حجة الإسلام والمسلمين الحاج السيد مقصود علي الرضوي

Friday, 26 August 2022

حجة الإسلام والمسلمين الحاج السيد مقصود علي الرضوي (1942 – 2016م)، من السادة الرضوية، ومن أبرز الشخصيات العلمية والحوزوية الشيعية في منطقة كشمير. قضى سنوات عديدة من حياته لنشر وترويج مدرسة أهل البيت(ع)، وخدمة أتباع هذه المدرسة في كشمير.

كان حجة الإسلام الرضوي من أعضاء الجمعية العامة للمجمع العالمي لأهل البيت(ع)، وقدّم من خلالها خدمات لأتباع مدرسة أهل البيت(ع) في العالم. شرع السيد الرضوي بالتأليف، والترجمة باللغة الأردية، وترك حوالي مئة كتاب ومقالة قيمة، كما أنشأ مدارس علمية في كشمير، حتى تمّ عضويته في المجمع العالمي لخدّام الثقافة الرضوية، وذلك تكريما لجهوده وخدماته الصادقة لمدرسة أهل البيت(ع).

ولد السيد الرضوي عام 1942م في قرية شريف آباد بمدينة سري نكر الكشميرية، وفي طفولته توفي والده.

حجة الإسلام والمسلمين الحاج السيد مقصود علي الرضوي

 

الهجرة إلى النجف الأشرف

بدأ الحاج مقصود علي الرضوي دراسته الابتدائية في مسقط رأسه، واستمر حتى مرحلة المتوسطة، ثم هاجر في سن 15 إلى العراق لدراسة العلوم الدينية، واستقر بالقرب من مرقد الإمام علي (ع) في النجف الأشرف، حيث واصل دراسته إلى أن بلغ البحث الخارج في الفقه والأصول.

وقد استفاد المرحوم الرضوي من أساتذة الحوزة البارزين في ذلك الوقت، حيث حضر الدروس الحوزوية عند جملة من الأساتذة مثل: المدرس الأفغاني، والشيخ هادي معرفة، والسيد عبد الكريم الكشميري، ثم حضر درس الخارج عند كبار علماء الحوزة من أمثال: آية الله السيد أبو القاسم الخوئي، وآية الله جواد التبريزي، وآية الله الشهيد محمد باقر الصدر.

وكان الرضوي في النجف على اتصال بآية الله الشهيد محمد باقر الصدر، مما أدى إلى اعتقال عائلته من قبل أعوان النظام البعثي في ​​العراق.

وبعد عشرين عاما من الدراسة والبحث في النجف، هاجر المرحوم الرضوي إلى قم عام 1979 م، وذلك بعد معاناته من ضغوط النظام البعثي في ​​العراق، واستمر في دراسته الحوزوية في حوزة هذه المدينة. وفي قم حضر درس آية الله محمد رضا الكلبايكاني، وآية الله وحيد الخراساني.

كان حجة الإسلام الرضوي مديرًا لقسم الأردية وشبه القارة الهندية في القسم الدولي لمنظمة التبليغ الإسلامية بطهران ما يقارب من 15 عامًا، وفي الوقت نفسه قام برحلات تبليغية إلى شبه القارة الهندية وبلدان أخرى.

 

نشر مدرسة أهل البيت (ع) في كشمير

كان حجة االإسلام والمسلمين الرضوي من العلماء المعروفين في منطقة كشمير، وبالإضافة إلى نشر معارف القرآن وأهل البيت العصمة والطهارة، فقد بذل جهودًا كبيرة لنشر أفكار الثورة الإسلامية هناك، وبعد عودته إلى كشمير قام -أولاً وبالتعاون مع بعض رجال الدين الآخرين في المنطقة- بتأسيس حوزة الإمام الرضا (ع) العلمية، الخاصة بالرجال في عام 1985 م لإحياء ثقافة أهل البيت من خلال الدرس والبحث، وترويج المعارف الإسلامية.

وأيضًا لمعرفة النساء بمعارف أهل البيت (ع)، أسس حوزة السيدة فاطمة الزهراء (ع) العلمية لكي تتواصل الزوجات والأمهات الدارسات مع المجتمع الكشميري. حتى الآن، تخرج مئات الطلاب من مدرسة الإمام الرضا (ع)، بعضهم يدرس الآن في حوزة النجف، والبعض الآخر في حوزة قم. وبعضهم رجعوا إلى مناطقهم بعد تعلم العلوم الدينية، وبدأوا بتقديم خدماتهم الدينية والمذهبية. بالإضافة إلى تأسيس المدارس الدينية، قام الراحل الرضوي أيضًا ببناء العديد من المساجد في منطقة كشمير.

كما أسس "الحركة الثورية الإسلامية في كشمير" و"حزب المؤمنين"، من أجل إحياء الروح والفكر الإسلامي الثوري بين الناس.

كان الرضوي عضوا في الجمعية العامة للمجمع العالمي لأهل البيت (ع). وعمل لسنوات عديدة تحت هذا العنوان من أجل الترويج الفكري والثقافي والاجتماعي لشيعة العالم. وبسبب إتقانه اللغة الأردية والعربية والفارسية، قام بترجمة وتأليف أكثر من مائة مجلد من الكتب من اللغة الفارسية والعربية إلى الأردية.

 

خادم مثالي للثقافة الرضوية

قضى حجة الإسلام الرضوي أكثر من أربعين عامًا من حياته المباركة في ترويج معارف أهل البيت (ع)، وبالأخص إحياء الثقافة الرضوية في كشمير، ولخدماته القيمة في مدرسة أهل البيت (ع) أصبح عضوًا في المجمع العالمي لخدام الثقافة الرضوية، وتم اختياره وتكريمه كخادم نموذجي للثقافة الرضوية، في مهرجان الإمام الرضا (ع) الدولي الحادي عشر في مشهد عام 2013 م.

 

الوفاة

وبعد مسيرة طويلة من الجهاد والسعي للنهوض بمدرسة ومعارف أهل البيت (عليهم السلام)، وافته المنية يوم الأربعاء 28 ديسمبر 2016 م، الموافق 28 ربيع الأول 1438هـ؛ لينتقل من الدار الفانية إلى الباقية، وذلك بسبب نوبة قلبية وجلطة دماغية في مستشفى ولي عصر (ع) في مدينة قم.

تم تشييع جثمانه الطاهر يوم الخميس 29 ديسمبر، من مسجد الإمام الحسن العسكري (ع) إلى مرقد السيدة معصومة (ع) في حضور عدد كبير من أتباع مدرسة أهل البيت (عليهم السلام)، ثم دفن في "گلزار شهداء" (حديقة الشهداء) في قم، وبعد وفاته أصدرت مؤسسات وشخصيات مختلفة رسائل تعزية منفصلة عبرت فيها عن تعازيها للطائفة الشيعية في كشمير، مثل المجمع العالمي لأهل البيت (ع)، والمؤسسة الدولية للإمام الرضا (ع)، ومدير الحوزات العلمية في إيران، وممثل قائد الثورة الإسلامية في الهند.

وجاء في جزء من البيان الصادر عن المجمع العالمي لأهل البيت (ع) بمناسبة وفاة هذا العالم الشيعي ما يلي:

"كان هذا العالم الجليل من الشخصيات العلمية والحوزوية البارزة في منطقة كشمير، كما وبذل عمره المبارك في تقديم خدمات قيمة لشعب ذلك البلد المظلوم. وبعد أن أنهى سماحة دراسته الدينية في حوزة النجف الأشرف وقم، بادر إلى تأسيس حوزة الإمام الرضا (ع) في كشمير، ومن ثم إدارتها، حتى تخرج منها العديد من طلاب العلوم الدينية لنشر معارف القرآن والعترة الطاهرة في تلك المنطقة. وإن للفقيد السيد مقصود علي الرضوي، خلال السنوات التي كان عضواً للمجمع العالمي لأهل البيت (ع)، نشاطات كثيرة من أجل ارتقاء الجانب الفكري والثقافي والاجتماعي للشيعة".

 

 

Ahl Al-Bayt World Assembly

The Ahl al-Bayt World Assembly  is an international non-governmental organization (INGO) that was established by a group of Shiite elites under the supervision of the great Islamic authority of the Shiites in 1990 to identify, organize, educate and support the followers of Ahl al-Bayt.

  • Tehran Iran
  • 88950827 (0098-21)
  • 88950882 (0098-21)

Contact Us

Issue
Email
The letter
2-2=? Captcha