الحاج حسن حبيب السلمان

Thursday, 25 August 2022

الحاج حسن حبيب السلمان (۱۹۴۵-۲۰۱۴م) من الخيرين في العالم الإسلامي في الآونة الأخيرة. أفنى عمره المباركة في الأعمال الخيرية وعام المنفعة وتسكين آلام الناس خاصة أتباع مدرسة أهل البيت (ع) في مختلف أرجاء العالم، وعلى هذا الصعيد قدم وترك خدمات عمرانية خالدة في مختلف المجالات كبناء المدارس، والمساجد، والمستشفيات، والمكتبات، ودار الأيتام، ودار القرآن، وآبار الماء والبرادات، كما اهتم برفع معاناة المتضررين من الكوارث.

لم تقتصر خدمات هذا الرجل الشيعي الخيّر على بلده الكويت، بل شملت العديد من الدول الآسيوية والأفريقية من جزر القمر إلى إندونيسيا وماليزيا.

الحاج حسن حبيب السلمان

ولد الحاج حسن حبيب السلمان عضو المجمع العالمي لأهل البيت (ع) (والذي يكنى بـ"أبو علي") عام 1945م، وقد تربى في أحياء الكويت القديمة حتى انتقل عائلته إلى المناطق الحديثة. فمشوار حياته يكشف عن محطات حب الخير ومساعدة المحتاجين والفقراء ودوره الإنساني لم يتوقف يوماً عن نجدة الملهوفين في كل مكان.

كان الحاج حسن منذ صغر سنه مهتماً بالتعامل الحسن مع جميع من يخالطهم، سواء كانوا من أسرته أو أصدقائه أو حتى الناس الذين لا يعرفهم ولا يعرفونه بالأسواق وغيرها من الأماكن، وكان يبحث دائما عن العلم والمعارف الإسلامية على وجه التحديد.

وفي سبعينيات القرن الماضي كان الحاج حسن من روّاد جامع النقي في منطقة الدسمة، حيث كان معروفاً بالالتزام الديني والخلق الرفيعة ومواظبته على الصلوات في المسجد وحضوره مختلف الدروس الدينية والتي كانت لها الأثر البالغ في صقل شخصيته، حيث جعلته من أهل التقوى والورع والعبادة، وأصبح محط أنظار الجميع. فاتخذه الشباب قدوة حسنة لهم وتعلقوا به، ولجأوا إليه في مشكلاتهم، فقد عرف عنه أنه صاحب قلب كبير وحنون لا يرد سائلاً، ولا يبخل على أحد بالنصيحة والتوجيه والإرشاد، فكان بحق مربياً فاضلاً وأخاً ناصحاً ومنارة للهُدى والعلم.

وعرف عن الحاج أبوعلي خدمته لأماكن الذكر والعبادة وخدمة روادها، فتجده حاضراً في موسم الحج ومتواجداً في المساجد لإحياء ليالي القدر ومقيما للشعائر الحسينية في شهر محرم الحرام حتى آخر أيام حياته.

ورغم المشاكل الصحية التي ألمت به إلا أنه لم يتوقف يوماً من الأيام عن الذهاب إلى المسجد لأداء الصلاة أو قراءة القرآن الكريم، ولم يتوقف عن السفر للحج أو العمرة أو زيارة المراقد والمشاهد المقدسة لأهل البيت عليهم السلام.

جمعية الثقافة الاجتماعية

كان من أوائل المنتسبين لجمعية الثقافة الاجتماعية وكان عضواً لمجلس إدارتها لعدد من السنين، وبطبيعة الحال كانت له إسهامات متعددة في سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي حينما كانت الجمعية تعد من أبرز الجمعيات ذات النفع العام على مستوى دولة الكويت، فقد كان عنصراً فعالاً في مجلس إدارة الجمعية ومختلف لجانها وتشجيع الشباب على التضحية والعطاء وابتكار الأنشطة المختلفة، حيث كان داعماً قوياً وأساسياً لشباب الجمعية في أنشطتهم وفعالياتهم والوقوف معهم حتى تحقيق مشاريعهم بنجاح واتقان.

وحتى آخر أيام حياته كان الحاج حسن يتحدث عن فضل جمعية الثقافة الاجتماعية عليه وعلى شخصيته وأهمية معرفة دورها وفضلها على المجتمع، وعرفاناً منه اتجاهها كان يحضر جميع أنشطتها وجمعياتها العمومية، ولم يكن يتغيب عنها إلا حينما يكون خارج الكويت.

 أسرته

يعتبر الفقيد رمزاً من رموز عائلة السلمان والعوائل المرتبطة بها مثل أسيري وكمال وصفر وششتر، حيث كان محترماً بين الجميع، ولم يقطع أرحامه أبداً فهو كان دائم الزيارة لهم في المناسبات كالأعياد أو الأفراح أو الأحزان أو حتى في الأيام العادية، فالجميع يشعر بقربه منهم، ورغم ما لديه من مشاغل يومية إلا أنه كان يزور أخته الوحيدة يومياً للإطمئنان والسؤال عنها ولو لدقائق معدودة.

مساعداته

عرف عن الحاج حسن شغفه بعمل الخير ومساعدة المحتاجين، فهو كان يبحث عن الثواب أينما كان، حيث كان يقصده التاجر ويقصده الفقير، فهو كان بمثابة حلقة الوصل بينهما، فمن يرغب بعمل الخيرات كان يتوجه إليه؛ ليرشده ويدله على الطريق الصحيح، والفقير أيضا كان يقصد المرحوم أبا علي ليعرض عليه حاجته فكان يلبيها له.

وكان يتألم حينما يسمع معاناة الفقراء، ولم يكن يكتفي بالتألم فقط أو ينتظرهم ليأتوا إليه، بل كان هو يذهب، ويبحث عنهم، ويتفقدهم، ويسألهم عن عوائزهم، ويوفرها لهم.

المجتمع

لم يكن المرحوم حسن حبيب من رواد الديوانيات اليومية، ولكن جميع رواد الديوانيات يعرفونه حق المعرفة ويشعرون بقربه منهم وتواصله معهم، فهو لم يكن يترك مريضاُ في مستشفى إلا وزاره، ولا أحد يتوفى إلا وذهب وعزى أهله وذويه، دائم الحضور في الأعراس والأفراح، تجده يومياُ يصلي في المساجد، يواظب على حضور الحسينيات ومجالس العزاء، فلا أحد يشعر بغيابه فترة طويلة فهو دائما حاضر على البال والخاطر، وإن رآك فهو يكون المبادر بالسلام والسؤال عنك وعن أسرتك، وعلى مدى خمسين عاماً لايتذكر رفقاءه بأنه يوماً أساء لأحد.

أنشطته الخيرية

أفنى عمره في خدمة الناس والسعي في رفع معاناتهم، حيث أفنى عمره في السعي في رعاية الأيتام الذي بلغ عددهم ما يقارب 30 ألف يتيم، وقام بنشر علوم أهل البيت عليهم السلام بلغات مختلفة، وقد تجاوز عدد العناوين التي تمت طباعتها 120 كتاباً، واهتم ببناء المساجد حيث بلغ عددها 460 مسجداً، واهتم بالجانب الصحي، فسعى إلى بناء المستشفيات والمستوصفات حيث تم بناء ما يقارب 30 مستشفى ومستوصفاً، وتوفير العلاج والأدوية للمرضى المحتاجين، وسعى في بناء المدارس والحوزات العلمية ومساكن لطلبة العلوم الدينية والتي بلغت 240 مدرسة وحوزة وسكناً للطلبة، وسعى في بناء آبار الماء والبرادات حيث بلغ عددها أكثر من 800 بئر وبرادة، وسعى في توفير فرص عمل للمحتاجين، واهتم بطباعة القرآن الكريم وحفاظ القرآن، وكان له اهتمام برعاية طلاب العلم ومعلمي القرآن، حيث بلغ عددهم ما يقارب 1200 طالب ومعلم، واهتم برفع معاناة المتضررين من الكوارث والحروب، وسعى في بناء وترميم ما يقارب 35 منزلا للأيتام، وغيرها الكثير.

إسهاماته في مجلس البلدية

كان عضوا لمجلس البلدية في عام 1980م، حيث ساهم بآرائه ومقترحاته ومداخلاته في جلسات المجلس ولجانه في تطوير الكثير من الأمور الخدمية في مختلف مناطق الكويت، وكان له الدور البارز في توضيح قرارات المجلس للناس وعلى وجه الخصوص قرارات ولوائح التثمين، فالناس لم يكونوا على اطلاع ودراية كافية بمثل هذه القرارات التي هي من صالحهم؛ فكان هو يتصدى لتلك المسؤولية، ويطرق الأبواب على المستفيدين، ويعلمهم الطريقة السليمة والإجراءات القانونية الصحيحة.

وفاته

توفي الحاج حسن حبيب السلمان يوم السبت 20 سبتمبر 2014 الموافق 24 ذو القعدة 1435هـ.

وقد تمت مراسم التشيع والدفن يوم الاحد في المقبرة الجعفرية في منطقة الصليبخات في الكويت، حيث مثواه الأخير، وأصدرت بيانات تعزية برحيله من قبل المجمع العالمي لأهل البيت (ع)، ومكتب قائد الثورة الإسلامية، وآية الله محمد مهدي الآصفي، ومؤسسة الأبرار الإسلامية، والشيخ محمد حسن أختري.

Ahl Al-Bayt World Assembly

The Ahl al-Bayt World Assembly  is an international non-governmental organization (INGO) that was established by a group of Shiite elites under the supervision of the great Islamic authority of the Shiites in 1990 to identify, organize, educate and support the followers of Ahl al-Bayt.

  • Tehran Iran
  • 88950827 (0098-21)
  • 88950882 (0098-21)

Contact Us

Issue
Email
The letter
5+1=? Captcha