الشيخ محمد حسين ذاكري كارجيلي

Sunday, 28 August 2022

الشيخ محمد حسين ذاكري كارجيلي (1942-2016م)، من مشاهير علماء الهند في منطقة كارجيل من توابع ولاية كشمير، ويعتبر من المؤيدين لمؤسس النظام المقدس للجمهورية الإسلامية الإيرانية الإمام الخميني (ره) والثورة الإسلامية في إيران. قام بالعديد من الخدمات لترويج فكر الثورة الإسلامية في كارجيل، وحافظ بمفرده على اسم الإمام الخميني والثورة الإسلامية، في منطقة نائية يتعذر الوصول إليها، مع السكان المحرومين والمضطهدين على حدود الصين والهند، لدرجة أن أهل تلك المنطقة؛ وبسبب خدماته وأنشطته اعتبروه الابن العالمي للإمام الخميني (ره) وأطلقوا عليه لقب خميني كشمير.

كان المرحوم ذاكري أحد أعضاء الجمعية العامة للمجمع العالمي لأهل البيت (ع)، لذلك ترك خدمات دائمة في مجال ترويج ونشر معارف أهل البيت (ع)، من قبيل تأسيس حوزة علمية، وبهذه الطريقة قدم العديد من الخدمات لأتباع مدرسة أهل البيت (ع).

 

 

 

الشيخ محمد حسين ذاكري كارجيلي

حياته

ولد الشيخ محمد حسين ذاكري بن محمد إبراهيم في عام 1942م، في مدينة كارجيل الهندية، وأكمل دراسته الأكاديمية حتى الجامعة، كما أكمل الدروس الحوزوية في كربلاء حتى السطوح المتوسطة، ثم عاد إلى الهند بسبب بعض المشاكل، ودرس هناك بقية الدروس الحوزوية، وفي الوقت نفسه، تابع نشاطاته الاجتماعية، حيث كان يبلغ وينشر معارف أهل البيت (ع) في منطقة كارجيل، وقام بتأليف العديد من الأعمال في مختلف المجالات العلمية.

التعرف على الإمام الخميني

أدرك الشيخ ذاكري خلال دراسته في كربلاء، جزءًا من السنوات التي كان فيها الإمام الخميني في النجف وتعرّف على فكر الإمام السياسي والطريقة التي حارب بها النظام الشاهنشاهي، وبعد عودته إلى كارجيل، تابع أخبار إيران من خلال المنظمات الطلابية التي تتبع خط الإمام في دلهي، أو من خلال السفارة، والملحقية الثقافية، والمنظمات الإيرانية الموجودة في الهند.

الأنشطة بعد انتصار الثورة الإسلامية الإيرانية

بعد انتصار الثورة الإسلامية في إيران، قام الشباب ورجال الدين مثل الشيخ ذاكري بترويج رسالة الثورة الإسلامية في كارجيل، مما جعل الناس هناك يهتمون بالثورة الإسلامية ويتعاطفون معها؛ بحيث كانوا يتابعون أخبار إيران بحماس خاص. فكان هذا الاهتمام كما لو أن منطقة كارجيل أصبحت جزءًا من إيران، وقام الناس تلقائيًا بجمع مساعدات مالية للمقاتلين الإيرانيين في الحرب مع العراق وتسليمها إلى السفارة الإيرانية في دلهي. تسببت أنشطة المرحوم ذاكري ورفاقه في أن يبدي شباب المنطقة ومثقفيها اهتمام خاص بالدين، بعدما كان أغلبهم من العلمانيين الذين لم يكن لديهم اهتمام بالدين والتدين، كما تابع خطاب الثورة الإسلامية في منطقة كارجيل، وأنشأ جيلًا ثوريًا، وكانت حركته سببا في أن تصبح اليوم نهضة كبيرة في كارجيل، لدرجة أن الناس؛ وبسبب أنشطته، اعتبروه من أبناء ذوي العلم للإمام الخميني (ره) وأطلقوا عليه لقب خميني كشمير.

تم انتاج فيلم وثائقي عن الأوضاع في كشمير، وأشاروا فيه إلى نشاطات المسلمين والشيعة بقيادة المغفور له الشيخ ذاكري، حيث كان ذاكري الشخصية الرئيسية في هذا الفيلم، وقد تم إعداد تقرير حول جهوده لتحسين أوضاع وحياة سكان هذه المدينة.

الإخلاص للإمام الخميني (ره)

بعد وفاة الإمام الخميني (ره)  أسس الشيخ ذاكري وأصدقاؤه لجنة لإقامة مراسم قراءة الفاتحة وإحياء الذكرى، واستمرت هذه المراسم حتى الذكرى الأربعين للإمام الخميني. كان اهتمام الشيخ ذاكري بالإمام الخميني ونشر أهدافه في منطقة كشمير عظيماً، لدرجة أنه ذهب إلى السفارة الإيرانية في دلهي لدعوة أحد الشخصيات من جمهورية إيران الإسلامية لحضور مراسم يوم الأربعين.

فكانت بين مدينتي كارجيل وكشمير منطقة وعرة ومغطاة بالثلوج، وعليه أن يسير ما يقرب من 15 كيلومترًا على هذا الطريق سيرًا على الأقدام. واستقل الحافلة من كارجيل إلى دلهي، واستغرق سفره ما يقرب من يومين وليلتين بالحافلة، وفي غضون أيام قليلة وصل إلى السفارة الإيرانية بصعوبة بالغة. توجه سفير إيران في الهند شخصيا إلى كارجيل تكريما له ولسكان المنطقة وألقى كلمة هناك. وعلم حشد كبير عن وجود السفير الإيراني في المنطقة، وخرجوا لمسافة تصل إلى ثمانية كيلومترات لاستقباله، واعتبروا أن السفير الإيراني هو ممثل الإمام الخميني ورددوا شعار مرحبين بقدومه وتأييدا لآية الله الخامنئي لقائد لهم، كما حضر الحفل بإصرار ودعوة من الشيخ ذاكري تيارات سياسية مختلفة وكبار أهل السنّة.

تأسيس مؤسسة الإمام الخميني (ره) التذكارية

على الرغم من معارضة التقليديين والمخالفين للثورة الإسلامية، أسس المرحوم ذاكري مؤسسة الإمام الخميني التذكارية وتولى إدارتها في كارجيل لجذب أكبر عدد من أبناء وشباب المنطقة إلى الإسلام والثورة، حيث تأسست هذه المؤسسة الثورية لنشر وترويج الفكر والسلوك الروحي والتعاليم السياسية للإمام الخميني (رضي الله عنه)، وأيضًا لمعرفة شعوب المنطقة بقيم الثورة الإسلامية.

تعتبر هذه المؤسسة اليوم واحدة من أكبر المؤسسات الثورية النشطة والفعالة في المنطقة، حيث لديها أنشطة متنوعة ومؤثرة في مختلف المجالات الدينية والعلمية والثقافية والاجتماعية والخدمية. ومن خدماتها بناء مستشفى، وذلك على نفقة الأعضاء، حيث يقوم أطباء المنطقة بمعاينة الأهالي مجاناً كل أسبوع. بالإضافة إلى طباعة العديد من المجلات، تنظم المؤسسة أيضًا برامج تبليغية واسعة النطاق، مثل عقد الندوات والمحاضرات ودروس تفسير القرآن، كما أن دعم الأيتام والنساء المشردات هي إحدى أعمال المؤسسة الأخرى. من أجل تقديم الدعم المالي للأيتام والنساء المشردات في كارجيل، تواصل الشيخ ذاكري مع بعض التجار الكويتيين، وتلقى الكثير من المساعدة منهم.

تأسيس مدارس الشهيد مطهري غير الربحية

ومن الأنشطة الثقافية للشيخ ذاكري تأسيس مدارس الشهيد مطهري غير الربحية بفروعها المختلفة في منطقة كشمير، وكان هدفه من إنشاء هذه المدارس هو تقوية وتربية جيل من الشباب الثوري والمتعلم والمتخصص في المنطقة. بالإضافة إلى الدروس العادية، يتم تدريس الدروس الدينية والأخلاقية في هذه المدارس أيضًا. واستكمالا لنشاطاته قام الشيخ ذاكري ببناء سكن للطلاب، وبعد مرور بعض الوقت قام بإنشاء مدارس قرآنية أيضا، لتعريف الطلاب بالمعارف القرآنية قدر الإمكان.

تأسيس حوزة علمية

أسس الشيخ ذاكري مدرسة دينية قائمة على المنهج الثوري في كارجيل، فمن الناحية العلمية تتمتع هذه الحوزة بكيفية أعلى من الحوزات التقليدية في المنطقة. وقد تم بناء حوزة كارجيل العلمية من الأموال الشخصية للشيخ ذاكري وأعضاء مؤسسة الإمام الخميني التذكارية.

لعب الشيخ ذاكري دورًا مهمًا في تأسيس البنك الإسلامي في كشمير، كما أسس العديد من التعاونيات الإسلامية. وقد سجلت خدمات قيمة للشيخ ذاكري في إنشاء مختلف المؤسسات والحسينيات.

الوفاة

توفي هذا العالم الجليل وودع الحياة الفانية إلى الباقية، بعد حياة مليئة من الجهد والسعي من أجل خدمة أتباع مدرسة أهل البيت (ع)، في ٢٨ يوليو سنة 2016م، وأعرب ممثل ولي أمر المسلمين في العالم، وسفير الجمهورية الإسلامية في الهند وكذلك المجمع العالمي لأهل البيت (ع) عن تعازيهم بوفاته.

تكريمه

بعد وفاة الشيخ محمد حسين كارجيلي، مؤسس (مؤسسة الإمام الخميني التذكارية) في الهند، تم افتتاح معسكر علاجي مجاني في كارجيل تخليدا لذكرى هذا العالم الشيعي الهندي، وتقديم العلاج المجاني للمرضى المحرومين من هذه المنطقة، طوال فترة نشاطه.

Ahl Al-Bayt World Assembly

The Ahl al-Bayt World Assembly  is an international non-governmental organization (INGO) that was established by a group of Shiite elites under the supervision of the great Islamic authority of the Shiites in 1990 to identify, organize, educate and support the followers of Ahl al-Bayt.

  • Tehran Iran
  • 88950827 (0098-21)
  • 88950882 (0098-21)

Contact Us

Issue
Email
The letter
8-5=? Captcha