السيد مصطفى الموسوي الصفوي

دراسته

بدأ السيد مصطفى تعليمه الابتدائي في مسقط رأسه، وتعلم القرآن الكريم والعقائد الإسلامية عند جده السيد محمد ووالده السيد أحمد. في سنة 1940م توفي والده السيد أحمد الموسوي، وكان عمره 22 عاماً. واختاره أهل المنطقة كشخصية دينية خلفا لوالده، ولكن رفض تحمل هذه المسؤولية، وترك إدارة شؤون الناس لعمه.

سافر السيد مصطفى الموسوي إلى العراق عام 1940م لمواصلة دراسته الدينية، واستقر بالقرب من حرم للإمام علي (عليه السلام). وخلال دراسته في حوزة النجف العلمية، حضر درس جملة من أساتذتها البارزين، مثل: آية الله السيد أبو الحسن المشهدي، وآية الله العظمى السيد محسن الحكيم الطباطبائي، وآغا بزرك الطهراني، والإمام الخميني، وآية الله عبد الله الشاهرودي، وآية الله محمد هادي الميلاني. في هذه المدة، كانت تربطه علاقة وثيقة بآية الله العظمى السيد محسن الحكيم.

أنشطته الدينية والتبليغية

عاد السيد مصطفى الموسوي إلى مسقط رأسه في كشمير، بعد أن درس في حوزة النجف العلمية لعدة سنوات، وانشغل بتبليغ وترويج تعاليم أهل البيت (ع) مع عمه السيد يوسف الموسوي، وساعد عمه على النهوض بالشؤون الاجتماعية والدينية.

أعاد إحياء المحكمة الشرعية التي أسسها الراحل حجة الإسلام السيد مهدي الموسوي قبل قرن من الزمان وأغلقت أبوابها، وبدأ في حل الخصومات بين الناس، حتى يتجنب الناس الذهاب إلى المحاكم الحكومية.

ومن مسؤولياته الأخرى رئاسة الجمعية الشرعية للشيعية في جامو وكشمير من عام 1982م إلى 2002م، ومدير مدارس "باب العلم". وقد أطلق عليه أهل المنطقة لقب "أغا سحاب"، واشتهر به بين أهالها.

كان أحد علماء الدين الشرعيين في بلاده، كما حصل السيد مصطفى الموسوي الصفوي على إذن من الإمام الخميني في الأمور الحسبية والشرعية، وبعد وفاة الإمام الخميني، حصل أيضًا على هذا الإذن من آية الله الخامنئي لمنطقة بودكام في كشمير.

يُعتبر السيد مصطفى الموسوي أحد الأشخاص المشهورين الذين دافعوا، وبينوا أهمية ومكانة ولاية الفقيه لشعب كشمير. وبعد وفاة الإمام الخميني في سنة 1989م، قدم آية الله الخامنئي باعتباره مرجع للتقليد وولي أمر المسلمين، وقال: "إني أعتبر الإمام الخميني والإمام الخامنئي واحدًا ولا أرى أي فرق بين هاتين الشخصيتين".

وبعد وفاة السيد يوسف الموسوي في أغسطس سنة 1982م، وقع انقسام بشأن من يخلفه، فأعلن الإمام الخميني، وآية الله العظمى ناصر مكارم الشيرازي والعديد من الفقهاء الآخرين، أن السيد مصطفى الموسوي هو خليفة السيد يوسف، مما أدى إلى حل الخلافات بين الناس.

المدافع عن الوحدة الإسلامية

كان من المدافعين عن الوحدة الإسلامية في منطقة كشمير، وكان كلامه "يا أيها المسلمون الوحدة الوحدة". وعلى خلاف سيرة الوحدة التي نادى بها السيد مصطفى، كان هناك جماعة معارضة للوحدة بين المسلمين، وهذا الأمر أدى إلى تعرض ابنه حجة الإسلام السيد محمد حسين، أحد أنصار الوحدة بين المسلمين وغير المسلمين في المنطقة، للتسمم والاستشهاد سنة 1984م، من قبل أعداء الإسلام.

وفي نوفمبر سنة 2000م، استشهد نجله الآخر السيد مهدي، بواسطة عبوة ناسفة في طريقه لحضور المجلس الحسيني المقام على سيد الشهداء، وبعد استشهاد ابنه الثاني لُقِّب بأبو الشهيدين.

وفاته

توفي السيد مصطفى الموسوي الصفوي في 21 أغسطس سنة 2002م بسبب مرض طويل، عن عمر يناهز 84 عامًا، وحضر الآلاف جنازته في بودكام بكشمير. وتم دفنه في مقبرة بودكام مع أجداده، وبسبب شعبيته الكبيرة بين قومه، يُقام له حفل تأبين في كل عام.