الدكتور ناصر صرخوه

الوجوه الخالدة

Thursday, 25 August 2022

الدكتور ناصر صرخوه، واسمه الكامل ناصر عبد العزيز حسن صرخوه (1947- 2015م) باحث إسلامي بارز من الكويت. كان أستاذا جامعيا، وعضوا في مجلس الأمة الكويتي، ومن المرتبطين بالمجمع العالمي لأهل البيت (عليهم السلام)، ويعد أيضا من الداعمين للوحدة بين المسلمين والتقريب بين المذاهب الإسلامية.

حياته ودراسته

ولد في الكويت في 16 يوليو 1947م، وتخرج من جامعة الكويت بتخصص العلوم البيولوجية عام 1970م، ثم ذهب إلى إنجلترا لمواصلة دراسته، واستمر في دراسته حتى حصوله على شهادة الدكتوراه من جامعة لندن عام 1976م في علم الأحياء الدقيقة (الميكروبيولوجيا)، وفوق التخصص في التحلل الحياتي.

التدريس والأعمال والجوائز

كان ناصر صرخوه أحد الأساتذة البارزين في دولة الكويت حيث تخرج على يديه الكثير من الطلاب، وحصل على العديد من الجوائز كباحث متميز، منها جائزة أفضل بحث محكم في مجلة علمية محلية في عام 1992م، وجائزة أفضل بحث في علم البيئة من جراء الدمار الذي سببه الغزو العراقي للكويت في عام 1995م، وجائزة أخرى بالتميز في النشر العلمي في عام 2000م. في الكويت.

الأنشطة السياسية

كان الدكتور ناصر صرخوه عضوا في مجلس الأمة الكويتي لثلاث دورات، حيث انتخب وباقتراع شعبي عضوا في مجلس الأمة في الأعوام 1981 و1985 و1992م، وشغل خلال فترة عضويته في البرلمان منصب نائب رئيس المجلس.

وطوال مسيرته البرلمانية، رفع الدكتور ناصر صرخوه شعار "كلمة التوحيد وتوحيد الكلمة" وحاول التمسك به، معتبرا أن كلمة التوحيد "لا إله إلا الله" هي الكلمة التي تجمع جميع البشر.

وتماشيا مع هذا الشعار رفض طوال مسيرته جميع الاقتراحات الطائفية، مؤكدا أن مثل هذا الاقتراحات تهدم المجتمع بأكمله. وكان يعتبر الانتخابات عملية ديموقراطية بحتة لا مجال فيها للتنازعات والصراعات.

المسؤوليات

خلال حياته العلمية والسياسية، تولى ناصر صرخوه مسؤوليات مختلفة، بعضها على النحو التالي:

* نائب رئيس مجلس الأمة الكويتي

* عضو الهيئة التدريسية في جامعة الكويت (كلية العلوم قسم النبات وعلم الأحياء الدقيقة)

* عضو في مجلس الأمة الكويتي لثلاث دورات تشريعية في الأعوام 1981، 1985، 1992م.

* عضوية اللجان البرلمانية المحلية والدولية

* عضو لجنة الخطة الخمسية لبرنامج الحكومة

* رئيس لجنة شؤون التعليم والثقافة والإرشاد

* عضو في مجلس الاتحاد البرلماني الدولي

* عضو لجنة التنمية المستدامة التابعة الاتحاد البرلماني الدولي

 

أفكاره السياسية

كان الدكتور ناصر صرخوه يؤمن بضرورة الوحدة بين المسلمين واتحاد الدول الإسلامية، وأعرب عن اعتقاده أن وحدة الأمم وتماسكها يمكن أن تقضي على أقوى الأنظمة، وتقرب الأمم من أهدافها وتطلعاتها. كما وصف وحدة أعداء الإسلام بأنها وحدة نموذجية، وقال: "إن الدول الغربية التي سبق لها أن شاركت في حروب كثيرة، ولها تاريخ دموي في الماضي، هم الآن متحدون ضد العالم الإسلامي بكل قوتهم، بل وأوجدوا عملة مشتركة، بينما تفكر دول، مثل الدول الإسلامية في الشرق الأوسط في قطع العلاقات فيما بينها مع أقل خلاف وصراع، وهذه القضية لا تلیق بأتباع آخر ديانة سماوية".

عدّد الدكتور صرخوه أن هناك قضايا تربط بين الدول والأمم في المنطقة، مثل العنصر والعرق واللغة والدين والتاريخ، وذكر أن البلدان التي لديها أكثر القواسم الثقافية المشتركة تحتاج إلى مزيد من الوحدة، وتجنّب أي ميل أو توجه نحو العداء، ورأى أنه إذا تحققت هذه الوحدة فستكون الدول الإسلامية قادرة في ظل السلام والحرية على الوقوف واتخاذ خطوات فعالة نحو تحقيق القضية الفلسطينية، وتحرير الأراضي المحتلة من براثن الصهيونية العالمية.

ويرى الدكتور ناصر صرخوه أنه ما دام المسلمون يتكاتفون ويمنعون الأجانب من التسلل إلى الدول الإسلامية، فلن تسمح أي دولة أجنبية لنفسها بالتسلل والتدخل في شؤون دول الشرق الأوسط؛ ولهذا السبب، رأى أن على جميع الدول التي تختلف فيما بينها أو قطعت علاقاتها مع بعضها البعض أن تفكر في إجراءات وتدابير من خلالها تستأنف علاقاتها والتزامها بالتمسك بالوحدة الإسلامية، لتمنع المعتدين من التدخل في شؤون الشرق الأوسط.

كان يعتقد الراحل الدكتور صرخوه أن الأعداء رأوا أن السبيل الوحيد للتسلل إلى الشرق الأوسط هو خلق انقسامات في هذه البلدان، وبالتالي تآمروا بين الحين والآخر على خلق انقسامات بين المذهب الشيعي والسني من أجل تنفيذ أهدافهم وخططهم. إن إحداث الفوضى والاضطراب من الأهداف التي يسعى إليها أعداء الإسلام، لاستغلال هذه الاضطرابات والسيطرة على دول المنطقة. ووصف يقظة الأمة الإسلامية بأنها السبيل الوحيد لإفشال مؤامرات ودسائس الدول المعتدية والقوى المتعجرفة، ورأى أنه إذا تمسكت الدول الإسلامية بحبل الوحدة والأخوة، فإنها ستكون قادرة على التغلب على أي مؤامرة، وتجربة التعايش السلمي.

أفكاره التعليمية

يعتقد الدكتور ناصر صرخوه أن التعليم في جميع دول العالم؛ وبسبب التقدم العلمي السريع يحتاج إلى إعادة تقييم وتطوير للمناهج؛ لتكون قادرة على مواكبة التقدم البشري العلمي والعملي، ورأى نفس الأمر في دولة الكويت، وأنه يجب إعادة تقييم المناهج وإعادة تطويرها من وقت لآخر لمواكبة التقدم العلمي العالمي.

الوفاة

أخيرًا، وبعد حياة من العمل الشاق، توفي الدكتور ناصر صرخوه إثر سكتة دماغية في 16 نوفمبر 2015م، أثناء لقائه مع مجموعة من زملائه لمناقشة مشروع بحث جديد كان ينوي القيام به في جامعة الكويت، وقد حضر جنازته الكثير من الناس، وبعد تشييعه تم نقله إلى مدينة النجف في العراق ليدُفن فيها.

أعرب مرزوق الغانم، رئيس مجلس الأمة الكويتي آنذاك، عن أسفه لوفاة ناصر صرخوه، واصفا إياه بالسياسي والبرلماني (الحكيم والخلوق). وأضاف: "أن كل من زامل وعمل مع المرحوم الدكتور صرخوه شهد له بالمناقب العالية والخصال الحميدة، حيث كان معروفا بالتفاني والعطاء والايثار في ميادين العمل الوطني".

Tags

• الجمعية العامة للمجمع العالمي لأهل البيت (ع)