آية ‌الله سيد محمود الهاشمي الشاهرودي

Sunday, 28 August 2022

آية ‌الله السيد محمود الهاشمي الشاهرودي (1948 ـ 2018م) فقيه وسياسي شيعي بارز، ومن التلاميذ البارزين لآية ‌الله الشهيد السيد محمد باقر الصدر، والإمام الخميني (ره)، وآية ‌الله السيد أبو القاسم الخوئي. انطلاقاً من سيره على النهج الفکري والسيرة العملية لأستاذه الشهيد الصدر، نهض لمجابهة نظام صدّام في العراق. بعد انتصار الثورة الإسلامية في ايران، وبسبب ضغوط نظام صدام، توجّه الى ايران استجابة لتوصية من الشهيد الصدر. وفي ذلك الوقت بادر الى تأسيس المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق.
تقلّد المرحوم مسؤوليات بارزة مثل عضوية الهيئة العليا للمجمع العالمي لأهل البيت (ع)، ورئاسة السلطة القضائية، ورئاسة مجلس خبراء القيادة، ورئاسة مجمع تشخيص مصلحة النظام، وعضو هيئة فقهاء مجلس صيانة الدستور، ورئاسة الهيئة العليا لحل الإختلاف وتنظيم العلاقة بين السلطات الثلاثة في الجمهورية الإسلامية في ايران.
في الوقت الذي كان فيه آية ‌الله الشاهرودي يهتم بالنشاط السياسي، كان منهمكاً أيضاً في التدريس والبحث في الفقه والاصول وترك وراءه تراثاً خالداً، يمكن أن نذكر منه على سبيل المثال كتاب: «بحوث‌ في علم‌ الاصول ‌(تقريرات‌ دروس الاصول‌ لالسيد محمد باقر الصدر)».

آية ‌الله سيد محمود الهاشمي الشاهرودي

حياته

وُلد آية ‌الله سيد محمود الهاشمي الشاهرودي في عام 1948م في النجف الأشرف. والده آية ‌الله سيد علي الهاشمي الشاهرودي، من التلاميذ البارزين لآية ‌الله سيد أبو القاسم الخوئي، ووالدته بنت آية ‌الله سيد علي المددي الموسوي القائيني من علماء خراسان. تزوج حفيدة آية ‌الله سيد محمود الحسيني الشاهرودي (المتوفى 1974م).

دراسته في النجف

بدأ آية ‌الله الشاهرودي دراسته الابتدائية والثانوية في مدرسة‌ علوي في النجف‌. وفي الوقت نفسه كان يدرس العلوم الدينية على يد الشيخ هادي السيستاني. في عام ۱۳۸۱هـ. دخل الحوزة العلمية في النجف الأشرف، عندما كان في الرابعة عشرة من عمره. وبعد انهاء مرحلتي المقدمات والسطح (الدراسة التمهيدية والمتوسطة حسب اصطلاحات الدراسة في الحوزة)، أخذ يحضر دروس البحث الخارج في الفقه والاصول لآية ‌الله سيد محمد باقر الصدر. درس الشاهرودي سنوات طويلة عند الشهيد الصدر وتعلم عنده مباني الاجتهاد، الى حدّ أن الشهيد الصدر يُعتبر أهمّ استاذته. في عام في عام ۱۳۹۹هـ حصل على اجازة الاجتهاد منه. الشهيد الصدر جعله في اجازة اجتهاده وكيله في الامور الحسبية أيضاً.

شارك أيضاً في دروس مراجع تقليد آخرين مثل الإمام الخميني (ره)، وآية ‌الله سيد أبو القاسم الخوئي.

نشاطه السياسي في العراق

آية ‌الله الهاشمي الشاهرودي في سنوات‌ دراسته في النجف، دخل في غِمار العمل السياسي مقتفياً بذلك خُطا استاذه الشهيد الصدر. خلال حملات الاعتقال التي كان يشنّها جلاوزة نظام صدام‌ على علماء الشيعة، أعتُقل في عام 1974م، وتعرض للتعذيب والتنكيل. وفي أعقاب انتصار الثورة الإسلامية في ايران، نظّم السيد محمود الشاهرودي تظاهرات في مُدن عراقية مختلفة وخاصة في النجف احتفاءً بذكراها السنوية. ولذلك أصبح مُطارداً من قبل نظام البعث؛ فاضطر الى مغادرة العراق بتوصية من استاذه آية ‌الله الصدر، وسافر الى ايران عن طريق الکويت، لكن نظام البعث في العراق اعتقل اخوته الثلاثة وأعدمهم.

نشاطه العلمي والسياسي في ايران

بعد وصول آية ‌الله الهاشمي الشاهرودي الى ايران، في شهر نيسان من عام 1979م. بدأ بالتدريس في الحوزة العلمية في قم بتوجيه من الإمام الخميني (ره). وبقيت دروسه لمرحلة البحث الخارج في الفقه واصول الفقه، مستمرّة في مدينة قم منذ ذلك الوقت حتى نهاية حياته، حيث تربّى على يده طيلة هذه السنوات الكثير من طلبة العلوم الدينية.

المشاركة في تأسيس المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق

في أعقاب مجيء آية ‌الله الشاهرودي الى ايران، عملَ باقتراح من آية ‌الله الخامنئي الذي كان يتولى آنذاك مسؤولية‌ الحركات الإسلامية، عملَ هو ومجموعة من علماء الدين والناشطين السياسيين العراقيين، وخاصة آية ‌الله سيد محمد باقر الحکيم، على تأسيس المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق، لتوحيد صفوف الفصائل العراقية ومحاربة نظام صدام، وتولى هو رئاسة ذلك المجلس.

 

العضوية في هيئة افتاء آية ‌الله الخامنئي

كان على مدى سنوات عضواً في هيئة افتاء آية ‌الله الخامنئي. وبالاضافة الى ذلك تولى رئاسة‌ مؤتمرين هما: «تأثير الزمان‌ والمکان‌ في فكر الإمام الخميني‌» والمؤتمر الأول لـ «دائرة معارف الفقه الإسلامي». كما بادر أيضاً الى تأسيس مؤسسة‌ دائرة معارف‌ الفقه الإسلامي على مذهب أهل البيت (ع) بحکم آية ‌الله الخامنئي، قائد الجمهورية الإسلامية، وذلك في عام 1990م. واضطلع بمهمة رئاسته. وهذه المؤسسة عبارة عن مرکز للتعليم والبحث في مجال الفقه، واصول الفقه، والکلام في مدينة قم، وهدفها وضع دائرة معارف للفقه الإسلامي، واصدار الکتب المتعلقة بالشيعة.

 

تأسيس جامعة العدالة

كان آية ‌الله الشاهرودي هو مؤسس جامعة العدالة (الخيرية؛ غير الربحية)، وكان هو أيضاً رئيس هيئة أمنائها. حصلت المصادقة على تأسيس هذه الجامعة في عام 2002م. بهدف احياء الثقافة والحضارة الإسلامية، وجاءت هذه المصادقة من المجلس الأعلى للثورة الثقافية في ايران، وفي عام 2015م. عُيّن أوّل رئيس لها من قبل آية ‌الله الشاهرودي.

 

تراث خالد

لآية ‌الله الشاهرودي کتباً ومقالات متعددة. فمن كُتُب هذا الفقيه الشيعي يمكن أن نذكر ما يلي: بحوث‌ في علم‌ الاصول‌ (تقريرات‌ دروس الاصول‌ لمحمد باقر الصدر) في سبعة أجزاء، وکتاب‌ الخمس، وقراءات فقهية معاصرة، وقاعدة الفراغ‌ والتجاوز، والتفسير الموضوعي لنهج‌ البلاغة، والفقه‌ الزراعي، ومعطيات آية المودة، وکتاب‌ الاجارة، وکتاب الزکاة، وکتاب المضاربة، والصوم، ومناسک الحج، وأضواء وآراء، ورسالة توضيح ‌المسائل، والصراط (أجوبة الاستفتاءات)، ونشر مقالات في مجلة فقه‌ أهل البيت (ع) الفصلية.

كما نُشرت مجموعة كلماته ومحاضراته خلال مدّة رئاسته للسلطة القضائية، تحت عنوان صحيفة العدالة.

 

مسؤولياته

تولى آية ‌الله الهاشمي الشاهرودي، مسؤوليات ي مختلفة في نظام الجمهورية الإسلامية في ايران، أهمها عبارة عن:

  • رئاسة السلطة القضائية لمدة عشر سنوات
  • رئاسة مجمع تشخيص مصلحة النظام
  • عضو في مجلس خبراء القيادة
  • عضو فقهاء مجلس صيانة الدستور
  • نائب ‌رئيس جماعة المدرسين في الحوزة العلمية في قم
  • عضو الهيئة العليا للمجمع العالمي لأهل البيت (ع)
  • عضو المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية
  • رئيس الهيئة العليا لحل الإختلاف وتنظيم العلاقة بين السلطات الثلاثة في الجمهورية الإسلامية في ايران
  • عضو الهيئة العليا للحوزات العلمية

 

 

خدماته في جهاز القضاء في ايران

في بداية تصدي آية ‌الله الشاهرودي لمسؤوليته في السلطة القضائية، طرح مسألة تطوير القضاء، وجعل ترشيد عمل القضاء لنيل رضا أبناء الشعب على رأس أولوياته وذلك من خلال استحداث مؤسسات شبه ‌قضائية مثل مجلس تسوية النزاعات، الاسراع بالنظر في الشكاوى، اختزال مدّة المحاكمات. وكان من أبرز اهتماماته أثناء توليه رئاسة جهاز القضاء، الغاء حالات التوقيف وخفض أعداد السجناء.

كان يرى آية ‌الله الشاهرودي أن الغاء السجون مبدأ ينطلق من الفقه الشيعي؛ وذلك لن الحبس فيه اساءة لمكانة الإنسان وكرامته، والعقوبة تضرّ أُسرة السجين أكثر مما تضر المجرم نفسه. وانطلاقاً من هذه الرؤية فقد أصدر الكثير من التعليمات لإلغاء عقوبة السجن واستبدالها بعقوبة اخرى. وكان من أعماله الاخرى أثناء عمله في القضاء، المقابلات المباشرة مع الناس أو عن طريق اللقاءات المصوّرة لسماع مشاكلهم القضائية والعمل على حلها.

 

وفاته

توفي آية ‌الله الشاهرودي في 24/12/2018م. في مستشفى خاتم‌ الانبياء في طهران بسبب اصابته بمرض. وفي يوم 26/ 12 صلى على جثمانه آية ‌الله الخامنئي، مرشد الجمهورية الإسلامية في ايران، في مصلى طهران الكبير. ثم نُقل جثمانه الى مدينة قم المقدسة، وشُيع فيها ثم دُفن في الصحن المجاور لضريح السيدة فاطمة المعصومة (س).

وقد أعلنت الحكومة الايرانية يوم 26/ 12 الحداد العام لوفاة هذا العالم الرباني، وعُطلت الحوزات العلمية في ذلك اليوم في كل أرجاء ايران. كما أصدر مرشد الثورة الاسلامية، ومراجع التقليد، والعلماء، والفعاليات السياسية في العالم الإسلامي، والكثير من كبار المسؤولين من المدنيين والعسكريين في الجمهورية الإسلامية في ايران برقيات مواساة بهذه المناسبة.

في ما يلي مقتطفات من برقية المواساة التي أصدرها آية ‌الله الخامنئي ولي أمر مسلمي العالم بمناسبة وفاة هذا العالم الجليل: «

«لقد كان سماحته أستاذاً عظيماً في حوزة قم العلميّة وعاملاً وفيّاً ضمن أهمّ مؤسسات نظام الجمهورية الإسلامية، وعضواً مؤثّراً في مجلس صيانة الدستور ورئيساً ناجحاً لمجمع تشخيص مصلحة النّظام وقد خلّف آثاراً وعطايا علميّة عديدة. لقد كان سماحته أيضاً شقيقاً لثلاثة شهداء، وهو من أصحاب وتلامذة ومرافقي الشهيد المعروف والجليل سماحة السيّد محمد باقر الصّدر».

 

Ahl Al-Bayt World Assembly

The Ahl al-Bayt World Assembly  is an international non-governmental organization (INGO) that was established by a group of Shiite elites under the supervision of the great Islamic authority of the Shiites in 1990 to identify, organize, educate and support the followers of Ahl al-Bayt.

  • Tehran Iran
  • 88950827 (0098-21)
  • 88950882 (0098-21)

Contact Us

Issue
Email
The letter
4+6=? Captcha