حجة الإسلام والمسلمين الحاج الشيخ حسين الكوراني العاملي

الوجوه الخالدة

Sunday, 28 August 2022

حجة الإسلام والمسلمين الحاج الشيخ حسين الكوراني العاملي (1955 – 2019م) من علماء لبنان المناضلين، وقد كرّس فترة طويلة من حياته لاستقلال لبنان، وتعزيز المقاومة الإسلامية في المنطقة. فقام مع سائر العلماء المناضلين مثل الشهيد السيد عباس الموسوي والسيد حسن نصر الله بتأسيس حزب الله اللبناني، كما كان من أعضاء مجلس القيادة لحزب الله.
كان الفقيد الكوراني يهتم بالأنشطة العلمية والثقافية أيضا، حيث قام بتأسيس المركز الإسلامي اللبناني لنشر الثقافة الإسلامية والتعاليم الشيعية في هذا البلد. وقد اشتغل الكوراني لسنوات طويلة في لبنان بتدريس العلوم الحوزوية والأدب الفارسي، وترك تأليفات قيمة.
وكان هذا العالم الشيعي يعدّ من المؤيدين للثورة الإسلامية الإيرانية، حيث ذهب مباشرة بعد انتصار الثورة إلى إيران، ليدعم الشعب الإيراني وقائده.

السيرة الذاتية

ولد الشيخ حسين الكوراني عام 1955م في قرية ياطر في منطقة جبل عامل الشيعية في جنوب لبنان. كان أبوه محمد قاسم الكوراني، من خواص أصدقاء آية الله السيد عبد الحسين شرف الدين العالم الشيعي الشهير، وأخوه الشيخ علي الكوراني يعدّ من أبرز العلماء والكتاب اللبنانيين.

أكمل الشيخ حسين الكوراني تعليمه الابتدائي في مسقط رأسه، ثم سافر عام 1963م إلى النجف الأشرف، حيث بدأ بالدراسة الحوزوية. وأثناء دراسته الدينية تعرف على حزب الدعوة الإسلامية في العراق، مما أدى إلى تأثره بآراء الشهيد آية الله محمد باقر الصدر، فنشأت فيه الروح الديني والدوافع الثورية، وهو في بداية مسيره الحوزوية.

الأنشطة العلمية والتبليغية

سافر الشيخ الكوراني عام 1969م إلى إيران ليواصل دراسته الحوزوية في الحوزة العلمية بالقم المقدسة، وقد تزامن دخوله في إيران مع بدايات ثورة الإمام الخميني (رحمه الله) ضد الحكم البهلوي الظالم، وبسبب ميله اتجاهاته الثورية القوية، وتأثره الشديد بشخصية الإمام الخميني، وأنشطته ضد الحكم البهلوي تمّ طرده من إيران، فاضطر أن يعود إلى لبنان.

وأثناء حضوره في لبنان ذهب مع الشهيد السيد عباس الموسوي القائد الفقيد لحزب الله إلى منطقة بعلبك، وانشغل بالبحث والتدريس في حوزة الإمام المنتظر العلمية، فكان يدرّس أصول الفقه، وتاريخ الإسلام، والسيرة النبوية، وتعليم اللغة الفارسية، كما اهتمّ بقوة بالنشاطات التبليغية أيضا. ومع اشتداد الثورة الإسلامية في إيران، وظهور طلائع الانتصار لنهضة الإمام الخميني اتصل الشيخ الكوراني والشهيد السيد عباس الموسوي بكبار العلماء والشخصيات اللبنانية ليطلعهم على أحداث الثورة ومسارها. وبعد عدة سنوات قضاها بعيدا عن إيران بسبب حضوره في لبنان، عاد مع انتصار الثورة إلى إيران، وأقام في أهواز ليقابل الجماعات المناهضة للثورة التي كانت تحرّض أبناء محافظة خوزستان الإيرانية، وتهدف إلى مقاصد انفصالية، وإثارة الفتن، فقام مع اثنين من الشخصيات الشيعية العراقية: السيد حسين الديواني وهاتف الجبوري الذين هاجرا إلى إيران بتبليغ نظرية الجمهورية الإسلامية، كما التحق بإذاعة أهواز، وتولى لفترة إدارة القسم العربي منها، وبعد تأسيس إذاعة طهران العربية سافر إلى العاصمة الإيرانية، وبدأ نشاطه الإعلامي في الإذاعة والتلفزيون للجمهورية الإسلامية الإيرانية.

يعدّ العلامة الكوراني إلى جانب سائر الشخصيات المناضلة والمجاهدة اللبنانية مثل الشهيد السيد عباس الموسوي والسيد حسن نصر الله من المؤسسين لحزب الله اللبناني، وكان منذ بدايات نشاط الحزب عضوا في مجلس القيادة. بقي هذا العالم المجاهد في طهران حتى عام 1986م وعاد بعد ذلك إلى لبنان وأقام هناك، حيث أسّس المركز الإسلامي اللبناني، وكان هدفه الرئيس تبليغ الثقافة الإسلامية والتعاليم الشيعية، كما كان ينشر جميع كتاباته الثقافية والتبليغية والإرشادية في مجلة الشعائر اللبنانية.

 

تأليفاته

ترك العلامة الكوراني العديد من الكتابات والمقالات في شتى المجالات الدينية، وترجم بعض الكتب الفارسية إلى العربية.

وفيما يلي بعض آثاره:

• تربة كربلاء
• الأسرار والحدود
• الولاية المطهرة
• في محراب كربلاء
• العقل ودوره في تحديد المرجعيات المنهجية لدراسة الأديان
• حول رؤية المهدي المنتظر

وفاته

توفي هذا العالم المناضل في 13 سبتمبر 2019م في مدينة قم عن عمر ناهض 64 عاما، وذلك بعد أن عانى لمدة شهور من مرض السرطان، ودفن جثمانه في حرم السيدة المعصومة(ع).

Tags

• الجمعية العامة للمجمع العالمي لأهل البيت (ع)