الشيخ لطيف علي

Friday, 26 August 2022

الشيخ لطيف علي (1954-2005م) ناشط ثقافي من دولة غيانا في شمال شرق أمريكا الجنوبية. بعد الكثير من الدراسة والبحث والتحقيق تأثر بالمبلغ البارز لمدرسة أهل البيت (ع) العلامة السيد سعيد أختر الرضوي، وتشرف باعتناق المذهب الشيعي الحق.

وبعد أن تشرف هذا المستبصر بمدرسة أهل البيت (ع) بذل غاية جهده في ترويج ونشر مدرسة أهل البيت (ع) المضيئة في بلده، وكانت ثمرة جهوده ومساعيه أن اعتنق العديد في بلده مذهب التشيع، حتى أنه أسس رابطة للمسلمين الشيعة هناك؛ وذلك بهدف تنظيم ومتابعة شؤونهم.      

كان الفقيد لطيف علي من المرتبطين بالمجمع العالمي لأهل البيت (ع)، وكان دوما يدافع عن النظام المقدس للجمهورية الإسلامية الإيرانية.

الشيخ لطيف علي

حياته

لطيف علي أصله يعود إلى الهند، وولد عام 1954م في دولة غيانا. التحق بالجامعة بعد أن أنهى دراسته في المرحلة الثانوية، وحصل على شهادة البكالوريوس، واختار وظيفة التدريس، ودرّس لفترة طويلة في مدرسة لأهل السنة، كان لطيف علي رجلاً مثقفا وجدير بالثقة، وكان يعد من الداعمين والمؤيدين للثورة الإسلامية الإيرانية، وذلك بعد اعتناقه المذهب الشيعي.

درس لطيف خلال سنوات دراسته مع دروسه المختلفة التعاليم الدينية المسيحية، وكان بعض أساتذته مسيحيين متعصبين، وهذا التعصب عند أساتذته جعله يكره المسيحية، ويشمئز منها أكثر من مضى، كما درس المتوفى أيضًا ديانات أخرى، ولكن مسألة التناسخ التي كان موجودة بين العديد من الديانات الهندية، أبعده عن هذا النوع من الأديان، وقد درس أيضا الديانتين البهائية والقاديانية، لكنه كان يعتقد أن هناك عملية تزوير واضحة في هذين الدينين، من شأنها أن تؤدي إلى تجنبهما.

 

اعتناق المذهب الشيعي

كان لطيف علي أول شخص يعتنق المذهب الشيعي في السبعينات من التاريخ الميلادي بدولة غيانا. وقد ذكر كيفية اعتناقه للتشييع على النحو التالي: أحضر عمه عددًا من الكتب إلى غيانا عند رجوعه من الحج، وبما أن لطيف علي كان من أصحاب المطالعة، فقد أعطاه عمه نسخة من الكتب وحذره منها؛ لأن مؤلف هذا الكتاب شيعي، فإن ملاحظة عم لطيف هذه جعلته حساسًا تجاه المذهب الشيعي، وأثار في ذهنه السؤال عن ماهية الشيعة؟ ولماذا يحذره عمه من المذهب الشيعي؟ وبعد قراءة الكتب تواصل مع دور النشر من خلال عنوان النشر الموجود على الغلاف، وطلب المزيد من الكتب.

وطلب من بعض دور النشر أن تعرّفه على شخص يجيب على أسئلته حول التشيع، وأحال مسؤولو دار النشر لطيف علي إلى الراحل حجة الإسلام السيد سعيد أختر الرضوي. وفي مراسلاته مع المرحوم الرضوي سأله عدة أسئلة عن التشيع، وأجاب هذا العالم الشيعي على جميع أسئلة لطيف علي، وأرسل له الإجابات. وبعد فترة أعلن لطيف علي التشيع، وأصبح أول شيعي وأول مبلغ للمذهب الشيعي في غيانا، ثم بدأ بنشر مذهب أهل البيت (ع).

وقد ذكر لطيف علي في كتابه "لماذا صرت شيعيا؟" قصته مع حجة الإسلام والمسلمين السيد سعيد أختر رضوي، وكيف تأثر به حتى أصبح شيعيا. وأورد في هذا الكتاب أنه شغل ولمدة أربع سنوات منصب أمين عام إحدى الجمعيات التابعة لأهل السنة، حيث كان يعتبر الإسلام السني هو الإسلام الأصيل، ويدافع عنه بشدة. وأشار لطيف علي إلى أنه كلما تثار قضية كربلاء كان علماء أهل السنة هناك يمنعوه من دراستها.

وذات يوم سمع من بعض الناس أنّ كلام أهل السنة وعلمائهم عن الشيعة وواقعة كربلاء، وأنها لا أساس لها من الصحة، مما جعل لطيف علي أن يبحث عن الشيعة. ويروي أنه حتى ذلك الحين لم يكن يسمع إلا عن عمر وأبو بكر وعائشة، وكان عدم اهتمام أهل السنة بآل محمد (عليهم السلام) قضية مشبوهة، فسأل الله أن يهديه؛ لأنه كمؤمن كان مهتمًا بالأشياء التي يعتبرها الآخرون كفر. وفي هذه الفترة تعرف لطيف علي على كتاب بعنوان المعجزة الخالدة (Eternal Miracle)، والذي صدر عن جماعة في إيران، وبعد قراءة هذا الكتاب اتصل بالمؤسسة التي نشرته، وأرسلوا له كتاب "الإسلام" الذي ألفه حجة الإسلام السيد سعيد أختر الرضوي، وقد أجاب هذا الكتاب على العديد من أسئلته.

ينقل لطيف علي أنه قرأ الكتب والملخصات بدقة شديدة، وكان السؤال الأول الذي خطر بباله لماذا يكذب أهل السنة على الشيعة؟ هل يريدون منعنا من التحقيق؛ لكي لا نكتشف الحقيقة التي أخفوها عنا؟ وأخيرًا وبعد البحث والتحقيق اعتنق لطيف علي المذهب الشيعي في عام 1971م.

كان هناك عدة أشخاص لهم الدور في أن يصبح لطيف علي شيعياً، منهم حجة الإسلام والمسلمين السيد سعيد أختر الرضوي الذي كان له الدور البناء والبارز للغاية في تشيعه، فكانت علاقتهم كعلاقة الأب بالابن، وكذلك "مرتضى نوري" من إيران، و"أحمد شريف" من مومباسا في كينيا، و"ياسين تي الجيبوري" من جورجيا، و"آر. اي. جوما" من هيوستن، و"حسن سعيد" من إيران.

بعد أن اعتنق لطيف علي المذهب الشيعي، منع والدا الفتاة التي كانت مخطوبة له من الزواج منه واتهموه بالكفر، وطلب لطيف علي من حجة الإسلام السيد أختر الرضوي أن يبحث له عن فتاة مؤمنة للزواج منها، وبعد فترة، وعن طريق الفقيد السيد أختر الرضوي، تزوج من فتاة هندية اعتنقت الإسلام، وكانت في المدرسة نفسها التي كان يدرس فيها.

ينقل لطيف علي حول اعتناقه المذهب الشيعي، حيث أدرك أنه كشيعي قد تغير نمط حياته تماما، وكان يشعر بالنورانية، وفي كل لحظة يعيش فيها منتظر لظهور الإمام صاحب العصر (عج)؛ وهذا هو سبب وعيه المعنوي. وكان يقول: عندما كان يصلي صلاة الليل ويذكر أسماء الأئمة المعصومين (ع)، تأتيه حالة من الرعشة، فأدرك رحم الله من هذه الحالات الدينية التي تتعرض عليه أن الشيعة هم السبيل الوحيد للوصول إلى الإسلام.

 

الأنشطة التبليغية

كان للطيف علي العديد من النشاطات في نشر الدين، وقد وفرت له بعض الأحداث ظروفا أفضل للقيام بهذا الأمر. أقيم حفل في المدرسة التي كان لطيف علي وزوجته يدرسان فيها، وطُلب من زهراء زوجة لطيف تقديم المشروبات الكحولية للضيوف، فرفضت ذلك؛ وعلى إثرها تم إخراجها من المدرسة، ومن ثم تم إخراج لطيف علي من المدرسة بعد بضعة أشهر بسبب أنشطته التبليغية. ثم شرعا بتبليغ الدين بشكل أكثر حرية، وحصل لطيف على امتياز نشر جريدة، وعمل مديرًا لإحدى الصحف.

بعد أن تشرف باعتناق المذهب الشيعي، أصبح لطيف علي شخصية مهمة في نشر معارف أهل البيت (ع) في غيانا وترينيداد وتوباغو، حيث كان أحد الشخصيات الرئيسية التي لها تأثير مباشر على ظهور المجتمع الشيعي في غيانا، وشارك في العديد من المؤتمرات حول العالم، ودافع عن مذهب أهل البيت (ع).

عندما انضم إليه عدد كبير من الذين أمنوا بالمذهب الشيعي، أسس جمعية طلائع المسلمين الشيعة في غيانا، فعندما أسس لطيف علي مركزا للشيعة تمكن من جمع أكثر من 250 شيعيًا في هذا المركز، من بينهم شخصيات بارزة وذات نفوذ.

ذات يوم جاء إليه ثلاثة أعضاء من الحركة الوهابية في ترينيداد إلى غيانا لمناظرته، ولكن كانت نتيجة المناظرة دخول هؤلاء الثلاثة في المذهب الشيعي، وكانت هذه الخطوة الأولى من قبل الناس في ترينيداد وتوباغو ليصبحوا شيعة.

وقد أسس أيضا لطيف علي مدرسة كانت مكانًا للاجتماعات والاحتفالات، كما أسس مدرسة أخرى تدارعلى طراز المدارس الإيرانية.

قام لطيف علي بتأليف كُتيب بعنوان "لماذا صرت شيعيا؟" وتم نشره باللغة الإنجليزية.

Ahl Al-Bayt World Assembly

The Ahl al-Bayt World Assembly  is an international non-governmental organization (INGO) that was established by a group of Shiite elites under the supervision of the great Islamic authority of the Shiites in 1990 to identify, organize, educate and support the followers of Ahl al-Bayt.

  • Tehran Iran
  • 88950827 (0098-21)
  • 88950882 (0098-21)

Contact Us

Issue
Email
The letter
8-5=? Captcha