الحاج مهدي عبد مهدي المعروف بـ"أبو زينب الخالصي"

Sunday, 28 August 2022

الحاج مهدي عبد مهدي المعروف بـ"أبو زينب الخالصي" ولد 1945م في محافظة ديالى العراقية، وهو عضو المجمع العالمي لأهل البيت (ع)، ومن أبرز قادة الحركة الجهادية الاسلامية في العراق وفي لبنان، حيث كان يلقبه مجاهدو البلدين بـ"الأستاذ" و"شيخ المجاهدين"، لما ساهم فيه بشكل كبير، ببناء الجسم الأمني لحركات المقاومة، كما كان مؤسس الحركة الإسلامية (حركة مجاهدي الثورة الإسلامية في العراق).
انتمى في ستينيات القرن الماضي إلى حزب الدعوة، وتدرّج في صفوفه حتى صار مسؤول تنظيم الخالص التقى بالسيد الشهيد محمد باقر الصدر، وكان نتيجة هذا اللقاء، توحد جهود الحزب مع المرجعية. فكان أبو زينب قناة التواصل بين لجنة إقليم العراق والشهيد الصدر، كما كان ممثلاً للشهيد الصدر عند الناس، حيث كان أبو زينب ينقل إليهم أشرطة تسجيل لخطابات ورسائل الشهيد الصدر في مراحل اعتقاله والإقامة الجبرية قبيل استشهاده.

الحاج مهدي عبد مهدي المعروف بـ

وكان له جهود جبّارة، في إعادة إحياء وتوحيد تشكيلات حزب الدعوة، بعد أن جهدت أجهزة صدام حسين الأمنية، في تعقب ناشطيه واعتقالهم وقتلهم، خلال العام 1974م، واستطاعت إنهاء عمل شبكات الحزب الناشطة، في معظم محافظات الوسط والجنوب، من خلال محكمة الثورة التي ترأسها جار الله العلّاف.

وكان من مهام أبو زينب أيضاً، الاهتمام بموضوع شراء الأسلحة وإعداد الكوادر لمرحلة الكفاح المسلّح من الداخل.

بعد فشل مرحلة الكفاح المسلّح انطلاقاً من الداخل، تولّى أبو زينب الإشراف على المجموعات الجهادية انطلاقاً من معسكر الأهواز الذي أنشأه حزب الدعوة، فكان أبو زينب هو جهة الاتصال بين المعسكر وشبكات الداخل، وأحد الأعضاء المشرِفين في اللجنة الجهادية العليا لمعسكر الشهيد الصدر.

كذلك كان أبو زينب من مؤسّسي "فيلق بدر" ومؤسس الحركة الإسلامية في العراق، التي كانت من أكثر التنظيمات الجهادية نشاطاً فيه، فهي التي نفذّت أكبر العمليات وقتذاك.

ولم يكتفي أبو زينب في تلك الفترة بالعمل العسكري فقط، بل أعاد إحياء شبكات حزب الدعوة من جديد، لكن بأسلوب أمني مبتكر وشبحي، يعتمد فيه على الاتصال الخيطي بين كل تنظيم وجهة القيادة المتواجدة في إحدى الدول المجاورة.

منذ بدايات انتصار الثورة الإسلامية في إيران، نسج علاقة أمنية مميزة مع القادة في حرس الثورة الإسلامية ومع قادة وزارة الأمن والاستخبارات "إطّلاعات".

كان أحد أبرز المساهمين في تأسيس جهاز أمن المقاومة الإسلامية في لبنان - لما يتمتع به من براعة أمنية وقد حضر الى جانبهم طوال مسيرة جهادهم منذ العام 1985 حتى التحرير في أيار العام 2000م. وكان على علاقة مميزة بالشهيد القائد الحاج عماد مغنية، وبالحاج أبو مهدي المهندس الذي كان يرافقه في الكثير من رحلات سفره الى بيروت.

بعد الغزو الأمريكي للعراق في العام 2003م، ساهم في تأسيس حركات المقاومة هناك أيضاً، حيث اعتقله الأمريكيون بـ"تهمة" قتل 4 جنود بريطانيين.

ولم يفرج عنه الا بعد ثلاث سنوات، بسبب تدهور حالته الصحية، فسافر الى إيران للعلاج، لكنه سرعان ما توفي، في الـ 24 من كانون الثاني للعام 2007م، وتم تشييع جثمانه في محافظات البصرة وذي قار والسماوة والنجف الاشرف حيث دفن فيها.

وكتب أحمد جاسم الأسدي نائب في البرلمان العراقي والمتحدث الرسمي الأسبق باسم الحشد الشعبي، في ذكرى وفاة أبو زينب الخالصي:

"في مثل هذا اليوم ترجّل مجاهد كبير وراهب من رهبان العمل الرباني القائد الشهيد مهدي عبد مهدي (الحاج ابو زينب الخالصي) مؤسّس حركة مجاهدي الثورة الإسلامية في العراق.

في هذا اليوم فاضت نفسه الأبية عن عمرٍ حافلٍ بالكفاح والفكر والنضال الوطني والإسلامي الطويل تاركاً خلفه مسيرة جليلة وحركة إسلامية أصيلة وعنواناً مهماً في مقاومة الطاغوت البعثي وبندقية ما يزال صدى صوتها يتردّد في قصب الأهوار وصفحات الماء.

كانت حياته كتاباً مفتوحاً في المعارف الإلهية والفكر الإسلامي والبحث في الثقافة الإسلامية الرصينة وكانت الأهوار مقر هذه المواجهات الفكرية قبل أن يتخذها هو المجاهدين الذين تحلّقوا من حوله من إخواننا وأخوته مكاناً لمقاتلة النظام الدكتاتوري.. كانت الأهوار العراقية وطناً من المجاهدين وملاذاً لأسلحة المقاومة وكان أبو زينب الخالصي سيد هذا الوطن ودليل المجاهدين في كتاب النضال الوطني

تحار الكلمات والمعاني في توصيف شخصيته ورؤاه ونظريته في التغيير الاجتماعي الإسلامي وتتوه الذاكرة في آفاق ذهنه المستنير فكان الإنسان الكامل على حد وصف شهيد المحراب السيد الحكيم "قدس سره "والمفكر الأصيل الذي وضع فرائد المؤلفات الإسلامية من موقعه كمجاهد...وكان الخالصي المسيرة المتصلة في رفض كافة الأطر السياسية التي تكبل الشعوب وقد قاتلها وهو معارض في أعماق الاهوار مثلما قاتلها بعد سقوط النظام وترجل شهيداً في سجون الاحتلال الأمريكي في بغداد.

عاش حياة الكبار وقاتل على كافة الجبهات الفكرية والسياسية والجهادية أبياً لم يخضع لأوامر... كان الخالصي أمة في رجل ورسالة في كتاب الوطن المقدس.

في ذكرى استشهاد هذا العنوان الإسلامي والوطني البارز نستعيد اليوم معاني الإصرار، ونستذكر مع سماحة روحه روح النص الرسالي" وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل" والخالصي في عقيدتنا مثّل نموذج التجربة الإنسانية التي تماهت مع تجارب الرسل والأولياء وتوسلت كل أسباب الاقتداء بالقول والفعل والنضال الرسولي من أجل الناس جميعاً وفي عقيدتنا أن الخالصي في كل ما كان عليه كان القدوة والأسوة والمثال.

في شهادته خلود لمفاهيم الخير والاستقلال والحرية، كان الخالصي أباً لمسيرة وطن وقمراً يشرق كل يوم على صفحات المجاهدين لم ينكسر أو يحد عن دورته الكونية".

عرف الخالصي بالثقافة الفكرية والدينية، وكان ذات شخصية روحية ايمانية عالية، حتى أنه قام بتأليف العديد من الكتب التي تعالج هذا الجانب لدى المجاهدين.

منها كتاب يحمل عنوان: "أدعية المجاهدين، وناشره مؤسّسة النبأ الصادق للثقافة والإعلام"، يقع الكتاب في فصول سبعة وخاتمة، جاءت عناوينها كالتالي:

الفصل الأول: تضمّن مجموعة من الصلوات المروية لكفاية شرّ الأعداء وقضاء الحوائج.

الفصل الثاني: في أدعية التوسّل بالمعصومين عليهم السلام.

الفصل الثالث: في أدعية وأعمال لدفع الأعداء والشدائد.

الفصل الرابع: في أدعية الاحتجاب والاختفاء عن أعين الأعداء.

الفصل الخامس: في أدعية الخلاص من السجون.

الفصل السادس: في أدعية الحروب.

الفصل السابع: في أدعية وأعمال لمعرفة حقيقة الأمور.

خاتمة: في متفرّقات يحتاجها المجاهد.

قدّم للكتاب سماحة الشيخ حسين كوراني، وممّا جاء في ثنائه على المؤلّف والكتاب: "..ولا شكّ أنّ ممّا يزيد في أهمّية هذا الكتاب أنّ الذي تولّى إعداده هو مجاهد عريق عرفتْه ساحات الجهاد المختلفة طليعياً أعار الله جمجمته، ويرمي ببصره أقصى القوم، ثمّ يرمي نفسه في لهوات الحرب باحثاً عن الشهادة في مظانّها ".." وقد أنجز هذا الكتاب في مدّة قصيرة فجاء بحمد الله تعالى موسوعة في بابه، اعتمد في إعدادها على عدّة مصادر أساسية، مستعرضاً في تعريف الدعاء خلاصة ما أورده العلماء الأعلام رضوان الله عليهم..".

 

Ahl Al-Bayt World Assembly

The Ahl al-Bayt World Assembly  is an international non-governmental organization (INGO) that was established by a group of Shiite elites under the supervision of the great Islamic authority of the Shiites in 1990 to identify, organize, educate and support the followers of Ahl al-Bayt.

  • Tehran Iran
  • 88950827 (0098-21)
  • 88950882 (0098-21)

Contact Us

Issue
Email
The letter
4+3=? Captcha