب علي توسلي، وسجن على أثر تلك الفعاليات.

وفاته

مرض حجة الإسلام والمسلمين توسلي في السنوات الأخيرة من عمره، وبعد معاناة طويلة مع المرض، توفي في يوم 26 ديسمبر سنة 2014م، الموافق 4 ربيع الأول سنة 1436 هـ، عن عمر يناهز 91 عامًا، وشيّع جثمانه من إمام باركاه سيد آباد، ودفن في مقبرة الهزارة.

 

Tags

• الجمعية العامة للمجمع العالمي لأهل البيت (ع)