آية الله السيد محمد حسين فضل الله

Thursday, 25 August 2022

آية الله السيد محمد حسين فضل الله (1935 – 2010م)، من العلماء المجاهدين، ومن مراجع تقليد الشيعة في لبنان، ولعب دورا في التغذية الفكرية، والتوجيه السياسي للمجاهدين والمناضلين اللبنانيين، بحيث يعرف كالأب المعنوي لحزب الله في لبنان.

كان هذا العالم المجاهد الشيعي من الأعضاء الأوائل للهيئة العليا للمجمع العالمي لأهل البيت(ع)، وطالما ساند نظام الجمهورية الإسلامية الإيرانية، فكان يعتقد أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية تمثّل الإسلام، ومدرسة أهل البيت في العالم، كما أنّها في الخط الأمامي لمكافحة الاستكبار العالمي.

وإضافة إلى المناضلات السياسية، والثقافية، ونشاطاته في مجال المقاومة الإسلامية، كان الراحل السيد فضل الله ناشطا جداً في المجالات العلمية، حيث كانت فتاواه وآرائه العلمية تجذب انتباه الخبراء، كما ترك تراثا قيما، ومنه تفسير «من وحي القرآن» الذي تمّ نشره في أربعة وعشرين مجلدا.

آية الله السيد محمد حسين فضل الله

 

سيرته الذاتية

ولد السيد محمد حسين فضل الله في العام 1935م في مدينة النجف الأشرف في أسرة علمية، وترعرع على يد والده السيد عبد الرؤوف فضل الله، والذي كان أحد علماء الدين الشيعة البارزين في العراق، حيث بدأ سماحته الدرس في "الكتاتيب"، واجتاز فيها مرحلة قراءة القرآن الكريم، وتعلُّم القراءة والكتابة، ثم انتقل بعد الكتاتيب الّتي مكث فيها فترة وجيزة، إلى مدرسة عصريّة أنشأتها جمعيّة "منتدى النّشر، وعندما كان في الصف الرابع ترك المدرسة الابتدائية، وبدأ دراسته الدينية في سن التاسعة.

مرحلة الدراسة

آية الله السيد محمد حسين فضل الله تلقى دروسه الحوزوية على يد والده بدء من الصرف والنحو والمعاني والبيان، ومرورا إلى المنطق وأصول الفقه، وقد درس المجلد الثاني من كتاب "كفاية الأصول" على يد " مجتبى لنكراني"، ثم تابع دروسه في البحث الخارج وهي أعلى مرحلة من الدروس للعلوم الدينية على يد كبار العلماء مثل آية الله السيد أبو القاسم الخوئي، وآية الله السيد محسن حكيم، وآية الله السيد محمود الشاهرودي، والشيخ حسين الحلي، وآية الله السيد محمد الروحاني، فدرس جزء من كتاب الأسفار الأربعة على يد آية الله صدرا بادكوبئي، كما درس على يد آية الله الشهيد السيد محمد باقر الصدر لمدة خمسة سنوات.

عاد سماحته إلى لبنان من العراق في عام 1952م، وكان يبلغ من العمر 17 عامًا. في عام 1966م وبدعوة من مؤسسي جمعية "أسرة التآخي" الدينية، واستقر في منطقة النبعة في ضاحية بيروت الشرقية.

مؤلفاته

للعلامة فضل الله العديد من المؤلفات في القضايا الإسلامية، وبلغت مجموعة مؤلفاته التي تشمل الكتب والدروس والمحاضرات في البحث الخارج إلى أكثر من سبعين عنوانًا، فالتفسير "من وحي القران "المكون من 24 مجلداً يعد من أبرز مؤلفاته، وهو عبارة عن سلسلة من الدروس القرآنية ذات توجه اجتماعي يخاطب الجيل الشباب.

ومن مؤلفاته الأخرى التي يمكن أن نشير إليها هي: شرح خطبة الزهراء (ع)، وحديث عاشوراء والفقيه والأمة، وخطوات على طريق الإسلام، ومفاهيم إسلامية عامة (10 مجلدات)، وصلاة الجمعة، والكلمة والموقف في رحاب أهل البیت (ع)، والمعالم الجدیدة للمرجعیة الشیعية، وتأملات في الفكر السیاسي الإسلامي وآفاق الروح (في شرح الصحیفة السجادیة - 3 مجلدات).

 

 

النشاطات العلمية والثقافية

السيد محمد حسين فضل الله كان يحب الشعر والأدب منذ صغر سنه، وصدرت لسماحة 4 دواوين من الشعر. في عام 1960م عندما أصدرت جماعة علماء النجف مجلة "الاضواء " كان العلامة فضل الله مع آية الله الشهيد السيد محمد باقر الصدر والشيخ محمد مهدي شمس الدين من مديري هذه المجلة، وكانت المقالات الافتتاحية للمجلة تنشر باسم سماحته تحت عنوان " كلمتنا"، كما لعب فضل الله دورًا هام في تشكيل الحركة الشيعية في العراق إلى جانب الشهيد الصدر، وكانت نتيجة مشاوراتهما وتشاطر الرأي بينهما هي ظهور أول حركة إسلامية شيعية في العراق تحت عنوان "حزب الدعوة الإسلامية".

في عام 1966م وبعد عودته إلى لبنان، قام سماحته بتوسيع نشاطاته العلمية والثقافية والاجتماعية، ولعب دورا مؤثرا في التطورات الفكرية والدينية اللبنانية من خلال عقده جلسات التفسير، وإلقاؤه الخطب الدينية والأخلاقية والإجابة على الأسئلة.

إنّ إنشاء "المعهد الشرعي الإسلامي" للعلوم الدينية بهدف تربية طلبة العلوم الدينية هو جزء آخر من نشاطات العلامة فضل الله الثقافية والعلمية، والذي كان يتم تدريس البحث الخارج فيه، وإنّ العديد من شخصيات حركة المقاومة الإسلامية في لبنان مثل الشيخ الشهيد راغب حرب تم تربيتهم في هذا المعهد، بالإضافة إلى المعهد الشرعي الذي تم تأسيسه في بيروت، قام سماحته بإنشاء مدرسة دينية خاصة بالنساء في بيروت ومدرسة في مدينة صور وحوزة المرتضى في دمشق (السيدة زينب عليها السلام).

كان العلامة من الأعضاء الأوائل في الهيئة العليا للمجمع العالمي لأهل البيت (ع).

النشاطات الاجتماعية

كان سماحة العلامة فضل الله يقوم بإدارة جمعية المبرات الخيرية وذلك بمساعدة المتبرعين والخيرين من الدول العربية في الخليج الفارسي ولبنان، كما أنشأ سماحته مراكز ومؤسسات كبيرة لإيواء وتربية الأيتام خاصة أبناء الشهداء وأبناء الفقراء، والمستشفيات والعيادات الطبية والمساجد. وفي هذه المراكز الخيرية كان يتم إيواء هؤلاء على مدار الساعة، ويواصلون دراستهم في القسم التربوي بهذا المراكز.

وفيما يلي نشير إلى بعض هذه المراكز:

  • مبرة الإمام علي بن أبي طالب (ع)، جبل عامل
  • مبرة السيدة خديجة الكبری عليها السلام، بيروت (بئر حسن)
  • المراكز الخيرية للمكفوفين والصم
  • مستشفی بهمن، بيروت، حارة حريك

 

 

النشاطات السياسية

كان العلامة فضل الله أحد الرفاق المقربين من الشهيد آية الله السيد محمد باقر الصدر في القضايا السياسية،

الفكر السياسي

كان محمد حسين فضل الله يؤكد على شعبية شرعية الحكومة، ومن هذا المنطلق فهو يعتبر ممارسة السيادة من قبل الحكام طالما ترتكز على مبادئ الإسلام فهي صالحة، وليست أن تكون بناء على الأذواق، وكان يعتبر أن المشاركة الشعبية وممارسة السلطة الشعبية توفر مساحة لنقادي الحكام، كما كانت في زمن حكم النبي الأعظم (ص) والإمام علي (ع).

كان السيد محمد حسين فضل الله يدعم نظام الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وبحسب ما قاله نجل سماحته السيد علي، فإنّ العلامة قد قال لأحد المسؤولين في الجمهورية الإسلامية الإيرانية أنه إذا وصل الأمر إلى نقطة يقوم الجميع برجمي أو توجيه الإساءة والإهانة إليّ، فإنني لن أتخلى عن دعم الجمهورية الإسلامية الإيرانية؛ لأن إيران هي تمثل الإسلام وخط أهل بيت رسول الله (ص)، وتعد الخط الأمامي من المواجهة مع الاستكبار العالمي.

وفي أكتوبر 2005م هكذا أصدر العلامة فضل الله فتاواه لمراسل صحيفة الرأي العام الكويتية بشأن وحدة المسلمين:

إني أصدر الفتوى في حرمة القيام بأي أسلوب تضع علامة الاستفهام على الصحابة، وتثير الخلافات من خلال توجيه السب والشتائم، كما قد قال سماحته لصحيفة الوطن الكويتية: " اللطم التقليدي الذي يتسبب الأضرار بالنفس فيه إشكالية"، كما قد قال بأنّه حرم التطبير وضرب النفس بالسلاسل.

وفاته

توفي في يوليو العام 2010م، بعد صراع مع المرض، وبعد عمرٍ طويلٍ قضاه في العلم والعطاء والجهاد في سبيل الله، ودفن في مسجده الواقع في حارة حريك بالضاحية الجنوبية.

وبعد وفاته، أصدر العديد من الشخصيات السياسية والدينية رسائل تعزية منفصلة عبروا فيها عن مواساتهم مع الطائفة الشيعية اللبنانية.

وجاء في جانب من رسالة التعزية التي بعثها آية الله الخامنئي ولي أمر مسلمي العالم:

"كان هذا العالم العظيم والدؤوب شخصية مؤثرة على الصعيدين الديني والسياسي، ولبنان لن ينسى خدماته وبركاته لسنوات طويلة قادمة. إنّ المقاومة الإسلامية اللبنانية، صاحبة حق كبير على الأمة الإسلامية، وقد تمتعت طوال حياتها المباركة بدعم وتعاون ومساعدة هذا العالم المجاهد، كما كان داعما مخلصًا للثورة الإسلامية ونظام الجمهورية الإسلامية وخلال فترة 30 عام أثبت ولاءه بالقول والفعل للثورة الإسلامية ونظام الجمهورية الإسلامية في إيران".

Ahl Al-Bayt World Assembly

The Ahl al-Bayt World Assembly  is an international non-governmental organization (INGO) that was established by a group of Shiite elites under the supervision of the great Islamic authority of the Shiites in 1990 to identify, organize, educate and support the followers of Ahl al-Bayt.

  • Tehran Iran
  • 88950827 (0098-21)
  • 88950882 (0098-21)

Contact Us

Issue
Email
The letter
4+6=? Captcha