حجة الإسلام والمسلمين الشهيد السيد جواد العذاري

Friday, 26 August 2022

حجة الإسلام والمسلمين الشهيد السيد جواد العذاري (۱۹۴۶-۲۰۱۵م) من العلماء المجاهدين العراقيين، وعضو للمجمع العالمي لأهل البيت (ع). قضى عمره المبارك في مقارعة النظام البعثي العراقي، ونشر القيم الدينية والإلهية في العالم الإسلامي والوحدة بين المسلمين، حتى حكم عليه النظام الظالم البعثي بالإعدام الغيابي، وبات مطاردا ومشردا من قبله، وبسبب هذه الظروف الصعبة عاش مدة من حياته مختفيا في العراق، ثم انتقل إلى إيران، وواصل نضاله ضد هذا النظام من هناك.

وبعد عمر من النضال والجهاد العلمي والسياسي حيث تعرض لعدة مرات إلى محاولة اغتيال، بلغ أمنيته التي كان يسعى إليها، ونال الشهادة إثر هجوم إرهابي محتسبا صابرا.

حجة الإسلام والمسلمين الشهيد السيد جواد العذاري

حیاته

ولد السيد جواد بن كاظم بن سعيد العذاري، في عام 1946م، في قرية الرميلة القريبة من النجف الأشرف. ينتهي نسبه الي يحيى بن زيد بن الإمام زين العابدين عليه السلام. منذ صغره رافق المجالس الحسينية وعشقها، وتخرج بالثقافة الحسينية ثقافة الشهداء والتضحية، حتى خلطت بروحه وجسده، استشهدت أمه في سجون البعث بالعراق.

وقبل انتصار الثورة الإسلامية في إيران عندما كان الإمام الخميني (ره) في النجف الأشرف، حضر عنده السيد جواد، وانبهر بالإمام الراحل، وانتفع من مجالسته.

وتشرف إلى زيارة الإمام الحسين (ع) في شبابه وبعد سقوط نظام البعث، زاره عليه السلام مشيا على الأقدام، وعن أنسه بالصلاة وإقامته، كان رحمه الله لا يترك نافلة الليل حتى في أشد الظروف فضلا عن الفرائض، ونقل عن بعض من رافقه في مسيرة زيارة الأربعين، أنه رغم تلك المتاعب كان لا يترك النافلة.

ولأداء واجبه ديني كان يلبي حاجة من يطلب منه المشاركة في المجالس الحسينية وإلقاء المحاضرات الدينية سواء في المناطق النائية والفقيرة أو في التلفاز أو في غيرها من الأماكن، غير معجب بنفسه متواضعا.

وقد عشق الشهادة حتى نالها، وكان ينقل عنه أنه يردد كلمات الإمام الحسين (ع) بهذا الشأن: إنی لا أری الموت إلا سعادة والحیاة مع الظالمین إلا برما.

وكان يرى أن أساس الصحوة الإسلامية والفكرة تأخذ منهجه الأولي من النص القرآني، والنص القرآني له خصائص وأبعاد لا يمكن لأي جهة تمتلك هذه الحقيقة، أبرزها الثبات والواقعية والربانية، وما يوجد في النص القرآني هو حالة متفوقة وأصيلة، والنص القرآني نص مستوعب وناضج ويقين.

يقول أحد أصدقائه عن سيرته وحياته: كان السيد جواد العذاري متواضعا عاش بسيطا فقيرا ومات فقيرا، ولكنه كان غنيا بعقله وغنيا بدينه وبنفسه التي لاتعرف إلا ربها.

في الحوزة

وبعد انتهاء الدراسة الثانوية اتجه نحو الدراسات الإسلامية، فالتحق جواد العذاري في سنة 1964م بالحوزة العلمية، وهكذا كان لحوقه أنه شغف بزهد وتقوى وعرفان السيد محسن الحكيم زعيم الشيعة في العراق على الإطلاق آنذاك، وكان يحضر في مكتبه، وينتهل من توجيهاته، وذلك عند استقبال هذه المرجع الديني مختلف شرائح الشعب، وبتوجيه منه التحق بالحوزة العلمية.

ويعد السيد جواد من دعاة الرعيل الأول ومن تلامذة السيد محمد باقر الصدر، كما أنه صهر آية الله السيد كاظم الحائري، ومتزوج بشقيقته، وأيضا إمام جماعة لمرقد الشهيد محمد باقر الصدر (قدس).

في إيران

كان العذاري من الرافضين لسياسية صدام حسين، وكان مطلوبا من قبل نظام حزب البعث الحاكم في 1973م، حيث احتدم الصراع بين تيار الدعوة الإسلامية وبين حزب البعث الحاكم في بغداد. تعرض للملاحقة من قبل أجهزة السلطة، وحكمت عليه محاكم الديكتاتورية بالإعدام غيابياً، وبقي يعيش متخفيا متنقلا من مكان إلى مكان فترة من زمن طالت ثمان سنين، ثم تمكن من الهروب إلى إيران عام 1980م، وشارك بجانب القوات الإيرانية ضد الجيش العراقي.

وحين تواجده في إيران تصدى لعدة أمور، منها:

عين مسؤولا من قبل مؤسسة الشهيد في إيران لمتابعة عوائل الشهداء العراقية.

كان عضوا في مجلس الأعلى في العراق، وذلك إلى جانب السيد محمد باقر الحكيم، حيث كان برفقته عشرين سنة.

شارك مع القوات الإيرانية في الحرب المفروضة ضد النظام البائد البعثي، وفضلا عن جهاده ونضاله كان مبلغا في جبهات القتال.

ومن نشاطاته الأخرى في إيران، كان السيد العذاري عند تشرفه إلى زيارة الإمام الرضا (ع) في مدينة مشهد المقدسة يلقي الخطابات الدينية في دار الرحمة، وذلك بطلب من مسؤولي العتبة الرضوية المقدسة.

كان يعطف على المسلمين غير الإيرانيين المتواجدين في إيران كالأفارقة، والهنود، والأفغانة، ويساعدهم، ويقضي حوائجهم ما تمكن منها.

ويرى العذاري أن المؤسسات والمشاريع التي موجودة في ايران تعتبر متفوقة وناذجة جدا، وقادرة أن توجه الحالة الإسلامية.

العمل السياسي

يعد السيد جواد العذاري أحد قيادات حزب الدعوة الإسلامية، ومن أبرز طلبة الشهيد محمد باقر الصدر، وهو صهر السيد كاظم الحائري، ذات التأثير النوعي في بعض القوى الشيعية العراقية.

وكان يري أن المعارضة ضد النظام البعثي، من أهم انواع الجهاد ضد الظلم والظالمين وانتصارا لمبادئ تعاليم أهل البيت عليهم السلام.

ويقول قبيل إسقاط نظام صدام حسين: "هناك معارضة تغيرية تملك رسالة وأطروحة ومنهجا شاملا، وهي تمثل الاتجاه الإسلامي، وهذه تتمسك بثوابت وقيم ونظرة واضحة مستوعبة، تعمل من أجل تغيير الحياة وإنقاذ الإنسان من أنواع المحاصرة في العراق حتى يصل إلى إرادته وحريته".

وشدد علي أن المعارضة الحقيقية التي تبني منهجا تعرضت لأقسى حالات المحاصرة الدولية والمحلية والتقييم، وهناك محاولات ترأسها العصابة المحتلة لبغداد في الإبادة الجماعية والتطويق السياسي.

وكان السيد العذاري يري أنه لا يوجد في العراق تعدد عرقي وقومي في الأصل؛ لأن الجميع ينتمي إلى الإسلام كعقيدة وتفكير على اختلاق درجة الانتماء، وأقله هو الارتباط والانتماء العاطفي الذي يعم الجميع، وهذه العواطف الطيبة تصب في تقديس القيم والمفاهيم الإسلامية، ولكنها بحاجة إلى تنسيق وتوجيه ودفع مستوى الوعي، وهنالك تطلع واضح نحو هذه الحقيقة .

وقد كان يري أن إسقاط نظام صدام حسين جزء من منهج حزب الدعوة والحوزة العلمية، وبعد سقوط النظام البعثي وعند اندلعت المواجهات الإرهابية في العراق، وجد السيد العذاري مكانه الطبيعي في مواجهة عصابات الإرهاب التكفيري بكل الوسائل الشرعية، وعندما أصدرت المرجعية في النجف الأشرف فتوى الجهاد الكفائي في العراق لمواجهة عصابات داعش كان السيد جواد العذاري من المبادرين لتوجيه وقيادة الحشد الشعبي بفهم إسلامي بعيدا عن الحزبية والطائفية، كما أنه كان داعما لقواتها المجاهدة في العراق ضد داعش، وذلك رغم ما كان يعانيه من أمراض في جسده؛ وذلك لكبر سنه وهو يناهز 70 عاما.

محاولة اغتياله

وفي نوفمبر 2012م نجا السيد جواد العذاري من محاولة اغتيال بهجوم مسلح استهدف منزله شمال مدينة النجف الأشرف .

وقال مصدر أمني: إن "مسلحين مجهولين اقتحموا منزل مسؤول مرقد ومدرسة السيد محمد باقر الصدر جواد العذاري في منطقة حي النفط شمال المدينة، وأطلقوا النار عليه"، مبيناً أن "الهجوم أدى إلى إصابته بجروح نقل على إثرها إلى المستشفى".

استشهاده

استشهد العذاري، الأربعاء 13 مايو 2015م، حيث أطلق مجهولين سبع طلقات، في حي أبو طالب في النجف الأشرف، وأصدر حزب الدعوة الاسلامية بيانا بهذه المناسبة، ورد فيه:

"كان الشهيد السعيد السيد جواد العذاري من المؤمنين الرساليين ومن الدعاة المخلصين الأوائل الذين بذلوا كل وسعهم من اجل اعلاء كلمة الاسلام، ورفع راية الحق، وقد قضى رحمه الله العديد من السنين في سجون البعث الرهيبة ولم يخضع لجلاديه ولو بكلمة واحدة، وواصل جهاده بعد السجن مهاجرا أبيا مكافحا من اجل العراق وحريته واستقراره".

 

Ahl Al-Bayt World Assembly

The Ahl al-Bayt World Assembly  is an international non-governmental organization (INGO) that was established by a group of Shiite elites under the supervision of the great Islamic authority of the Shiites in 1990 to identify, organize, educate and support the followers of Ahl al-Bayt.

  • Tehran Iran
  • 88950827 (0098-21)
  • 88950882 (0098-21)

Contact Us

Issue
Email
The letter
9-6=? Captcha