آية الله الشيخ محمد حكيم الصمدي

آية الله الشيخ محمد حكيم الصمدي (1939 – 2020م)، من العلماء المجاهدين الشيعة في أفغانستان،‌ وقضى سنوات طويلة من حياته المباركة في سبيل ترويج ونشر معارف مدرسة أهل البيت عليهم السلام، وخدمة أتباع هذه المدرسة الحقة في شتى الدول الآسيوية والأوروبية.

وفي بدايات تأسيس المجمع العالي لأهل البيت عليهم السلام، عيّن الشيخ الصمدي عضواً في الهيئة العليا لهذا المجمع، وذلك بحسب مرسوم ولي أمر المسلمين سماحة آية الله العظمى الخامنئي، وبعد فترة قام بتأسيس مكتب هذه المنظمة الدولية في مدينة كابل.

اهتمّ الشيخ الصمدي بتربية طلاب أفاضل ومؤثرين، وترك خدمات خالدة، ومؤلفات قيمة، منها تنظيم جدول الأوقات الشرعية، حسب توقيت مدينة أوسلو عاصمة النرويج، والتي استغرق تدوينها أربع سنوات.

ولد محمد حكيم الصمدي عام 1940 م في جاغوري من المناطق الرئيسية في مقاطعة غزني في أفغانستان. كان والده يعقوب علي طبيباً ومالكاً للأراضي من نسل شير علي خان جاغوري، قائد معروف في تلك المنطقة. توفي الصمدي في 19 نوفمبر سنة 2020 م في النرويج.

 

التعليم

تلقى الصمدي تعليمه في مدرسة جاغوري العلمية، فدرس فيها اللغة العربية والفقه والأصول، حيث درس جزء من الأدب العربي وشرح اللمعة عند قربان علي وحيدي، ورمضان علي شريفي والسيد عباس الموسوي، ثم ذهب إلى الحوزة العلمية في قندهار، فكان زميل الشيخ محمد آصف القندهاري. وفي عام 1971م سافر إلى إيران لمواصلة دراسته في الحوزة العلمية بقم، فأكمل دروس السطوح العليا عند آية الله السيد أبي الفضل الموسوي، وآية الله يوسف الصانعي، وآية الله الشيخ جعفر سبحاني، وآية الله ستوده. وحضر شرح المنظومة عند محمدي الجيلاني، والأسفار عند آية الله جوادي الآملي، وآية الله الشهيد مرتضى مطهري. كما حضر الصمدي ولمدة 18 سنة متوالية درس خارج الأصول والفقه عند آية الله الشيخ وحيد الخراساني.

سافر محمد حكيم الصمدي مرة واحدة إلى العراق في زمن رئيس الجمهورية العراقية أحمد حسن البكر (1968 ــ 1979م)، من أجل حضور الدرس في الحوزة العلمية في النجف؛ ولكن بسبب صعوبة الحصول على الإقامة، رجع إلى إيران.

 

أنشطته ومسؤولياته

كان للشيخ الصمدي نشاطات في مختلف المجالات السياسية والثقافية والتبليغية، منها:

الحضور في المجلس الثوري للوحدة الإسلامية في أفغانستان:

عاد الصمدي إلى مسقط رأسه بعد أشهر قليلة من الانقلاب الشيوعي في أفغانستان سنة (1978م)، وشكل هناك وبمساعدة بعض الأشخاص مجموعة مسلحة شيعية، ومن أجل التنسيق والتعاون دخل في محادثات مع مجاهدين آخرين من الشيعة. وبعد ثورة دايكندي وتحرير المناطق الأخرى حتى صيف 1979م، ذهب بقيادة مجموعة من ممثلي جاغوري إلى مدينة ورس جنوب باميان.

وبعد اجتماعات عديدة، تم تأسيس "المجلس الثوري للوحدة الإسلامية في أفغانستان"، وتولى السيد علي بهشتي رئاسة المجلس، وأصبح الصمدي نائبه الأول، وصادقي نيلي قائده العسكري. وبقى في ورس حتى مطلع عام 1980 م، من أجل ترسيخ الوحدة الإسلامية التي تم تأسيسها حديثاً، وتنظيم شؤون الجبهات، وتثبيت دعائم مجلس الشورى. وفي عام 1980 م، سافر الشيخ الصمدي إلى إيران وباكستان من أجل طلب المساعدة في أمور الجهاد، ومن ثم عاد إلى إيران مرة أخرى ليُقيم فيها.

 

رئيس الحوزة العلمية في هرات:

ذهب الصمدي إلى هرات في أوائل عام 1991م أثناء التواجد القوي لحزب الوحدة الإسلامية الأفغاني في كابول، وتولى رئاسة الحوزة العلمية فيها. واستقر في مدرسة الصادقية، وبدأ بتدريس العلوم الإسلامية؛ وبسبب تدهور الأوضاع في هرات، عاد الصمدي بعد سنة إلى قم.

عضو وزميل في مؤسسة في طريق الحق والمجمع العالمي لأهل البيت:

عمل الصمدي لعدة سنوات في قسم الأبحاث العلمية في مؤسسة "في طريق الحق" في قم. ومن نشاطاته في هذه المؤسسة، قام بإجراء الببليوغرافيا لحوالي 9 مجلدات من الكتب، ومراجعة جميع مجلدات كتاب بحار الأنوار مع مجموعة من المحققين، واستخراج وتحقيق جملة من الأوراق حول موضوع الإمامة من كتاب بصائر الدرجات، والمشاركة في تحقيق تفسير نور الثقلين، وعضو في مجموعة تحقيقية في دار القرآن الكريم، كما قام الصمدي ببحث موسع عن ثقافة وتاريخ الشيعة في أفغانستان. وبعد تأسيس المجمع العالمي لأهل البيت بأمر من آية الله السيد علي الخامنئي في عام 1990 م، أصبح عضواً في هذا المجمع، وبقى في قم حتى عام 2001م، وقام بإنشاء مكتب للمجمع العالمي لأهل البيت (ع) في كابل.

الأنشطة في أوروبا:

ذهب الصمدي إلى ألمانيا عدة مرات ، لإلقاء المحاضرات والأنشطة الثقافية، وذلك بدعوة من شيعة هزارة المقيمين فيها، وكان مسؤولاً عن شؤونهم الثقافية والدينية. ومن ثم هاجر إلى النرويج بناءً على طلب من أقاربه، وبقى هناك حتى وفاته. وقد أعاد نشاط مركز التوحيد الإسلامية في النرويج. كانت وحدة الشيعة والسنة من القضايا المهمة التي أكد عليها الصمدي واعتبرها من أهم أعمال مركز التوحيد الإسلامي في أوسلو. وبدأ الصمدي أيضًا بتدريس شرح اللمعة والمكاسب.

من بين أنشطته الأخرى المشاركة وإلقاء خطابات في المؤتمرات الدولية، بما في ذلك مؤتمر الوحدة الإسلامية، ومؤتمر الفكر الإسلامي، والمؤتمر العالمي لإحياء ذكرى السيد جمال الدين الأسد آبادي.

في السنوات الأخيرة من تواجده في الحوزة العلمية بقم، وحتى في أسفاره ومهامه داخل البلاد وخارجه، لم يهمل الصمدي البحث في تاريخ الشيعة وهزارة، وقام بتحقيق وتدوين الملاحظات في التاريخ على نطاق واسع. وحسب قوله في هذا الصدد، فقد أعدّ مئات الأوراق من خلال التحقيق في المكتبات والمقابلات مع شخصيات مختلفة من داخل الدولة وخارجها.

 

ما قيل عنه

قال عنه علي رضا يوسفي، سفير الجمهورية الإسلامية الإيرانية في النرويج آنذاك:

"لقد بذل هذا العالم العظيم، خلال حياته المباركة، جهودًا كبيرة لحماية وتعزيز الفكر والثقافة الإسلامية، والأخلاق السامية، والمعرفة لأهل البيت (ع)، وبهذه الطريقة قام بتربية العديد من الطلاب في قم، وهرات، وأوسلو. والخدمات القيمة التي قدمها هذا العالم الجليل ستبقى خالدة في الذاكرة".

 

وقال عنه آية الله أعرافي رئيس الحوزة العلمية في إيران:

"هذا العالم العظيم الذي كان عضواً في المجمع العالمي لأهل البيت (عليهم السلام) منذ بداية تأسيسه بأمر قائد الثورة الإسلامية (دام ظله الوارف)، قضى حياته المباركة في نشر تعاليم أهل البيت (عليه السلام)، وتربية العديد من الطلاب في أفغانستان، وإيران، وأوروبا".

قال عنه آية الله محمد باقر فاضلي بهسودي:

"كان الراحل آية الله الصمدي (رضي الله عنه) أحد العلماء المعاصرين والمشهورين في البلاد، ولديه إمكانات وخبرات قيّمة في المجالات العلمية، والثقافية، والاجتماعية، والتاريخية".

 

مؤلفاته

  • لمحات في الأصول في 21 مجلد (تقريرات درس خارج الأصول لآية الله وحيد الخراساني)
  • مرآة المعرفة في علم المنطق

 

الوفاة

توفي آية الله محمد حكيم الصمدي في 19 نوفمبر سنة 2020 م في النرويج، وشيّع جثمانه يوم الجمعة 20 نوفمبر، ودفن في مقبرة المسلمين الفاسيت (Alfaset) بمدينة أوسلو.

وأصدر الأمين العام للمجمع العالمي لأهل البيت (ع) بيان تعزية بمناسبة رحيل آية الله الصمدي، وقد ورد في قسم منها:

"ببالغ الحزن والأسى تلقينا نبأ وفاة العالم الخدوم الحاج الشيخ محمد حكيم الصمدي.

إن هذا الفقيد السعيد قدم مساعي وجهودا كثيرة وذلك خلال سنوات عديدة من نشاطاته التبليغية في مختلف البلدان الآسيوية والأروبية لأجل ترويج معارف القرآن والعترة، وترك أعمال قيمة له.

ولقد كان له دور فعال منذ تأسيس المجمع العالمي لأهل البيت (ع) كأحد أعضاء الهيئة العليا للمجمع".

Ahl Al-Bayt World Assembly

The Ahl al-Bayt World Assembly  is an international non-governmental organization (INGO) that was established by a group of Shiite elites under the supervision of the great Islamic authority of the Shiites in 1990 to identify, organize, educate and support the followers of Ahl al-Bayt.

  • Tehran Iran
  • 88950827 (0098-21)
  • 88950882 (0098-21)

Contact Us

Issue
Email
The letter
4+6=? Captcha