البروفيسور عبد الجواد فلاطوري

سيرته العلمية

 حصل فلاطوري على دبلوم فني من مدرسة ثانوية ألمانية إيرانية عام 1943م. بدأت دراساته في الحوزة العلمية عام 1941م، فدرس العلوم الإسلامية بما في ذلك اللغة العربية وآدابها والشريعة الإسلامية والتاريخ الإسلامي والمنطق والفلسفة في أصفهان وطهران ومشهد. بالإضافة إلى الدراسة، قام منذ عام 1943 بتدريس علوم الحوزة، ثم في عام 1951م حصل على إذن لتدريس الفلسفة من الميرزا ​​مهدي الآشتياني.

وبعد الدراسة في الحوزة العلمية في أصفهان ومشهد وطهران وحصوله على درجة البكالوريوس في الفلسفة من جامعة طهران، ذهب إلى ألمانيا وحصل على الدرجة الأستاذية من جامعة كولونيا. ثم أسس المكتبة الشيعية في جامعة كولونيا بألمانيا والأكاديمية الألمانية للعلوم الإسلامية، كما سعى فلاطوري إلى تغيير النظرة الأوروبية المعاصرة للإسلام من خلال تعديل المحتوى الإسلامي المنهاد الدراسية الألمانية والعديد من البلدان الأوروبية الأخرى، وكان يعتقد أنه يجب فصل الدين عن الفلسفة، وكان أيضًا ناقدًا لفلسفة ملا صدرا.

ومن 1951 إلى 1954م درس في كلية الفلسفة واللاهوت بجامعة طهران، وفي عام 1954 نال شهادة البكالوريوس مع ترجمة كتاب قصائد الملا صدرا، وكانت هذه الأطروحة أفضل عمل العام، حيث حصلت على درجة علمية ممتازة، ثم ذهب إلى ألمانيا في أكتوبر 1954م، وتابع دراسته في كلية الفلسفة في جامعتان كولونيا وبون.

منذ بداية الفصل الدراسي الشتوي 1960-1961م عمل أستاذاً مساعداً في جامعة هامبورغ، حيث قام بتدريس اللغة الفارسية وآدابها والفلسفة الإسلامية.

وفي عام 1962م حصل فلاطوري على درجة الدكتوراه في الفلسفة من خلال أطروحة بعنوان "تفسير أخلاقيات كانت في ضوء الاحترام" مع مقدمة لقاموس كانت العام.

وفي عام 1973م في كلية الفلسفة، جامعة كولونيا قسم الدراسات الإسلامية"، أجرى أبحاثًا حول التغيير في تدفق الفلسفة اليونانية من خلال الفكر الإسلامي، ومنح لقب أستاذ عام 1974م

أنشطته الدينية والثقافية

• إنشاء مكتبة شيعية في جامعة كولونيا. في عام 1968 وبدعم من الأستاذين الدكتور إروين جراف والدكتور فولفغانغ فاغنر أسس فلاطوري مكتبة لأبحاث الشيعة في جامعة كولونيا، وتعد من المكتبات المثالية في أوروبا وشهيرة دوليًا. ولأجل إنشاء هذه المكتبة جمع حوالي 4000 مجلد كتاب من مدن مشهد وأصفهان وطهران، وذلك خلال رحلة بحثية إلى إيران، ونقلها إلى ألمانيا.
• في المؤتمر التاسع عشر للمستشرقين الألمان في فرايبورغ، قدم برنامجًا للبحوث الشيعية على أساس دراسة الفكر الشرقي، كما وافق عليه العلماء الغربيون. بعد الخطاب، طلبت منه جامعة توبينغن إعداد واستكمال أطلس ديني، وطلبت جامعة بون منه تقدسم خطة للأقليات الإسلامية.
• أكاديمية الدراسات الإسلامية؛ أسس فلاطوري "أكاديمية الدراسات الإسلامية" في ألمانيا عام 1978م، حيث دعا في هذه الأكاديمية المسيحيين واليهود وغيرهم من قادة العالم والمفكرين لإلقاء الكمات والمحاضرات، وفي أبريل 1979م نُشرت الطبعة الأولى من كتاب الإسلام في حوار والتي تضمنت مجموعة من مقالاته والتي أعيد طبعها في ديسمبر من ذلك العام، ووصلت طبعاته اللاحقة إلى خمسة. كان هدفه إجراء حوار ثنائي على مستوى الدين والإنسانيات بين الغرب المسيحي والشرق الإسلامي لإزالة الأفكار المسبقة وسوء الفهم الموجودة في كل من البيئات الثقافية وتمهيد الطريق للتفاهم المتبادل.
• تعديل المحتوى الإسلامي للمنهاج الدراسية في أروبا؛ من الأعمال التي بادر إلى فلاطوري في أكاديمية العلوم الإسلامية تنفيذ "مشروع تصحيح المنهاج الدراسية" في أوروبا. تم ذلك أولاً في ألمانيا الغربية في ذلك الوقت، ثم في دول أوروبية أخرى، وذلك مع ما واجه من خلافات. بعد هذه المرحلة تابع المشروع في بلدان أوروبية أخرى ونظم عدة تجمعات في كولونيا لهذا الغرض. من خلال تنفيذ هذا البرنامج، تمكن فلاطوري من مراجعة كتب 17 دولة أوروبية بحلول عام 1994م.
• كلية الدراسات الإسلامية؛ برنامج آخر شارك فيه فلاطوري منذ عام 1991م وهو إنشاء كلية الدراسات الإسلامية في أوروبا. وكانت هذه الكلية مركزا مسؤولا عن التعليم الصحيح والأكاديمي للإسلام وللمسلمين في أوروبا ومناطق أخرى من العالم، وقد تفاوض مع شخصيات ومسؤولين في القانون، وتحدث معهم لفترة من الوقت للحصول على الدعم الروحي والمشاركة المادية ولكن دون جدوى. طبعا كان قد تلقى عروضا من بعض الدول الإسلامية، لكنه رفض لسبب ما قبولها. وأخيرًا، قرر إنشاء هذه الكلية في هامبورغ بتعاون كامل من الأزهر وتم كتابة الأنظمة واللوائح اللازمة واعتمادها؛ لكن مع وفاة الشيخ محمد الغزالي، ظل هذا التعاون غير مكتمل، ثم نقل فلاطوري الأكاديمية من كولونيا إلى هامبورغ وقام باستعدادات أخرى لإنشاء الكلية التي أنهت حياتها.

مؤلفاته

تصل تأليفات فلاطوري من كتب ومقالات ومحادثات إلى أكثر من 150 مؤلفات، منها:

• الإسلام في المناهج الدراسية لجمهورية ألمانيا الاتحادية، ۷ مجلدات، (۱۹۸۶-۱۹۸۸م) المواضيع الفرعية: تحليل الكتب التاريخية عن الإسلام، تحليل الكتب الدينية والبروتستانتية عن الإسلام، تحليل الكتب الجغرافية عن الإسلام، تحليل الكتب الكاثوليكية عن الإسلام، تحليل السياسة التعليمية ومناهج المقاطعات الألمانية في مجال الإسلام، القائمة والمصادر والخطوط العريضة والملاحق. (كتب هذا الكتاب باللغة الألمانية تحت إشراف البروفيسور فلاطوري).
• الإسلام: البيئة الثقافية - التاريخ - الدين (۱۹۹۰م)
• مكانة المرأة في الاسلام (مقالة)
• الله والإنسان من وجهة نظر الإسلام (۱۹۸۳م مقالة)
• الإسلام والفتكير العلماني (۱۹۹۵م مقالة)

وفاته

توفي في ألمانيا عن عمر يناهز 71 عامًا في 30 ديسمبر 1996م، ودفن في 21 من الشهر نفسه في أصفهان، بجوار مقبرة الحاج آقا رحيم أرباب (تكية الفاضل الهندي).

تكريمه

تكريماً لجهوده في مجال الخدمات العلمية والثقافية للبروفيسور فلاطوري، قدمت جمعية الثقافة والتكريم، وخلال حفل إحياء ذكراه يوم 22 يوليو 2007م كأحد المفاخر الإيرانية، وسلمت إلى أسرته درعا تقديريا.

كما صدر كتاب بعنوان "السيرة والخدمات العلمية والثقافية للدكتور عبد الجواد فلاطوري" من قبل الجمعية المذكورة في العدد 83 من مجموعة السيرة الذاتية لهذه الجمعية في يوليو 2007م، وتم نشره في طهران.