الحاج غلام عباس ساجان

الوجوه الخالدة

Sunday, 28 August 2022

الحاج غلام عباس ساجان (1939-2014م)، من الخيرين الشيعة البارزين في دولة كندا الذين خدموا أتباع مدرسة أهل البيت (ع) لسنوات عديدة من حياته المباركة في تلك البلاد، ولم يكن نطاق نشاطه مختصراً على كندا، بل شمل خارج حدودها أيضاً، وكان له دور مهم في تحسين أوضاع الشيعة في مدينة تورونتو، وأنشأ مراكز ومؤسسات مختلفة مثل الجمعية الإسلامية الشيعية في كندا، والتي نال بسببها العديد من الجوائز والتكريمات. 

سيرته الذاتية

ولد غلام عباس ساجان في 25 سبتمبر عام 1939م، في كامبالا عاصمة أوغندا، وغادر أوغندا متوجها إلى بريطانيا في عام 1972م، ومن ثم سافر بعد عامين إلى كندا، وحصل على شهادة في المحاسبة من المعهد الكندي للمحاسبين في كندا.

كانت تعيش ما يقارب من 250 عائلة شيعية في مدينة تورونتو (GTA) في عام 1975م، وكان هذا العدد في تزايد، ومع تزايد السكان الشيعة، كانت هناك حاجة لمكان تجمع دائم للشيعة؛ ولهذا السبب، أنشأ ساجان اتحاد تجمعات المسلمين الشيعة في أمريكا الشمالية، باسم (NASIMCO) في عام 1979م، بعد تكوين رؤية واضحة وجمع الأموال.

كان الراحل غلام ساجان رئيس هذا المركز، وفي أربع دورات كان رئيسًا للجماعة الشيعية الاثني عشرية في تورونتو (ISIJ) المعروفة باسم "المركز الإسلامي الجعفري". تحققت معظم إنجازات المركز ونجاحاته خلال فترة رئاسته، ويقدم اليوم هذا المركز الخدمات إلى أكثر من 1600 عائلة شيعية في تورونتو.

ومن فعالياته أنه أسس المجلس الإسلامي الشيعي في كندا عام 1993م؛ مما ساعد على توحيد المجتمعات الشيعية في جميع أنحاء البلاد، وأطلق العديد من حملات جمع التبرعات، وشجع على التواصل والعلاقات بين مختلف المجتمعات.

شارك وبشكل فعال في الأنشطة التي تنظم بين الأديان، بما في ذلك العمل كرئيس مشارك في (MOSAIC)، وذلك لأكثر من 30 عامًا، قد مثّل وعزز الحوار بين مختلف الديانات، بما في ذلك المسلمين، واليهود، والمسيحيين، والبوذيين، والهندوس، والسيخ، والزرادشتية، وكانت إحدى إبداعات الرئيسة لمجموعة التواصل بين الأديان (MOSAIC) القيام بتصميم وتنفيذ برامج لمساعدة المشردين في منطقة (يورك)، وتوفير المأوى والغذاء لهم.

وقدم الراحل غلام ساجان فرصا لشرطة منطقة يورك للحضور في المسجد والتعرف على الإسلام، وكان هذا البرنامج ناجحًا حتى أنه انتشر في العديد من الأماكن الدينية والثقافية الأخرى في منطقة يورك.

وشارك ساجان في عام 1991م، وبشكل فعال في الحصول على ترخيص لمشروع السكن الميسر في مدينة "ريتشموند هيل"، لشركة الإسلام الجعفري للإسكان (قرية كرسنت)، مع 170 وحدة سكنية للإيجار.

وقد بدأ المرحوم غلام بمشروع دعم للعوائل المتعففة تحت عنوان "طفل الزينبية"، وذلك بهدف القضاء على الفقر من خلال التعليم، خلال 35 عامًا، وكان نتيجة هذا المشروع أنه استفاد آلاف الطلاب من هذا البرنامج، ويدعم المشروع حاليًا أكثر من 14000 طالب، والغالبية العظمى من هؤلاء الطلاب هم من في الهند، ولكن بعضهم يدرسون أيضًا في أفغانستان، وبنغلاديش، والعراق، وكينيا، وباكستان، وسريلانكا، وتنزانيا، وتايلاند، وأوغندا.

وبدأ الراحل ساجان بتشكيل منظمة إسلامية تسمى "مجلس تورونتو الإسلامي الاستشاري (الشورى)"، وكان أعضاؤها عبارة عن 52 منظمة إسلامية (شيعية وسنية)، وكان هدف الشورى تعزيز الوحدة والحد من الطائفية، واتخاذ موقف إسلامي مشترك من القضايا التي تؤثر على المسلمين الكنديين، خاصة في منطقة تورونتو.

ومنذ عام 2001م، كان الراحل غلام ساجان مديرًا لجمعية أونتاريو الإسلامية التقدمية (APMO)، وهي تهدف إلى تطوير العلاقات مع مختلف الدوائر الحكومية، كأعضاء البرلمانات الفيدرالية والمحلية، وممثلي البلديات، ووسائل الإعلام وغيرها، كما شجع غلام ساجان الجالية المسلمة على التصويت في الانتخابات البلدية والفيدرالية والمحلية. في عام 2005م، عيّن الفقيد غلام ساجان عضوا بارزا في لجنة حقوق الإنسان في أونتاريو.

وكان الراحل غلام ساجان يعتقد بتقديم المساعدة إلى المجتمع بأي طريقة ممكنة، ويؤكد على هذا الأمر، وعليه أنشأ عام 1964م مركزا للتبرع بالدم في كامبالا عاصمة أوغندا، حيث كان يشجع الناس على التبرع بالدم مرة واحدة على الأقل سنويًا في عاشوراء من الأيام المقدسة عند المسلمين.

كان المرحوم غلام من الخيرين المتحمسين. وفي حادثة تسونامي بادر إلى بيع الأزهار والورود متجولا على البيوت بيتا بيتا ليبعث بمدخولها إلى المتضررين بهذا الحادث الأليم، وشارك في المسيرات التي تنظم من أجل إغاثة الناس الذين تعرضوا للكوارث الطبيعية.

تفقد الراحل ساجان في عام 2009م، مدرسة وروضة أطفال في تنزانيا، حيث أنشأ هناك نظام التقارير المالية لضمان الإجابة والشفافية للمراجعات، كما تعهد بجمع 60 ألف دولار سنويًا للمساعدة في دفع الرسوم الدراسية للطلاب التنزانيين.

وفي أعقاب الزلزال الذي ضرب الهند، أطلق الراحل غلام حملة لجمع التبرعات، تهدف إلى جمع 500 ألف دولار من أمريكا الشمالية للتنمية وإعادة الإعمار، فتم جمع أكثر من هذا المبلغ.

شغل الراحل غلام ساجان منصب كبير المحاسبين الإداريين في أمانة مجلس محافظي أونتاريو من عام 1975 إلى 1999م، وعمل لدى شركة KPMG)) في أوغندا وبريطانيا، وعلى الرغم من نجاحه المهني الملحوظ، كان أحبّ وأعظم عمل له هو خدمة الإسلام.

الجوائز والتكريمات

حصل غلام ساجان على جوائز من مؤسسات مختلفة تقديراً لخدماته العديدة على مر السنين، ومنها:

* جمعية ربع قرن (the Quarter Century Club)

* الرابطة الأمريكية الإسلامية العالمية (UMAA)

* المجمع الإسلامي الشيعي في كندا (مجمع أهل البيت الإسلامي في كندا سابقاً)

* جائزة التطوع الدولي من حكومة كندا، بمناسبة إعلان منظمة الأمم المتحدة

* ميداليات في الذكرى السنوية للملكة اليزابيث الثانية

* كانت جائزة الحوار بين الأديان (Mosaic) أول جائزة للمنظمة (Mosaic) عندما تنحى عن منصبه في الرئاسة المشتركة

وفاته

توفي غلام عباس ساجان في 11 سبتمبر سنة 2014م، في مدينة تورونتو بكندا.

Tags

• الجمعية العامة للمجمع العالمي لأهل البيت (ع)