حجة الإسلام والمسلمين السيد محمد جعفر الرضوي

الوجوه الخالدة

Sunday, 28 August 2022

حجة الإسلام والمسلمين السيد محمد جعفر الرضوي (1931-2010م) من علماء الشيعة البارزين في الهند الذين قضوا حياتهم في خدمة أتباع مدرسة أهل بيت العصمة والطهارة (ع)، وتركوا خدمات بارزة ودائمة في تلك البلاد، وخلال فترة توليه مدرسة سلطان المدارس العلمية، قام بتربية العديد من الطلاب، كل واحد منهم رفع علم الإسلام والتشيع في الهند وغيرها من البلدان، وأصبح مصدرًا للعديد من الخدمات.
ولد المرحوم الرضوي في 16 صفر عام 1350 هـ، الموافق 3 يوليو عام 1931م، في عائلة علمية ودينية في مدينة لكناو مركز الشيعة في الهند. كان والده الفقيه الكبير السيد محمد حسين، وجده السيد أبو الحسن (وفاة 1895م)، من علماء الهند البارزين.

الدراسة

بدأ السيد محمد جعفر الرضوي دروس المقدمات في منطقته بمدرسة "عابدية" في مدينة لكناو، ثم دخل حوزة "سلطان المدارس" العلمية في لكناو، وحصل على وثيقة "المولوي" و"العالم" بدرجة الممتاز من التربية والتعليم في "إله آباد" بولاية "أتر برديش"، فضلا عنه حصل على درجة "فاضل التفسير" من جامعة لكناو.

استفاد حجة الإسلام السيد محمد جعفر الرضوي في حوزة سلطان المدرس العلمية من الأساتذة المتميزين فيها، وفي عام 1952م حصل وبنجاح على درجة "سند الأفاضل"، وفي عام 1954م حصل وبدرجة الممتياز على وثيقة "صدر الأفاضل".

غادر السيد محمد جعفر إلى النجف الأشرف عام 1955م لمواصلة دراساته العليا في الفقه والأصول، واستقر بالقرب من مرقد أمير المؤمنين (ع)، وحضر الدرس عند الآيات العظام، من أمثال: السيد محسن الحكيم، والسيد محمد الحسيني، والسيد محمود الشاهرودي، والسيد علي فاني الأصفهاني، والسيد أبو القاسم الخوئي، وغيرهم من الأساتذة البارزين.

عودته إلى الهند والأنشطة العلمية والتعليمية

بعد أن عاش السيد جعفر الرضوي في العراق لمدة 20 عامًا، عاد إلى الهند في عام 1975م، وبدأ إعطاء الدرس في مدرسة سلطان المدارس العلمية في لكناو. في ذلك الوقت كانت مدرسة سلطان المدرس بزعامة مولانا السيد علي شاه. بعد وفاة متولي المدرسة حجة الإسلام السيد علي، ومدير المدرسة السيد هاشم رضا عابدي، تم تسليم إدارة مدرسة سلطان المدارس وتوليتها إلى السيد محمد جعفر الرضوي. تأسست مدرسة سلطان المدارس عام 1892م. على يد جده الأكبر آية الله السيد أبو الحسن الرضوي، وكان السيد جعفر مسؤولاً عن هذه المدرسة من عام 1987م، حتى نهاية حياته. ولأن مدرسة سلطان المدارس لم يتم إعادة بنائها منذ إنشائها، بدأ السيد محمد جعفر الرضوي بإعادة بنائها خلال إدارته، وقام أولاً بتعمير المكتبة وتجهيزها، كما أعاد تجليد الكتب الموجودة في مكتبة مدرسة سلطان المدارس العلمية، والتي تضمنت أعمالاً رائعة وقيمة، من أجل حمايتها من التلف. كما أنشأ مسجدًا لإحياء الصلاة في باحة المدرسة.

قام السيد جعفر بتربية العديد من الطلاب في هذه المدرسة، كل واحد منهم قام بترويج ونشر معارف أهل البيت (ع) في مختلف المجالات العلمية والثقافية والاجتماعية والدينية في شبه القارة الهندية وبعض الدول الأخرى.

صمم السيد الرضوي الشهادات العلمية لمدرسة سلطان المدارس باللغة العربية حتى يتمكن طلاب المدرسة من دخول مختلف المجالات التعليمية والحكومية، ولأن هذه الشهادات مقبولة في بعض الجامعات الهندية، وخاصة في جامعة علي كرة، يمكن لخريجي سلطان المدارس معادلة شهاداتهم بهذه الجامعة، ودخول مجال الخدمة في المناصب الحكومية.

أنشطته التبليغية

كان السيد جعفر الرضوي، بالإضافة إلى الدرس والتدريس، مشغولاً أيضاً في نشر معارف أهل البيت (ع) وعندما غاب إمام صلاة الجمعة لبعض الوقت في مدينة لكناو، أصبح كإمام مؤقت لصلاة الجمعة في المسجد الجامع لهذه المدينة.

كما شارك حجة الإسلام الرضوي في التجمعات الثقافية والدينية في الخارج البلد، وسافر إلى دول مختلفة مثل العراق، وإيران، وباكستان، وفلسطين، والمملكة العربية السعودية، وأفغانستان، وكان له حضور فاعل، وكان أيضاً عضو في الجمعية العامة للمجمع العالمي لأهل البيت (ع).

حصل السيد جعفر الرضوي على إجازة في الأمور الحسبية والشرعية، لكي يتولى شؤون الشيعة في منطقته، من بعض مراجع التقليد العظام كالسيد علي الحسيني السيستاني، وناصر مكارم الشيرازي.

تقديراً لخدماته العلمية، منحه السفير الإيراني في دار الثقافة للجمهورية الإسلامية الإيرانية في لكناو يوم 19 مايو عام 2009م، وسام الشهيد مطهري.

مؤلفاته

كما ترك السيد جعفر الرضوي، مع جدول أعماله المزدحم، بعض المؤلفات العلمية، بعضها عبارة عن:

1. الهدية الفخرية (كتاب يحتوي على أدعية)
2. رسالة في الميراث باسم الالتقاط
3. سهولة الحج (منتخب من أحكام الحج، طبق فتاوى آية الله الحكيم، وآية الله محمود الشاهرودي، وآية الله الخوئي)
4. تقرير درس الخارج لآية الله السيد علي فاني، حول مباحث الاستصحاب باللغة العربية
5. شرح وتوضيح كتاب تجريد الاعتقاد للخواجة نصير الدين الطوسي باللغة الأردية
6. شرح بعض مباحث قوانين الأصول للميرزا القمي باللغة الأردية
7. بداية الصائمين

الوفاة

توفي السيد جعفر الرضوي وانتقل من الحياة الفانية إلى الباقية، بعد حياة من الجهاد العلمي والثقافي، في 8 أبريل سنة 2010م، الموافق 23 ربيع الثاني سنة 1431 هـ، عن عمر يناهز 81 عامًا، ودفُن جثمانه في مدينة لكناو.

Tags

• الجمعية العامة للمجمع العالمي لأهل البيت (ع)