الدكتور جينارو أتاهوالبا بونيلا كورونادو

الوجوه الخالدة

Friday, 26 August 2022

الدكتور جينارو أتاهوالبا بونيلا كورونادو (Genaro Atahualpa Bonilla Coronado) الشهير بجينارو أتا (وفاة 2014م)، طبيب مكسيكي، وأول مروّج لمدرسة أهل البيت(ع) في مدينة غوادالاخارا (وادي الحجارة). كان من أتباع الديانة البوذية، وبعد أن طالع كلمات الإمام علي(ع) المشرقة في كتاب نهج البلاغة أعجب كثيراً بشخصيته، وبعد الكثير من البحث والدراسة اعتنق الدين الإسلامي، ومذهب التشيع الحق.

الراحل جينارو أتا بعد اعتناقه لمذهب التشيع بذل كل جهوده في سبيل ترويج مدرسة أهل البيت(ع)، وخدمة المسلمين، خصوصا أتباع مدرسة أهل البيت(ع) في المكسيك، وبسبب نشاطاته التبليغية والثقافية اعتنق الكثير من أهالي المكسيك الدين الإسلامي، ومذهب الشيعة الحق. أسّس جينارو أتا مركز رسول الله الشيعي في مدينة غوادالاخارا، وكان من أعضاء الجمعية العامة للمجمع العالمي لأهل البيت(ع).

حياته

والد جينارو أتا هو بونيلا، وأمه تيريزا كورونادو فلوريس. حصل جينارو أتا على درجة البكالوريوس في الجراحة والولادة في عام 2011م، من جامعة غوادالاخارا في ولاية خاليسكو، وبعد ذلك حصل على درجة الماجستير والدكتوراه في الطب. كان جينارو بوذياً، وقد ذكر أنَّه من خلال مطالعة نهج البلاغة، أصبح مفتونا بشخصية الإمام علي (عليه السلام)، واعتنق الإسلام والمذهب الشيعي. وبعدما أصبح شيعياً تحولت عائلته وعدد من أصدقائه إلى المذهب الشيعي.

توفي جينارو أتاهوالبا في 20 مارس سنة 2015م، في سن مبكرة.

أفكاره

كان لدى جينارو أتا أفكار معادية للإمبريالية، وإسرائيل، وأمريكا. وذكر البعض أنه كان مرتبطًا بألفريدو جاليف رحمة، الأستاذ المكسيكي للعلوم الجيوسياسية ذو الآراء المعادية للصهيونية.

دعم جينارو أتا سياسياً الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وحزب الله في لبنان، وانتقد السياسات المزدوجة للإعلام الأوروبي تجاه المسلمين. وأعاد على حسابه الشخصي في تويتر، نشر رسالة آية الله السيد علي الخامنئي (قائد الجمهورية الإسلامية الإيرانية) لشباب العالم.

كان جينارو على علاقة بالشهيد مجتبى نواب الصفوي. وكتب في رسالة له عبّر فيها عما في قلبه: "إذا كان هناك تناسخ، فسأكون لك". كان يؤمن بأنّ عصر التكنولوجيا بحاجة للأفراد الذين لا يعرفون الخوف، وهم مصنوعون من الفولاذ؛ ولكن لديهم اللطف والإنسانية.

كان يؤكد جينارو على أهمية الحوار بين الثقافات، لبناء تفاهم أكبر بين القادة الدينيين، وكان يؤمن بالتعايش السلمي بين الأديان، ويعتقد أن الحواجز والموانع الثقافية بين الأديان يمكن تحطيمها وتبديلها إلى مجتمع واحد. كما يعتقد أن الحوار يسهّل فهم الاختلافات والتشابهات، وكذلك يساعد على بناء عالم أكثر عدلاً، وعلى البحث عن (الخير المشترك). كما كان يعتقد أن التغيير في الضمير الاجتماعي ممكن.

أنشطته

يعتبر جينارو أتاهوالبا أول شخص ينشر المذهب الشيعي في غوادالاخارا. ففي عام 2011م. قام بتأسيس المركز الإسلامي ((El Mensaero de Al-lah في هذه المدينة، وبعد إنشاء هذا المركز، أطلق البعض على الطائفة الشيعية في غوادالاخارا اسم هذا المركز، وكان الغرض من هذا المركز هو تدريس العلوم الإسلامية للمسلمين وغير المسلمين المهتمين بالعلوم الإسلامية، وكان مرتبطًا بالمجمع العالمي لأهل البيت (عليهم السلام) في إيران.

كان جينارو أتا مدير دار النشر التي مقرها في المكسيك، وتعتبر أول دار نشر للمسلمين في أمريكا اللاتينية. قدّم جينارو أتا نسخًا منشورة إلى الجاليات المسلمة في بلدان أمريكا اللاتينية الأخرى، مثل بوليفيا، وكولومبيا، وشيلي، والإكوادور، وفنزويلا، والبرازيل.

التجمع في آخر جمعة من شهر رمضان، والتجمع يوم القدس في مؤسسة "José Martí؛ خوسيه مارتي" في غودالاخارا، كان من الأنشطة الهامة لمركز رسول (ص)؛ لكن يقال إنه بعد وفاة جينارو أتا عام 2015م، تضاءلت أنشطة هذه المجموعة.

قام جينارو أتاهوالبا بإنشأ المركز الشيعي الثاني في المكسيك في عام 2011م، حيث قام بنفسه بتدريس العلوم الإسلامية للشباب، وبسبب أنشطته العلمية والثقافية، اعتنق أكثر من مائة شاب مكسيكي التشيع في غضون عامين، وحسب ما ذكر، إنَّ الشيعة في المكسيك تمكنوا ولأول مرة في تاريخ هذا البلد، من تنظيم مسيرة يوم القدس عام 2011م.

وكانت حملة جينارو أتا الدعائية ليوم القدس لها الدور الفعال في مجتمعات مسلمة أخرى في أمريكا اللاتينية، مثل بوليفيا والبرازيل والإكوادور وفنزويلا وكولومبيا، ولم تكن نشاطاته لدعم الشعب الفلسطيني مختصة بالمسلمين، بل شملت أيضاً الديانات الأخرى.

تواصل جينارو أتا مع الطوائف الشيعية الأخرى في أمريكا اللاتينية والشرق الأوسط، وسافر إلى نيويورك وتركيا لمزيد من التواصل، كما سافر إلى إيران، وشارك في الدورة الخامسة للمجمع العالمي لأهل البيت (عليهم السلام) والتي بدأت في 11 سبتمبر 2011م.

وقبل وفاته بفترة وجيزة، أجرى جينارو برنامجاً حوارياً حول "التعايش السلمي للأديان" مع ألكساندر زاتيركا، الأستاذ في قسم الفلسفة والعلوم الإنسانية في الجامعة اليسوعية، في غوادالاخارا. وتم نشر المقابلة في نشرية الجامعة في 17 مارس 2015م.

قبل إنشاء أول مركز شيعي له، أسس جينارو أتاهوالبا في سنة 2009م مع رجل يدعى عبد الكريم، مؤسسة "Islam Guadalajara؛ إسلام غوادالاخارا" ذات التوجه السني؛ إلا أنه خلال عام 2010م، وأوائل عام 2011م، ترك هذه المؤسسة وأنشأ مع مجموعة انضمت إليه، مؤسسة رسول الله (ص) الشيعي.

 

 

Tags

• الجمعية العامة للمجمع العالمي لأهل البيت (ع)