حجة الإسلام والمسلمين آغا السيد محمد الرضوي

Friday, 26 August 2022

حجة الإسلام والمسلمين آغا السيد محمد الرضوي (1355 – 1434هـ)، عالم مجاهد شيعي من كشمير، لعب دورا كبيرا في تعريف الشعب الكشميري بشخصية الإمام الخميني ونهضته، وذلك قبل انتصار الثورة الإسلامية الإيرانية، فاستطاع أن يربّي جيلا من المخلصين والمؤيدين لنظام الجمهورية الإسلامية الإيرانية، كما قدّم خدمات مهمة في سبيل ترويج مدرسة أهل البيت(ع)، مثل تأسيس حوزة علمية.

ولد الراحل الرضوي في 1 محرم 1355هـ في أسرة متدينة في كشمير. وكان والده آية الله آغا السيد عبد الرسول الرضوي الكشميري من أبرز المجتهدين في تاريخ كشمير، ووكيلا مفوّضا للمرجع الأعلى للشيعة في العالم آنذاك آية الله العظمى السيد أبو الحسن الأصفهاني.

حجة الإسلام والمسلمين آغا السيد محمد الرضوي

الدراسة

بدأ دراسته لمقدمات العلوم الدينية عند والده وآية الله السيد أحمد الرضوي، وفي سنة 1958 للميلاد شد الرحال إلى العراق ومدينة النجف الأشرف لتكميل دراسته، وحتى سنة 1964م كان في هذه الحوزة العلمية، وانتهل من عذب علومها وحضر دروس أساتذتها، منهم: شهيد المحراب آية الله مدني رحمة الله عليه.

وقد تعرف على شخصية الإمام الخميني (ره) ونهضته أثناء دراسته الحوزوية في الحوزة العلمية في النجف الأشرف، مما جعله أن يبذل قصارى جهده عند عودته إلى مسقط رأسه كشمير إلى التعريف بالشخصية العلمية للإمام الخميني (ره) ونهضته، وتبيينهما. فأول ما بادر إليه في هذا الخصوص ترجمة ونشر كراسة حول الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر للإمام الخميني (ره)، وذلك قبل انتصارالثورة الإسلامية، ثم عُرف السيد محمد الرضوي كداعم رئيسي للرابطة الإسلامية للطلاب الجامعيين الإيرانيين في جامعة كشمير، لما قام به من نشر وتوسيع الثقافة الإسلامية الإيرانية في تلك البلاد، حيث حوّل منزله الشخصي إلى مكتب من أجل إقامة جلسات هذه الرابطة في كشمير.

النشاطات والفعاليات

ثم واصل نشاطاته، وبعد انتصار الثورة الإسلامية في إيران أسس سنة 1979م "جمعية الفكر الإسلامي"، وذلك بمساعد عدد من الناشطين الكشميريين، وأنجز سلسلة من الناشطات الثقافية من أجل نشر فكر الثورة الإسلامية الإيرانية في منطقة كشمير.

إن هذه النشاطات جعلت جزءًا كبيرًا من المسلمين هذه المنطقة اليوم سواء الشيعة منهم أو أهل السنة من موالي الثورة الإسلامية الإيرانية، حتى أنهم خصصوا الوجوهات الشرعية القليلة والتي هم بأمس الحاجة إليها، لترويج ثورة الإمام الخميني (ره)، وذلك من خلال نشرهم كراسات في هذا الخصوص، وإقامة مراسيم تتعلق بالثورة.

وفي سنة 1981م أسس السيد محمد الرضوي مدرسة الإمام الرضا (ع) العلمية في مدينة سرينكر، بمساعدة بعض علماء كشمير واقتراح من الحوزة العلمية في قم، وهي تهدف إلى نشر وتعزيز مدرسة أهل البيت (ع) وتربية طلاب ذي معرفة بمفاهيم أهل البيت (ع).

من الخصائص البارزة له رحمه الله عدم الاكتفاء بالنشاطات الدينية والثقافية على منطقة "وادي كشمير"، فكان فضلا عن وادي كشمير لديه نشاطات واسعة النطاق في منطقة لداخ التابعة لولاية جامو وكشمير، الأمر الذي جعلت له شخصية بارزة تحظى بشعبية بين علماء منطقة لداخ، وبسبب هذه النشاطات تم تعيينه كعضو في الجمعية العامة المجمع العالمي لأهل البيت (ع) في منطقة كشمير، كما شارك أيضا في العديد من المؤتمر الدولية.

وفضلا عن كل هذه الفعاليات، كان يعتقد حجة الإسلام والمسلمين السيد محمد رضوي بالوحدة بين المذاهب الإسلامية، وعليه بذل غاية مجهوده لإزالة النزاعات والخلافات الطائفية وإيجاد التقارب بين المذاهب الإسلامية في كشمير، وقد أسس في التسعينات القرن الماضي للميلاد لجنة الوحدة الإسلامية في كشمير، وذلك برفقة ومساعدة سائر الشخصيات الشيعية، وأهل السنة في كشمير.

وكان السيد محمد الرضوي وكيل الإمام الخميني (ره) في منطقة كشمير، ثم بعد رحيل الإمام الخميني (ره) بذل قصارى جهوده في سبيل التعريف بالشخصية العليمة والاجتهادية لقائد الثورة الإسلامية آية الله الخامنئي في منطقة كشمير، كما كان وكيلا عن سماحته في تلك البلاد.

وقد بلغت ولائه للثورة الإسلامية إلى حد كان له مواقف مشرفة في الدفاع عن الجمهورية الإسلامية الإيرانية ودعمها أمام تهديدات الدول الغربية والعربية، الأمر الذي كان مستمرا حتى عندما بات السيد الرضوي كبير السن وهو يعاني من أمراض بسبب عجزه وكبره.

ومن مفاخره أنه تسلم درع تكريمي في ذكرى رحيل الإمام الخميني (ره) سنة 2011م من قبل نائب قائد الثورة الإسلامية في الشؤون الدولية آية الله القمي، والملحق الثقافي للجمهورية الإسلامية الإيرانية في نيودهلي الدكتور كريم النجفي. كان يحظى بنظرة واعية ومنفتحة إلى مختلف القضايا ومشكلات المجتمع، وعليه كان هو أول من دعا مؤسسة "تنظيم المكاتب" في الهند إلى الحضور في منطقة كشمير، حيث تعد خطوته هذه مبادرة تلقت ترحيبا من بعض المثقفين، وهي تسعى لارتقاء المستوى العلمي الآكاديمي للشيعة في مختلف أرجاء الهند، وكانت ثمرة هذا الدعم، تنشط اليوم فروع مختلفة من مدارس هذه المؤسسة في جميع أنحاء منطقة كشمير.

وفاته

وأخيرا، بعد عمر قضاه في تقديم الخدمة والجهاد لنشر مفاهيم ومعارف مدرسة أهل البيت (ع)، وفكر الثورة الإسلامية لبى نداء ربه السيد الرضوي في ليلة وداع أبي عبد الله الحسين (ع) الليلة الحادية عشر من شهر محرم الحرام سنة 1434 هـ في مدينة سرينكر الكشميرية، وشيع جثمانه جمع غفير من المسلمين وحضر هذه المراسيم علماء وشخصيات شيعية وسنية من كشيمر.

Ahl Al-Bayt World Assembly

The Ahl al-Bayt World Assembly  is an international non-governmental organization (INGO) that was established by a group of Shiite elites under the supervision of the great Islamic authority of the Shiites in 1990 to identify, organize, educate and support the followers of Ahl al-Bayt.

  • Tehran Iran
  • 88950827 (0098-21)
  • 88950882 (0098-21)

Contact Us

Issue
Email
The letter
4+3=? Captcha