حجة الإسلام والمسلمين السيد عبد العزيز الحكيم

حجة الإسلام والمسلمين السيد عبد العزيز الحكيم (1950 – 2009م)، عالم مجاهد شيعي، ومن السياسيين والمناضلين ضد النظام البعثي في العراق. تحمل عناءً كبيراً في هذا السبيل، وقضى سنوات طويلة من حياته بعيدا عن موطنه. كان السيد عبد العزيز آخر من بقي من أسرة المرجع الشيعي آية الله العظمى السيد محسن الحكيم، حيث استشهد وعذب عدد من أخوته على يد النظام المجرم البعثي، وجلاوزة الاستكبار.

وكان الراحل من أبرز المسؤولين في المجلس الأعلى للثورة الإسلامية العراقية، وتولى رئاسة المجلس بعد استشهاد أخيه آية الله السيد محمد باقر الحكيم. وبعد سقوط النظام البعثي لعب دورا كبيرا في تشكيل الحكومة الوطنية، وإدراج القيم الإسلامية في الدستور العراقي. نجله هو حجة الإسلام والمسلمين السيد عمار الحكيم، الذي يعدّ من أبرز الشخصيات العراقية.

حجة الإسلام والمسلمين السيد عبد العزيز الحكيم

حياته

ولد السيد عبد العزيز الحكيم عام 1949م في النجف الأشرف في أسرة عُلمائية، فوالده السيد محسن الحكيم من مراجع تقليد الشيعة، وله 10 أبناء و4 بنات، وجميع أبنائه من رجال الدين، حيث وصل بعضهم إلى درجة الاجتهاد والمرجعية، واستشهد 7 منهم على يد النظام البعثي.

تزوّج السيد عبد العزيز من بنت آية الله محمد هادي الصدر، وله بنتان وابنان هما محسن وعمار.

 

دراسته

بدأ السيد عبد العزيز حكيم بدراسة العلوم الدينية في أوائل السبعينيات، حيث حضر درس الفقه والأصول عند جملة من الأساتذة كآية الله السيد محمود هاشمي الشاهرودي، وآية الله الشهيد السيد عبد الصاحب الحكيم (شقيقه)، وآية الله السيد محمد باقر صدر. وبعد أن أكمل دروس السطوح، حضر دروس البحث الخارج عند آية الله السيد أبو القاسم الخوئي، والشهيد الصدر، وقد قام بكتابة تقريرات درس الشهيد الصدر.

 

أنشطته السياسية

بعد استهداف الشهيد محمد باقر الصدر من قبل النظام الصدامي أعلن السيد عبد العزيز الحكيم الكفاح المسلح ضد النظام البعثي، وقام بتأسيس "حركة المجاهدين العراقيين"، والتي أصبحت فيما بعد قاعدة لإنشاء فيلق بدر. وإثر استشهاد السيد محمد باقر الصدر وتضييق صدام على الشيعة في العراق خرج السيد عبد العزيز من العراق إلى سوريا. وبعد الثورة الإسلامية في إيران سافر مع أخيه السيد محمد باقر إلى إيران، وأسّس مع جماعة من العلماء العراقيين "جماعة العلماء المجاهدين في العراق"، وفي عام 1982م أسس المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق، وكان السيد عبد العزيز أحد مؤسسي هذا المجلس، وتمّ اختياره عضوا للمجلس المركزي، وكان السيد عبد العزيز طوال حياة في هذا المجلس يتولى المسؤولية التنفيذية للعلاقات الدولية، وكذلك رئاسة المكتب الجهادي.

دوره في أحداث العراق بعد سقوط صدام

بعد سقوط النظام الصدامي عاد السيد محمد باقر الحكيم إلى النجف، وذهب السيد عبد العزيز إلى بغداد، ليطلع على المبادرات السياسية والتنفيذية لتشكيل الحكومة الوطنية العراقية.

وفي 29 أغسطس 2003م، استشهد السيد محمد باقر الحكيم رئيس المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق، وبعد عدة أيام تمّ تعيين السيد عبد العزيز كرئيس للمجلس، وذلك بناء على النظام الداخلي للمجلس وبإجماع أعضاء المجلس المركزي. وبما أنّه لم يعد هناك ضرورة لاستمرار المنهج المسلح والثوري للمجلس تغير اسمه إلى "المجلس الأعلى الإسلامي العراقي".

وبعد اختياره لرئاسة المجلس تمّ تعيينه كرئيس لمجلس الحكم العراقي، ومن ثمّ رئيساً للائتلاف العراقي الموحد الذي شمل جميع الأطراف الشيعية، ولعب دورا كبيرا في صياغة الدستور العراقي، وتشكيل الحكومة الوطنية العراقية، ومساندة المشاریع التي قدّمها كلّ من إياد علاوي وإبراهيم الجعفري ونوري المالكي للإسراع في تقدم العملية السياسية وتشكيل الحكومة، وترسيخ قيمها ومبادئها الإسلامية.

وكان للسيد عبد العزيز وطوال 21 عاما من حضوره في إيران علاقة وثيقة مع قادة الجمهورية الإسلامية، وخصوصا الإمام الخميني وسماحة السيد القائد، ومن أنشطته السياسية أنّه أثارَ وتابعَ قضية الحوار بين إيران وأمريكا لأجل معالجة المشاكل الموجودة في المنطقة بما فيها إيران والعراق، كما قدّم خطة "إستراتيجية للتحالف الإقليمي" وإنشاء "نظام أمني إقليمي ذكي وحديث" يشمل جميع دول المنطقة خصوصا إيران كأكبر وأقوى دول مجاورة للعراق.

 

دوره في إخراج المنافقين من العراق

ولعب السيد عبد العزيز الحكيم دورا بارزا في الحكومة والبرلمان العراقي، في سبيل تعزيز العلاقات السياسية والاقتصادية مع إيران، والمواجهة الجادة لتنظيم المنافقين "حركة مجاهدي خلق"، ففي 9 ديسمبر عام 2003م أصدر مجلس الحكم الانتقالي أمره بضرورة إخراج جماعة المنافقين، وإغلاق مقراتها، ومصادرة ممتلكاتها المنقولة وغيرالمنقولة، وكان للسيد عبد العزيز دور مهم في إصدار هذا الحكم.

 

وفاته

توفي السيد عبد العزيز الحكيم في 26 أغسطس 2009م بسبب سرطان الرئة، وقال الأطباء إنّ لمرضه هذا منشأ من خارج جسمه، فبحسب أخبار غير مؤكدة تمّ دس السمّ له قبل عدة سنوات عن طريق تقديم بعض المشروبات أثناء لقائه ببعض رؤساء دول المنطقة، وهناك تقارير نشرتها بعض وكالات الأنباء تؤكد دسّ السم له في زيارته للأردن عام 2007م، وهناك أقوال منسوبة للدكتور سامر جرجيس، الطبيب العراقي المقيم في أمريكا يؤكد دسّ السم له.

 

تغطية واسعة لخبر وفاة السيد عبد العزيز عبر القنوات الناطقة بالعربية

إثر وفاة السيد عبد العزيز الحكيم قطعت القنوات التليفزيونية الناطقة بالعربية برامجها العادية لتعلن على نطاق واسع نبأ وفاة رئيس المجلس الأعلى الإسلامي العراقي.

وأعلن نائب رئيس المجلس الأعلى الإسلامي العراقي، السيد عمار الحكيم أمام المصلّين في مسجد براثا في بغداد أنّ السيد عبد العزيز الحكيم لم يسع أبدًا إلى منصب سياسي لنفسه، وحتى عندما أصبح رئيساً للائتلاف الوطني العراقي لم يجلب لنفسه شيئا من الامتيازات السياسية، وأضاف إن السيد عبد العزيز الحكيم كان مدافعا عن الشعب العراقي أمام القوى الأجنبية، حيث أنّه وفي العديد من جلساته غير العلنية مع الأجانب كان يرفع صوته عليهم دفاعاً عن حقوق الشعب العراقي، وبلغ الأمر أن هددوه بسبب تصرفه هذا، لكنه لأجل إيمانه وعقيدته لم يُبالي بتهدياتهم.

وقال علي لاريجاني رئيس البرلمان الإيراني عنه: نحن الآن نحزن على رجل بذل عمره في سبيل الجهاد الدؤوب ضد النظام الصدامي، واعتبر لاريجاني وقوف السيد عبد العزيز إلى جانب أخيه السيد محمد باقر سبباً لتوسعة النضال في الساحتين العسكرية والسياسية، قائلا: بذل السيد عبد العزيز جهودا كثيرة لإنشاء هيكل سياسي للعراق، حيث إنّ دوره الفاعل في مجلس الحكم العراقي ومجلس صياغة الدستور العراقي خلق صورة فريدة عن هذا الرجل العظيم.

واعتبر رئيس البرلمان الإيراني دور السيد عبد العزيز في العراق الحديث دورا من الطراز الأول، حيث أنّه أثناء ظروف الاحتلال الغامضة وهجمات الإرهابيين كان يواصل نضاله بجهود مستمرة، مع التاكيد على الثوابت، وباسلوب دبلوماسي ذكي، وبالاعتماد على وجهات نظر المرجعية خصوصا السيد السيستاني، وقد ضحّى بسمعته في هذا السبيل.

 

وأصدر سماحة السيد القائد آية الله الخامنئي بيان تعزية بمناسبة وفاة السيد عبد العزيز، وفيما يلي نص البيان:

بسم الله الرحمن الرحيم

بلغنا بكل حزن وأسف خبر رحيل رئيس المجلس الأعلي الإسلامي العراقي سماحة حجة الإسلام السيد عبد العزيز الحكيم إلى ديار الخلد.

إنها لخسارة كبيرة للشعب والحكومة في العراق وفقدان أليم للجمهورية ‌الإسلامية. لقد كان آخر الأبناء البررة لمرجع الشيعة الكبير المرحوم آية الله العظمي السيد محسن الحكيم والذين نالوا جميعاً وسام الشهادة في سبيل الجهاد ضد النظام البعث السفاح في العراق وعملاء الاستكبار وقد تحملوا الامتحانات العصيبة لهذا الجهاد العظيم. الخدمات التي قدمها هذا العالم الديني المجاهد من أجل تشكيل الحكومة‌ الوطنية في العراق سواء في فترة إقامته في إيران أو بعد سقوط حكومة صدام وانتقاله إلى بلده نادرة‌ ولا يمكن نسيانها.

إنني إذ أبدي أسفي الشديد لهذا الحدث الأليم أقدّم تعزيتي الحارة لعموم الشعب العراقي الشقيق وللحكومة‌ العراقية وللمجلس الأعلى الإسلامي العراقي لعائلة الحكيم الرفيعة ولأبنائه البررة الأكفاء وخصوصاً حضرة‌ السيد عمار الحكيم، وأسأل الله للمرحوم الرحمة والمغفرة‌ الإلهية والشموخ والتقدم للشعب والحكومة في العراق.

 

 

 

 

 

 

 

Ahl Al-Bayt World Assembly

The Ahl al-Bayt World Assembly  is an international non-governmental organization (INGO) that was established by a group of Shiite elites under the supervision of the great Islamic authority of the Shiites in 1990 to identify, organize, educate and support the followers of Ahl al-Bayt.

  • Tehran Iran
  • 88950827 (0098-21)
  • 88950882 (0098-21)

Contact Us

Issue
Email
The letter
4+6=? Captcha