الدكتور أحمد عبد المجيد الحمود

الوجوه الخالدة

Friday, 26 August 2022

الدكتور أحمد عبد المجيد الحمود (1947 – 2018م)، عضو أسترالي في المجمع العالمي لأهل البيت(ع). كان أستاذا جامعيا، ومن نواب البرلمان، ورئيس المجلس الأعلى للشيعة في أستراليا، ومن خلال هذه ا لمناصب لعب دورا كبيرا في نشر وترويج مدرسة أهل البيت(ع)، وقدّم خدمات عديدة لأتباع هذه المدرسة. وكان له نشاطات اجتماعية وثقافية مختلفة، مثل إنشاء المسجد، والمركز العلمي، كما تولى مسؤوليات عديدة، وإضافة إلى ذلك ترك تراثا خالدا في تاريخ وسيرة أهل البيت باللغة الإنجليزية، والعربية.

كان للراحل الحمود اتجاه تقريبي، وبذل جهدا كبيرا في مجال الوحدة بين المسلمين، والتقريب بين المذاهب الإسلامية، حتى تولى لفترة الأمانة العامة لجمعية أهل السنة في أستراليا.

وكان أيضا من جملة النخب في عالم التشيع الذين قدّموا اقتراحا لولي أمر المسلمين سماحة آية الله العظمى الخامنئي حول تأسيس المجمع العالمي لأهل البيت(ع)، ومن هنا كان له دور كبير في تأسيس هذه المنظمة الدولية المباركة.

حياته

أحمد عبد المجيد حمود من الجالية اللبنانية التي تعيش في أستراليا. ولد عام 1947 م في قرية "بيت ليف" بمنطقة "جبل عامل" في لبنان. أكمل تعليمه الابتدائي والثانوي في مدينة "برج حمد" اللبنانية، ثم دخل جامعة بيروت ليدرس فيها اللغة العربية وآدابها.

بعد أن أنهى دراسته الجامعية عام 1969م، هاجر إلى أستراليا، حيث واصل دراسته في جامعة سيدني، على الرغم من العمل الجاد وولادة أولاده الأربعة، وحصل على درجة الماجستير في "الفكر السياسي الإسلامي"، وحصل على شهادة الدكتوراه في "التاريخ والفكر السياسي الإسلامي"، وعمل لاحقاً كعضو هيئة التدريس وأستاذًا في جامعة سيدني.

 

الأنشطة العلمية والثقافية

بالإضافة إلى العمل والتعليم، كان للدكتور أحمد حمود مشاركات فعالة، من أجل تعزيز أهداف الإسلام ومساعدة المسلمين في أستراليا.

أصبح في أوائل السبعينات "أميناً عاماً للجمعية الإسلامية اللبنانية في أستراليا". أشرف على بناء مسجد أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) وكان المتولي على المسجد لبعض الوقت، وقد أصبح هذا المسجد أكبر مركز إسلامي شيعي في أستراليا. بالإضافة إلى الأنشطة الدينية المختلفة في المسجد، وصل عدد المصلين من الذكور والإناث في الصلاة وخاصة صلاة العيد إلى الآلاف، كما شارك وزراء ونواب برلمان وشخصيات سياسية واجتماعية أسترالية في بعض برامج المركز.

كان أول ممثل لرئيس "المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى في لبنان" في أستراليا، وكذلك عضوا في "المجلس التنفيذي للاتحاد الفيدرالي للمجالس الإسلامية في أستراليا".

يعد تقديم مشروع "قانون الطلاق الإسلامي" إلى وزارة العدل الأسترالية قبل الحصول على الطلاق المدني، إحدى خدماته المدنية الأخرى للمجتمع المسلم في أستراليا.

وقد بذل قصارى جهده أيضا لتوفير معلومات دقيقة عن الإسلام، والدفاع عن المسلمين، وترويج تعاليم أهل البيت (ع)، من خلال الظهور في البرامج التلفزيونية والمؤتمرات الوطنية والدولية.

من الأنشطة الرائعة التي قام بها الراحل حمود موقفه التقريبي، في مجال الوحدة بين المسلمين، إلى درجة أنه تم تكليفه لبعض الوقت بمسؤولية الأمين العام لجماعة إخوان أهل السنة في أستراليا، والمتحدث باسم هذه الجمعية.

كان الدكتور حمود من محبي الثورة الإسلامية، وفي الأيام الأولى لانتصارها عام 1979 م سارع إلى لقاء الإمام الخميني (قدس سره) مع الوفد الأسترالي المسلم، وأعلن دعمه ودعم مسلمي أستراليا للحركة الإسلامية الإيرانية، وألقى كلمة بحضور الإمام نيابة عن الوفد.

بعد وفاة الإمام، كان من نخب العالم الشيعي الذين طلبوا في السنة الأولى من قيادة آية الله الخامنئي، إنشاء المجمع العالمي لأهل البيت (ع) من أجل العمل على تعزيز الحياة الفكرية والثقافية للشيعة في العالم.

بعد تأسيس "المجمع العالمي لأهل البيت (ع)" أصبح عضوا فيه وكممثل لشيعة أستراليا، وقد شارك في معظم مؤتمرات هذا المجمع ولجانه السياسية والاجتماعية، وشارك بفاعلية في نشاطات المجمع العالمي لأهل البيت (ع)، وكان يعمل على الارتقاء الفكري والثقافي لأتباع أهل البيت (ع).

له أنشطته الأخرى، منها:

* المشاركة في تأسيس ومن ثم فعاليات "جمعية الزهراء (ع) الإسلامية" بمدينة سيدني في أستراليا.

* إنشاء وتولي مسجد الزهراء (ع) في سيدني

* عضو في الجمعية الإسلامية بمدينة سيدني

* رئيس الصندوق المالي في الجمعية الإسلامية بسيدني

* كان مسؤولاً ولسنوات عديدة على تدريس اللغة العربية في مدرسة إسلامية في أستراليا، حيث يدرس فيها حوالي 2000 شخص.

 

المؤلفات

ترك أحمد عبد المجيد حمود عدة مؤلفات عن حياة الأئمة ومعارفهم، وكان هذا العضو الراحل في المجمع العالمي لأهل البيت (ع)، قد ألّف العديد من الكتب باللغتين العربية والإنجليزية، والتي تم نشرها في أستراليا وباكستان وإيران و... ويعتبر من أوائل الأشخاص الذين كتبوا كتاباً عن الصلاة باللغة الإنجليزية. بعض مؤلفاته عبارة عن:

*الطاعة والثورة في الفكر الإسلامي والسياسي.

*من تاريخ أهل البيت (ع): الطاعة والثورة في النهج السياسي للإمام الحسين (ع) (مقالتان).

*من سيرة أهل البيت (ع): الدور السياسي للإمام الصادق (ع) (مقالتان).

*دراسة في مشايخ الكليني.

*الإمام الصادق رجل العلم والسياسة.

*سيرة النبي المصطفى (ص).

*موقع المرأة في الإسلام (أصبح هذا الكتاب ذائع الصيت، وتم نشره في باكستان وإيران ودول أخرى).

*ثورة زيد بن علي الشهيد عليهما السلام، أسبابها ودوافعها.

*تحقيقات: النبي محمد (ص) وأهل بيته (ع) في التوراة والإنجيل.

*الحق المبين في معرفة رسول رب العالمين محمد (ص) من خلال التوراة والإنجيل.

*أسباب ثورة الإمام الحسين (ع) ودوافعها.

*ما هي نسبة المسلمين، بالنسبة إلى مجموع سكان بلادكم؟

*الأمة الإسلامية ما بين التحدي والتصدي.

 كما له مؤلفات أخرى عن حياة النبي محمد (ص) على لسان الإمام علي (ع) في نهج البلاغة، والإمام المهدي (عج) وعلامات الظهور، والطاعة والتمرد في صدر الإسلام.

 

وفاته

توفي الدكتور أحمد عبد المجيد حمود في ديسمبر 2017 م، عن عمر ناهز 71 عامًا.

أصدر حجة الإسلام والمسلمين السيد أبو الحسن نواب، أمين الهيئة العليا للمجمع العالمي لأهل البيت (ع)، برقية تعزية بمناسبة وفاته، وصف فيها أحمد عبد المجيد "عالما مثقفا وشخصية خدومة للجالية المسلمة في أستراليا".

وقد ورد في بيان التعزية أيضا: "هذا المفكر البارز، منذ بداية شبابه حتى السنوات الأخيرة، حاول ترسيخ المعتقدات الدينية لأتباع أهل البيت (ع) في أستراليا، والعمل في مجالات مختلفة، مثل بناء المساجد، وإنشاء المؤسسات الثقافية، وإدارة الجمعيات والجاليات الإسلامية، وتأليف الكتب، وكتابة المقالات، والظهور في البرامج التلفزيونية والمحاضرات في مختلف المحافل، وكان له دور فعال في الحفاظ على الهوية الدينية للعائلات المهاجرة إلى أوقيانوسيا".

كما نعى المجمع العالمي لأهل البيت (ع) بوفاته في رسالة وصفه بأنه "أستاذ جامعي وباحث ومؤلف وأكاديمي أسترالي بارز، وكان من الأعضاء النشطين والفاعلين في المجمع العالمي لأهل البيت".

 

Tags

• الجمعية العامة للمجمع العالمي لأهل البيت (ع)