الدكتور خوليو سيزار مارتينيز

Sunday, 28 August 2022

الدكتور خوليو سيزار مارتينيز (1945-2011م)، أستاذ جامعي وصحفي معروف في أمريكا اللاتينية، ولد في 4 فبراير عام 1945م، في مونتيفيديو عاصمة الأوروغواي في أمريكا الجنوبية. أظهر موهبة كبيرة في الأدب والكتابة منذ سن الطفولة، وفي سن التاسعة حصل على جائزة مسابقة (الشعر الشعبي الوطني). وتحت تأثير الشخصية الروحية للإمام الخميني (ره)، بعد البحث والتحقيق اعتنق سيزار مارتينيز الدين الإسلامي والمذهب الشيعي الاثني عشري في عام 2006م.

الدكتور خوليو سيزار مارتينيز

الدراسة

حصل مارتينيز على شهادة البكالوريوس في فرع علوم العلاقات، وشهادة الماجستير في تخصص العلاقات الاجتماعية، وعندما تخرج من الجامعة بدأ كمدرس في الثانويات غير الحكومية لمادة تاريخ أمريكا اللاتينية، حيث استمر في هذه المهنة من عام 1967 إلى عام 1972م، ثم استقال عن مهنة التدريس في عام 1972م، وذلك بعد أن بدأ رئيس جمهورية أوروغواي آنذاك بالسياسات القمعية. وتم سجن مارتينيز أولا في عام 1973م، بعد الانقلاب العسكري اليميني وتشكيل حكومة دكتاتورية، ومن ثم نفيه من بلاده بعد عام. خلال منفاه، عاش في الأرجنتين والإكوادور وفرنسا، وفي فرنسا أكمل دراسته وحصل على شهادة الدكتوراه في التاريخ.

الأنشطة

وأثناء سنوات المنفى، بدأ خوليو سيزار حياته المهنية كصحفي، وسرعان ما أصبح أحد أبرز الصحفيين في أوروغواي، حيث تولى رئاسة التحرير لعدد من الصحف الأوروغوايية المهمة، مثل صحيفة ناشيونال (National)، وقد تعاون مع العديد من الصحف الكبرى في بلاده وشبكات الأخبار الدولية. عمل مارتينيز أيضًا كصحفي ومذيع ومبرمج إذاعي وتلفزيوني في الأرجنتين وفنزويلا وإسبانيا، وبالإضافة إلى ذلك، تمت دعوته من قبل المؤسسات والمنظمات الدولية في جميع أنحاء العالم لإلقاء المحاضرة، وألقى 164 محاضرة في 79 دولة.

أجرى مارتينيز كصحفي معروف مجموعة من اللقاءات مع شخصيات دولية بارزة من قادة ورؤساء جمهورية في النصف الثاني من القرن العشرين، من جملتهم: معمر القذافي، خوان بيرون (رئيس جمهورية الارجنتين المحبوب)، فيدل كاسترو، هنري كيسنجر، جيمي كارتر، ميخائيل غورباتشوف، سالوادور آلنده، جانيو كوادروس (رئيس البرازيل)، راؤول سينديك (زعيم توبامارويز الأوروغواي ونائب رئيس الجمهورية بعد الديكتاتورية). ومن الشخصيات التي قابلها مارتينيز الإمام الخميني (ره). حيث أصبحت المقابلة معه نقطة تحول في حياته.

 

زيارته لإيران ومقابلته مع الإمام الخميني (ره)

جاء خوليو سيزار إلى إيران يوم وصول الإمام الخميني في 1 فبراير عام 1979م، وتحدث مع الإمام الخميني، حيث كان حواره مع الإمام الخميني بداية تحوله العقائدي والروحي. ويصف تلك اللحظات على النحو التالي:

"في 1 فبراير ذهبنا إلى المطار كمراسلين، ولكن الحشد كان كبيرًا لدرجة أننا لم نتمكن من المضي قدمًا، ووصلنا إلى المطار بأعجوبة. كان الملايين من الناس ينتظرون زعيمهم. كان هذا الأمر عجيب جدا بالنسبة لي، حيث واجهت عددًا كبيرًا من السكان يفوق عدد سكان بلدي في مكان واحد. كانت الطائرة تهبط عندما وصلنا إلى المطار. قال صديقي: جوليو أتؤمن بالله الآن؟ "هل رأيت كيف حوّل المجتمع؟".

ثم يشير جوليو سيزار إلى اللقاء المباشر مع الإمام الخميني، ويقول:

"لا أعرف ماذا قال زميلي للإمام الخميني حتى أجاب بابتسامة وأشار إلي، وأنا على مسافة أبعد، لأقترب أكثر. فُتح لي الطريق من بين الجموع ومشيت نحوه، وقال: إن الحاجة إلى ثورة في البلاد حاجة ضرورية، ويجب أن تحدث ثورة وتحوّل. ثمّ حدثني عن شهداء الثورة وانتفاضة أهل قم، وعن آلاف الشهداء الذين خلفهم النظام الشاهنشاهي".

هذا الصحفي المعادي للدين تأثر جدًا بلقاء الروحي للإمام الخميني، لدرجة أنه يشير إلى تحوله الداخلي، ويقول عنه:

"كانت رحلتي إلى إيران تجربة كبيرة ومهمة للغاية، وهنا بدأ تغيير كبير في داخلي، وأدركت أن الله يمكن أن يحدث ثورة، وهذه الثورة لا يمكن أن تتحقق بأسلحة الحرب فقط، بل أيضًا بأسلحة الإيمان، والدتي كانت كاثوليكية متدينة، وقلت لها: التقيت في إيران بشخص جعلني أفهم أن الله قادر على إحداث ثورة. وعلى الرغم من أن والدتي كانت أميّة، إلا أنها كانت نقية القلب، وقالت لي: يا بني! أنا لا أعرفه، ولكن إن جعلك تذكر الله، حفظه الله".

أصبح خوليو سيزار وبسبب شعبيته العالية رئيسًا لبلدية إحدى مناطق عاصمة الأوروغواي في عام 2005م، ولكنه لم يستطع البقاء في منصبه بسبب استقلاليته وطبيعته الطالبة للعدالة. وبعد ذلك وبدعوة من إيران، سافر في عام 2006م. إلى مدينة قم المقدسة، ودرس الدين الإسلامي وأصبح شيعي اثنى عشري. عاش في قم من عام 2006 إلى 2011م، وقام بالتدريس وإلقاء المحاضرات، وفي الأثناء كان يسافر إلى بلده.

وبعد التحاقه بالمذهب الشيعي، قام بتأليف قصيدة شعرية بعنوان (الأمس) يعبر فيها عن شعوره بالانضمام إلى دينه الجديد. جاء في بعض ابيات هذه القصيدة:

"بالأمس كنت مليئًا بالضوء، وكأنّ يدًا عظيمة ظهرت فجأة من زاوية وجودي وقدمت لي مصباحًا، وصوت لا أعرف ما إذا كان من تلك اليد أو لا، وأخبرني أنه من الآن فصاعدًا هذا المصباح هو الهادي لك. لا تدعه ينطفئ، وامنح ضوءها بشغف للأشخاص الذين يعيشون في الظلام، كما كنت بالأمس... أمس قبلت وحدانية الله وشهدت لإيماني، واعتنقت الإسلام وامتلأت روحي بالبهجة".

خوليو بسبب تأثره بالثقافة الإسلامية وإيران، وبالخصوص الثورة الإسلامية الإيرانية، نشر في عام 2008م. كتاباً يدافع فيه عن الموقف الدولي لإيران الثورية وعداوة نظام الهيمنة، باسم "إيران: بلد تنوي الولايات المتحدة تدميره - صورة فورية للمحكوم عليه بالإعدام".

الوفاة

توفي هذا الصحفي وأستاذ العلوم، وودع الحياة الفانية إلى الباقية، بعد شهور من معاناته لمرض السرطان في فبراير سنة 2011م، وكان من بين أنشطته العضوية في الجمعية العامة للمجمع العالمي لأهل البيت (ع).

Ahl Al-Bayt World Assembly

The Ahl al-Bayt World Assembly  is an international non-governmental organization (INGO) that was established by a group of Shiite elites under the supervision of the great Islamic authority of the Shiites in 1990 to identify, organize, educate and support the followers of Ahl al-Bayt.

  • Tehran Iran
  • 88950827 (0098-21)
  • 88950882 (0098-21)

Contact Us

Issue
Email
The letter
8-5=? Captcha