حجة الإسلام والمسلمين السيد حيدر مهدي الزيدي

الوجوه الخالدة

Friday, 26 August 2022

حجة الإسلام والمسلمين السيد حيدر مهدي الزيدي (1959 – 2011م) من العلماء والمبلغين الشيعة المشهورين في شبه القارة الهندية، قضى سنوات طويلة من حياته المباركة لتدريس العلوم الدينية،‌ وتبلیغ دين الإسلام المبين، وترويج معارف مدرسة أهل بيت(ع) في تلك المنطقة، فقام بأنشطة تبليغية واسعة في المنطقة، وحتى خارج شبه القارة الهندية، وإضافةً إلى ذلك قدّم خدمات اجتماعية عامة وخالدة، منها إنشاء حوزة علمية خاصة بالنساء في الهند، سمّيت بجامعة الزهراء، والعديد من خريجات هذه الجامعة يشتغلن بترويج معارف أهل البيت(ع) في الهند وبلاد أخرى.

كان حجة الإسلام الزيدي من أعضاء الجمعية العامة للمجمع العالمي لأهل البيت(ع). ولد السيد حيدر الزيدي في 1 أبريل 1959م في سالاربور التابعة لمظفرنكر الهندية في أسرة علمية ومذهبية.

 

دراسته

بدأ السيد حيدر مهدي زيدي دراسته في مسقط رأسه، ثم وجهه والداه إلى مدرسة تسمى "باب العلم"، ومن ثم انتقل إلى مدرسة "ناظمية" في "لكناو"، وفيها استفاد من دروس كبار الأساتذة هناك مثل مولانا أيوب حسين، ومولانا هاشم حسين، ومولانا مرتضى النقوي، والعلامة محمد حسين النجفي.

وبدأ بالتدريس بشكل متزامن خلال فترة دراسته في المدارس التي كانت تحت رعاية "تنظيم المكاتب". هاجر إلى العراق من أجل مواصلة دراسته العليا للعلوم الدينية، ثم استقر في مدينة قم، ودرس فيها على يد أساتذة الحوزة العلمية في قم مثل آية الله فاضل اللنكراني، وآية الله اعتمادي، وآية الله وجداني فخر، وآية الله بني فضل، وآية الله علي بناه اشتهاردي.

 أنشطته العلمية والتبليغية

 درس السيد حيدر مهدي حتى مرحلة البحث الخارج، وعاد إلى موطنه في الهند حيث شرع بالتدريس في مدارسها مثل المدرسة الإمامية وجامعة الزهراء، فقدّم خدماته في مجال التدريس حتى نهاية حياته المباركة، وبالإضافة إلى التدريس كان لديه نشاطات تبليغية، نشر خلالها تعاليم أهل البيت (عليهم السلام)، وذلك أثناء زياراته إلى مختلف ولايات ومدن الهند. وقد سافر أيضا إلى خارج البلاد، بما في ذلك بعض الدول الأفريقية، وبنغلاديش، والكويت، وبريطانيا.

لقد شعر السيد حيدر أن المجتمع الذي يعيش فيه بحاجة ماسة إلى تربية وتعليم النساء؛ لذلك بذل جهودًا كبيرة لإيجاد منبر لدراسة العلوم الدينية الخاصة بالنساء، فأنشأ مدرسة جامعة الزهراء بمساعدة زوجته في الهند في 20 جمادى الآخرة 1415 هـ. قامت المدرسة بتربية المئات من طالبات الحوزة العلمية الموهوبات، وتقديمهن إلى المجتمع الهندي، فاليوم تقوم مئات الطالبات بالدراسة في هذه الجامعة كما تخرجن المئات منها، حيث لهن نشاطات في نشر وتبليغ تعاليم أهل البيت (ع) في الهند أو في بلدان أخرى. وفضلا عن جامعة الزهراء، أنشأ السيد حيدر أيضا مدرسة "نرجس" الدينية الخاصة بالنساء حيث يُدرس فيها الفقه وعلم الكلام والتاريخ والأخلاق والقرآن والحديث؛ وبسبب إنشاء هذه المدارس، سمّي بـ"مربي الأمة".

إلى جانب نشاطاته التربوية، كان للسيد حيدر زيدي فعاليات رفاهية وذات المنفعة العامة، فأسس العيادة الطبية تحت عنوان "زهراء لائف كئير وزينب لائف كئير"، كما أسس مكتبة فخر النساء، وجمعية "كو مفيد" التعليمية، وهي واحدة من سائر أعماله لتعليم الأطفال الفقراء والمحتاجين والعوائل المتعففة.

 

وفاته

وفي نهاية المطاف توفي إثر نوبة قلبية، فنقل إلى المستشفى في الـ 19من شهر صفر عام 1432 هـ، وتم تشييع جثمانه من جامعة الزهراء إلى حسينية "غفران ماب "ودفن فيها، وصلى مدير المدارس الناظمية أمير العلماء السيد حميد الحسن على جثمان. للسيد حيدر مهدي زيدي ثلاثة أولاد، بنت وابنان أحدهما يواصل دراسته في الحوزة العلمية.

 

 

Tags

• الجمعية العامة للمجمع العالمي لأهل البيت (ع)