آية الله عباس واعظ الطبسي

Sunday, 28 August 2022

آية الله عباس واعظ الطبسي (1935ـ 2015م) كان عالماً شيعياً مجاهداً، كرّس عمره المبارك لخدمة زائري ومجاوري الضريح الملکوتي للإمام الرضا (ع). بقي يشغل منصب متولي الروضة الرضوية المقدسة لمدة تقارب ۳۷ سنة. وفي هذه المدة شهد الحرم الرضوي والتشکيلات التابعة للروضة المقدسة الكثير من التطوير والتنمية.
قبل انتصار الثورة الإسلامية في ايران مُنع هذا العالم الشيعي البارز من الخطابة لمدّة، وأُلقي في السجن بسبب كلماته ضد النظام البهلوي. وبعد انتصار الثورة الإسلامية تولى مناصب مختلفة مثل عضوية مجمع تشخيص مصلحة النظام، عضوية مجلس خبراء القيادة، وممثل الولي الفقيه في محافظة خراسان، وادارة الحوزة العلمية في مشهد.

آية الله عباس واعظ الطبسي

حياته

وُلد آية الله عباس واعظ الطبسي في عام 1935م. في مدينة مشهد المقدسة. والده الشيخ غلام رضا واعظ الطبسي (1895ـ 1936م.)، من وعاظ الدين المعروفين، حتى أن الإمام الخميني (ره) قال مخاطباً الشيخ عباس واعظ الطبسي: «انني اعتز بك من جانبين؛ مرة لذاتك ومرة للمرحوم والدك. فكثير من غير المسلمين تشرفوا باعتناق الإسلام بتأثير منطقه وکلامه المؤثر والجذاب، وكانت له مكانة خاصة في البلدان العربية».

 

دراسته

دخل آية الله الطبسي الحوزة العلمية في مشهد عندما كان في السادسة عشر من العمر، وأنهى دروس المقدمات الحوزوية هناك. كذلك درس العلوم الدينية في قم لمدة. من بعد عودته الى مشهد كان يقضي جل وقته في التدريس في الحوزة العلمية وكذلك يقوم بنشاطات سياسية ضد النظام البهلوي.

وكان من أساتذته: الشيخ محمد تقي اديب النيشابوري‌، الميرزا احمد مدرس اليزدي‌، الشيخ مجتبى القزويني، الشيخ هاشم القزويني‌، سيد محمد هادي الميلاني، الفقيه السبزواري‌، آية الله البروجردي.

 

نشاطاته السياسية قبل انتصار الثورة الإسلامية

تأثر آية الله عباس واعظ الطبسي منذ سن ۲۱ سنة بمنهج والده في طريق المواجهة السياسية ضد النظام البهلوي، وفي عام 1960م. حين كان عمره 25 سنة واجه التجربة الاولى مع منظمة السافاك التي كانت قد أُنشأت حديثاً يومذاك. كان أول رفيق له في هذا النشاط السياسي هو الشهيد سيد عبد الکريم هاشمي‌ نژاد، وانضم اليهما لاحقاً آية الله الخامنئي وآية الله محمد رضا محامي، وبذلك تشكلت الشخصيات الأربعة الأصلية للنشاطات السياسية لعلماء الدين في مشهد. كان واعظ الطبسي قد ولد بعد واقعة گوهرشاد بعدة أشهر، ألقى في الذكرى السنوية السادسة والعشرين لهذه الفاجعة، كلمة لاذعة حول عدل الحكام، في صالة محمدية في مدينة مشهد، وهو ما أدى الى منعه من الخطابة وارتقاء المنبر لمدة سبعة أشهر.

ومما نقله آية الله واعظ أنه بعدما تعرف على الإمام الخميني (ره)، ذكره للمرة الاولى في مسجد الملا هاشم في مشهد، واصفاً اياه بأنه مرجع التقليد الأعلم؛ ولهذا السبب تمت ملاحقته واعتقاله من قبل جهاز السافاک. في السنوات 1962ـ 1963م. ومع تصاعد حرکة احتجاج الإمام الخميني وعلماء الدين الثوريين الآخرين، اعتُقل عدة مرات في مدينتي مشهد وقم وأُودع السجن. وكان المرحوم واعظ الطبسي قد انتقد النظام البهلوي عدة مرات في جلسات درسه في مسجد الملا هاشم في مشهد. فقد كان هذا المسجد محل تدريس دورات المقدمات والسطوح للحوزة العلمية في مشهد من قبله، وكان يُعدّ بمثابة قاعدته ومركز نشاطه.

عُرف آية الله الطبسي في عقدي الستينيات والسبعينيات بأنه خطيب معترض ومنتقد للنظام البهلوي الى الحد الذي مُنع فيه من الخطابة لمدة بجريمة القاء خطابات مناهضة للنظام وسُجن في فترات اخرى. وقد نُشرت الوثائق النضالية لهذا العالم المجاهد في کتاب «أنصار الامام برواية وثائق السافاك؛ آية الله الحاج الشيخ عباس واعظ الطبسي».

 

نشاطاته بعد انتصار الثورة الإسلامية

المكانة المرموقة التي يحظى بها آية الله عباس واعظ الطبسي في مشهد أدت الى اختياره في عام 1977م. من قبل آية الله پسنديده (أخ الإمام الخميني) اضافة الى آية الله الخامنئي وآية الله محامي بصفة المسؤول عن توزيع الرواتب الشهرية التي كان يقدمها الإمام الخميني بين طلاب العلوم الدينية في مشهد. هذه الخلفية الحوزوية والسياسية هي التي جعلت الإمام الخميني (ره) يختاره بعد انتصار الثورة الإسلامية لمنصب الوالي الأصلي لخراسان ومتولي الروضة الرضوية المقدسة.

 

المسؤوليات

  • متولي الروضة الرضوية المقدسة من عام ۱۳۵۷-۱۳۹۴ش
  • ممثل الولي الفقيه في محافظة خراسان.
  • العضوية في مجمع تشخيص مصلحة النظام من عام ۱۳۷۵ش ۱۳۹۴ش
  • تمثيل أهالي خراسان في مجلس خبراء القيادة من عام ۱۳۶۱-۱۳۹۴ش
  • العضوية في الهيئة العليا للمجمع العالمي لأهل البيت (ع)
  • رئاسة الحوزة العلمية في خراسان والحوزة العلمية في مشهد
  • رئاسة الهيئة العليا للحوزة العلمية في خراسان

 

خدماته في الروضة الرضوية المقدسة

عينه الإمام الخميني في عام 1979م. متولياً للروضة الرضوية المقدسة وبقي في هذا المنصب الى وفاته (2015م) ما يقارب ۳۷ سنة قدم فيها الكثير من الخدمات بحيث يُشار اليه بصفته المثال الناجح للإدارة الإسلامية في الجمهورية الإسلامية في ايران، فهو قد جعل من التشکيلات التي تحت اشرافه في خراسان من أهمّ المؤسسات الاقتصادية والتنفيذية في ايران، وارتقى بها بحيث جعل منها قطباً مهماً في الاقتصاد وريادة الأعمال.

ومن خدماته المهمة الاخرى في الروضة الرضوية المقدسة، ما يلي:

  • توسيع رقعة حرم الامام الرضوي من خلال احداث الصحن الجامع الرضوي ورواق الإمام الخميني
  • تبديل ضريح الإمام الرضا (ع) في عام 2000م.
  • اعادة بناء وتوسيع مرقد آية الله الشهيد سيد حسن المدرس في مدينة کاشمر.

نُشرت كلمة المرحوم واعظ الطبسي التي القاها في دورة توليه في الروضة الرضوية المقدسة، في کتاب تحت عنوان: «چراغي در دست: گزيده‌اي از رهنمودهاي فرهنگي توليت عظيم الروضة الرضوية المقدسة». (= مصباح في اليد: مختارات من الارشادات الثقافية لتولية الروضة الرضوية المقدسة).

 

وفاته

توفي آية الله عباس واعظ الطبسي في 4 آذار من عام 2016م. الموافق 24 جمادى الأولى من عام 1437هـ في مستشفى الإمام الرضا (ع) في مشهد. وقد صلى على جثمانه آية الله الخامنئي، مرشد الجمهورية الإسلامية في ايران، في المرقد الملکوتي للإمام الرضا (ع). ثم شُيّع جسد هذا العالم الورع بحضور حشود غفيرة يُضرب بها المثل لمختلف الشرائح من أبناء الشعب والشخصيات السياسية والدينية، وأخيراً دُفن في حرم الإمام الرضا (ع). وبعد وفاة هذا العالم الروحاني الخدوم، أصدرت الكثير من الشخصيات والكيانات السياسية والدينية برقيات مواساة. وجاء في برقية المواساة التي أصدرها سماحة آية الله الخامنئي ولي امر مسلمي العالم، ما يلي:

لقد كان أخًا ودوداً بالنسبة لي وتلميذًا أمينًا للإمام الراحل وخادمًا مثابراً ومجدًا للثورة،
وكان من طلائع الحركة الإسلامية الأولى، حيث شهدت مدينة مشهد المقدسة حضوراً شجاعاً وفاعلاً لرجل الدين المحترم هذا في الميادين الحساسة وخوضه لغمارها، واستمر هذا الوجود الصريح والصادق الى الأيام الأخيرة من نضال الشعب الإيراني بعد الثورة، وغدت ثقة الإمام الكريم به مصدر شرف لتوليه خدمة العتبة الرضوية المقدسة؛ حيث تبلورت خدمته غير المسبوقة لهذه العتبة المقدسة بعمله الدؤوب وصلابة عزمه، عسى أن ينال العناية هذا الرجل الخدوم المخلص.»

 

 

Ahl Al-Bayt World Assembly

The Ahl al-Bayt World Assembly  is an international non-governmental organization (INGO) that was established by a group of Shiite elites under the supervision of the great Islamic authority of the Shiites in 1990 to identify, organize, educate and support the followers of Ahl al-Bayt.

  • Tehran Iran
  • 88950827 (0098-21)
  • 88950882 (0098-21)

Contact Us

Issue
Email
The letter
3+3=? Captcha