الدكتور محمد الحكيمي

الوجوه الخالدة

Friday, 26 August 2022

الدكتور محمد الحكيمي (1951 – 2017م)، من الشخصيات العراقية البارزة، ترك موطنة إثر الضغوط والمضايقات التي مارسها النظام البعثي، وسكن لفترة في الدول الجوار، ثم ذهب إلى إنجلترا وأقام فيها، وبذل جميع جهوده لترويج وتبليغ معارف مدرسة أهل البيت(ع). كان الدكتور الحكيمي من عشاق أهل بيت العصمة والطهارة، مما جعله يرفض جميع المناصب التي عرضت عليه بعد سقوط النظام البعثي في العراق، ويفضّل الاشتغال بتبليغ معارف أهل البيت(ع)، والإسلام المحمدي الأصيل.

كان الراحل الحكيمي عضوا فعالاً في الجمعية العامة للمجمع العالمي لأهل البيت(ع)، ومن خلالها خدم أتباع مدرسة أهل البيت(ع)، وكان له دور في تأسيس جمعية‌ مكتبة أهل البيت(ع)، كما ترك العديد من المؤلفات.

حياته ودراسته

ولد الدكتور محمد الشيخ حسين الحكيمي والمعروف بمحمد الحكيمي نجل الميرزا ​​حسين، في 26 سبتمبر 1951 م، الموافق 26 ذي الحجة عام 1379 هـ، في النجف الاشرف.

درس في كلية الفقه بالنجف بين عامي 1973 و1974 م، وبعد أن أكمل دروسه الرسمية التحق بالمدارس العلمية في النجف الأشرف، فدرس شرح المنظومة عند الميرزا عبد الله الغروي، وشرح تجريد الاعتقاد عند السيد مسلم الحلي، وكتاب الفقه (شرح اللمعة) عند الشيخ هادي القرشي، والمنطق عند الشيخ زين العابدين، وأصول الفقه عند الشيخ محمد رضا جعفري، وذلك بالإضافة إلى الدروس الأكاديمية.

واضطر الحكيمي للانتقال إلى دمشق ومن هناك الهجرة إلى بيروت؛ بسبب القيود التي كانت تفرضها الحكومة العراقية آنذاك. درس في أغسطس عام 1974 م تخصص علم النفس في الجامعة اللبنانية، وحصل على درجة الماجستير من كلية الدراسات الشرقية في جامعة سان جوزيف في بيروت، وقد سافر محمد الحكيمي إلى الجزائر عام 1975 م بعد اندلاع الحرب الأهلية اللبنانية، ودرّس اللغة العربية ومادة التربية في تلك البلاد.

عاد إلى بيروت أواخر عام 1987 م، وهاجر إلى باريس عام 1979م، وحصل على الدكتوراه من جامعة السوربون عام 1983 م، وتوجه إلى إيران عام 1983 م، ثم إلى إنجلترا عام 1986 م.

الأنشطة

هاجر محمد الحكيمي إلى إنجلترا عام 1406 هـ / 1986 م وعمل في الأنشطة الثقافية والسياسية، وكان أحد المروجين لمدرسة أهل البيت (ع) في هذا البلد. بعد سقوط النظام البعثي في ​​العراق عام 2003 م، عُرضت عليه مناصب مختلفة في وزارة الخارجية العراقية، ومع ذلك فقد فضّل التبليغ لمعارف أهل البيت (ع)، فقام بالعديد من الخدمات الفكرية والثقافية في هذا المجال.

كما أنّه أسس محمد الحكيمي عام 1399 هـ / 1979 م في باريس، وبمساعدة صديقه الدكتور محمد باقر فضل الله "جمعية مدرسة أهل البيت (ع)".

كان الحكيمي مشاركًا نشطًا ومؤثرا في العديد من جلسات الجمعية العامة للمجمع العالمي لأهل البيت (ع).

المسؤوليات

كانت بعض مسؤوليات محمد الحكيمي على النحو التالي:

* مسؤول المركز الإسلامي التابع لآية الله السيد محمد رضا الكلبايكاني في لندن، والمعروف باسم المجمع العالمي الإسلامي

* عضو في المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق

* مسؤول دار الفجر للنشر

* عضو في مجمع التبليغ الشيعي

* عضو في لجنة الرسائل الجامعية

* مسؤول دار التوحيد الثقافي في طهران (1983م)

* عضو في مجلس أمناء مؤسسات العلامة السيد فضل الله في العراق

* عضو في الجمعية العامة للمجمع العالمي لأهل البيت (ع)

 

المؤلفات

عمل الحكيمي في الترجمة والكتابة مع بعض المجلات الثقافية، من جملتها مجلة "الثقافة الإسلامية" التي تصدر في دمشق، وبغض النظر عن المقالات المنشورة، لم يتم نشر بعض أعماله، ومنها ما يلي:

* البرّ بِالْوالدَین، رسالته في كلية الفقه

* مقدمة في علم الجمال

* مجادلات حول السلطة السياسية في الإسلام

 

الوفاة

توفي محمد الحكيمي في 19 يوليو 2017 م، عشية ذكرى استشهاد الإمام الصادق (ع) في إنجلترا، بعد معاناته من مرض لعدة أشهر، وبعد نقل جثمانه إلى العراق، شيع ودفن في 26 يوليو في النجف.

وأصدر مدير الشؤون الدولية للمجمع العالمي لأهل البيت (ع) بيانا عزى برحيل الدكتور محمد الحكيمي، معتبرا أياه من الأعضاء النشطين في الجمعية العامة في إنجلترا، والذين عملوا بإخلاص لنشر الإسلام ومدرسة أهل البيت (ع) وتعزيزها، كما أصدر المجمع العالمي الإسلامي في لندن بيان تعزية بوفاته، ووصفه بأنه شخصية علمية ودينية بارزة.

 

Tags

• الجمعية العامة للمجمع العالمي لأهل البيت (ع)