الحاج محمد القائم صفا فوميو سافادا

الوجوه الخالدة

Friday, 26 August 2022

الحاج محمد القائم صفا فوميو سافادا، الشهير بمحمد سافادا (1924 - 2012م) زعيم الشيعة في اليابان، ومترجم القرآن باللغة اليابانية. ولد في 2 يناير 1924م في مدينة غيفو الواقع بالجزء المركزي في اليابان. كان سافادا كسائر أعضاء أسرته من أتباع المذهب الرسمي الياباني، يعني البوذية وشنتو، لكن بعد الكثير من البحث والدراسة اعتنق الدين الإسلامي، وبعد إسلامه استمر لسنوات طويلة بالبحث في الدين الجديد، فأخيرا أدرك أحقية المذهب الشيعي، فانضم إلى أتباع مدرسة أهل البيت(ع)، فبذل جهودا لترويج ونشر المعارف الشيعية، التي هي الإسلام الإصيل المحمدي، وترجم العديد من الآثار من العربية إلى اليابانية، وترك تراثا خالدا.

الدراسة

أكمل سافادا تعليمه الابتدائي والثانوي في مسقط رأسه وذهب للدراسة في مدرسة ثانوية شهيرة في كيوتو. بعد تخرجه من المدرسة الثانوية، التحق بجامعة طوكيو لدراسة القانون القضائي والعلوم السياسية وتخرج منها عام 1950. بعد عشر سنوات من تخرجه من الجامعة، درس وبحث في دين الشنتو، مما أدى إلى تأليف ونشر العديد من الكتب في هذا المجال. كتاب "إيناري" (الخلق) و"الديمقراطي المسيحي" باليابانية بعض من إنجازات هذه الفترة. إناري هي واحدة من أهم طائفتين شنتو ولها أتباع كثيرون في اليابان. بحث سافادا عن هذه الطائفة وتعاليمها لسنوات عديدة وأصبح عالمًا بارزًا في علم اللاهوت. بالإضافة إلى البحث في دين الشنتو، درس أيضًا وبحث الديانات والطوائف الأخرى في العالم.

الاعتناق للإسلام

بعد أزمة النفط عام 1972م عندما انتشر اسم الإسلام في جميع أنحاء العالم، أصبح بعض اليابانيين مهتمين بالإسلام، وبدأوا في البحث عنه ودراسته. وكان من بينهم محمد سافادا، وقد التقى وتواصل مع عدد من المسلمين في اليابان والدول الإسلامية، ثم درس وبحث في التعاليم الإسلامية، وفي سن الخمسين، حضر أحد المساجد بحضور إمام ذلك المسجد، أدلى بشهادته باللغة الحالية واعتنق الإسلام. بعد أن أصبح أكثر إلمامًا بتعاليم وقواعد التعاليم الإسلامية الشيعية الإثني عشرية، أصبح منقذًا للطائفة. وبعد سبع سنوات من اعتناق الإسلام،اختار الديانة الاثنى عشرية الشيعية، ومنذ ذلك الحين يعمل شرع بنشر ونشر التعاليم الشيعية.

أنشطته العلمیة والتبلیغیة

من خلال ترجمة كتب ومقالات إسلامية وشيعية وكتابتها ونشرها وإلقاء الخطب في مختلف المحافل والموائد المستديرة قدم وشرح تعاليم أهل البيت (عليهم السلام) بطريقة منطقية وجذابة لمواطنيه اليابانيين. وفي هذا الصدد بمساعدة أصدقائه قام بتشكيل الجمعية الإسلامية في اليابان، والتي هي على اتصال مع المراكز الإسلامية في البلدان الأخرى وتنشر الكتب الإسلامية بين المسلمين في اليابان.

من أهم آثار محمد سافادا ترجمة القرآن الكريم إلى اللغة اليابانية وكذلك نشر حديث الثقلين وأحاديث أهل البيت (عليهم السلام) باللغة اليابانية. قامت سافادا بترجمة القرآن إلى اللغة اليابانية ثلاث مرات، وترجمت المرتان الثانية والثالثة بطريقة جديدة وهناك اختلافات مع الترجمة الأولى. نُشرت ترجمته الأولى في عام 1988من قبل دار نشر تاني زوا شوبو في اليابان بدعم مالي من بعض المسلمين اليابانيين.

التواصل مع المجمع العالمي لأهل البيت (ع)

انضم سافادا إلى المجمع العالمي لأهل البيت (ع) منذ عام 1980م، وكان عضوًا في جمعيتها العامة. سافر إلى إيران ثماني مرات، وشارك عدة مرات في مؤتمرات هذا المجمع في طهران وقم. في إحدى هذه الاجتماعات، تحدث عن إنشاء مركز أهل البيت (ع) في اليابان مع مسؤولي الجمعية، وبدعم منهم، أسس جمعية أهل البيت (ع) في طوكيو عام 1990م برئاسة نجله إبراهيم تاتسو إيتشي، وسافادا هو المسؤول.

التألیفات

كتب سافادا مؤلفات عن التعاليم الإسلامية، منها: "خمسة جبال في نيكو علامة خمسة آل عبا علیهم السلام، وهي عبارة عن خمسة جبال تقع في مدينة نيكو وكان شائعًا منذ العصور القديمة أن هؤلاء الخمسة الجبال هم علامة اهل بیت الخمسة (ع)؛ "نارا؛ يعبر عن عظمة نبي الإسلام (عليه السلام) " و"ایناري مظهر تألق الاسلام".

وفاته

لبّى محمد سافادا دعوة الحق في 11 يناير 2012م، ودفن في مقبرة المسلمین في محافظة ياماناشي باليابان.

بعد وفاة محمد ساوادا المفكر الشيعي الياباني وعضو المجمع العالمي لأهل البيت (عليهم السلام)، بعث حجة الإسلام والمسلمين محمد حسن أختري أمين عام المجمع العالمي لأهل البيت (ع) آنذاك، رسالة تعزية بهذه المناسبة،. حيث ورد في جزء من رسالة الأمين العام:

"كان المرحوم الحاج محمد قائم صفا فوميو ساوادا من عباد الله الصالحين وعالمًا مؤدبًا ونقيًا يتمتع بفضائل أخلاقية وصلاح وسداد علمي، حيث قضى سنوات حياته المباركة في نشر تعاليم أهل البيت (عليهم السلام) في بلد يابان ذي الثقافة والحضارة.....

كما أنّ الأعمال النفيسة التي تركها، وخاصة ترجمة القرآن الكريم إلى اللغة اليابانية، والعديد من التلاميذ الذين أشرف على تربيتهم، ستكون وبدون أي شك سبباً إلى تخليد اسمه في تاريخ رجال الإسلام والشيعة".

 

تكريمه

في عام 2016م، أقامت جامعة مصطفى (ص) العالمية في (أنزان) ــ مقبرة للمسلمين ــ بمحافظة ياماناشي باليابان، مجلسا تكريما للمقام العلمي للمرحوم محمد قائم صفا فوميو ساوادا مترجم القرآن إلى اليابانية، حيث حضر في هذا المجلس فرهاد باليزدار، رئيس المستشارية الثقافية الإيرانية في طوكيو، ومجموعة من المسلمين ومحبي أهل البيت (عليهم السلام) في يابان وإيران وباكستان وأفغانستان، كما تم نصب الحجر على قبر الفقيد.

Tags

• الجمعية العامة للمجمع العالمي لأهل البيت (ع)