آية الله السيد محمد بحر العلوم

الوجوه الخالدة

Friday, 26 August 2022

آية الله السيد محمد بحر العلوم (1927 – 2015م)، من العلماء المجاهدين العراقيين. قضى سنوات عديدة من حياته المباركة لتبليغ الدين الإسلامي، ومعارف مدرسة أهل البيت(ع) في لندن، كما أسس فيها مركز أهل البيت الإسلامي. عاد إلى العراق بعد سقوط النظام البعثي، وتمّ تعيينه كأحد أعضاء مجلس صياغة الدستور العراقي الجديد، ومن خلاله بذل جهدا كبيرا في سبيل استقلال العراق، وتحريرها من الاحتلال الأمريكي.

كان هذا العالم الشيعي عضوا في الجمعية العامة للمجمع العالمي لأهل البيت(ع)، وإضافة إلى نضاله السياسي، ونشاطه الاجتماعي والتبليغي، ترك أكثر من خمسين مقالة علمية قيمة.

ولد السيد بحر العلوم عام 1927م في مدينة النجف الأشرف، وكان من أولاد آية الله السيد علي بحر العلوم، ومن ذرية السيد محمد مهدي بحر العلوم العالم الشهير الشيعي. وقد اشتهر آل بحر العلوم -ومنهم السيد محمد- بالعلم والتقوى.

دراسته

بدأ بالدراسة الحوزوية في النجف، وحضر البحث الخارج عند آية الله الحكيم وآية الله الخوئي، كما قرأ قسماً من الفلسفة على يد الشيخ محمد تقي الصادق، ومن أساتذته في الدراسة الحوزوية:

*الشيخ محمد أمين زين الدين

*العلامة السيد محمد صادق بحر العلوم

*العلامة الشيخ علي القسام

*الشيخ محمد رضا المظفر

*الشيخ محمد تقي الإيرواني

*السيد محمد تقي الحكيم

*السيد صادق آل ياسين

*الشيخ حسين الحلي

*السيد محمد تقي بحر العلوم

درس السيد محمد بحر العلوم إلى جانب العلوم الحوزوية الدراسة الأكاديمية، وسافر إلى بعض البلدان ليدرس في جامعاتها، فدرس في كلية الفقه في النجف -وكان أحد مؤسسيها- إلا أنّ ذلك لم يمنعه من الحضور في الصفوف بجانب سائر الطلاب، فبعد أن درس فیها أربع سنوات وتخرّج منها، سافر إلى إيران ليدرس مرحلة الماجيستر في كلية "الإلهيات" بجامعة طهران، وقد طبعت لاحقا رسالته في الماجيستر تحت عنوان "الاجتهاد، أصوله وأحكامه".

وفي سنة 1980م سافر إلى القاهرة؛ ليدرس الدكتوراه في جامعتها في فرع الشريعة الإسلامية، وطبعت رسالته فيما تحت عنوان "عيوب الإرادة في الشّريعة الإسلامية"، وهي عبارة عن بحث مقارن بين الفقه وسائر القوانين الوضعية، وفي السنة ذاتها سافر إلى لندن، وانخرط في النشاطات التبليغية، كما أسّس هناك المركز الإسلامي لأهل البيت عليهم السلام.

 

آثاره

ألّف السيد محمد بحر العلوم أكثر من خمسين كتابا ومقالة، في مختلف المجالات التاريخية والفقهية والسياسية، وقد طبعت دار الزهراء في بيروت الكثير منها.

وبعض أهم تأليفاته هي:

*"بين يدي الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله": موضوع الكتاب يدور حول سيرة النبي (ص) في تربية الشخصيات المستعدّة لنشر المعارف الإسلامية وتقوية‌ أسسها في المجتمع، كما تطرّق إلى ترجمة وسیرة بعض أصحابه أيضاٌ، وذلك بأسلوب سلس وأدبي، وقد طبعته دار الزهراء في بيروت في ثلاث مجلدات. تم ترجمة الكتاب إلى اللغة الفارسية بعنوان "با پيامبر: اصحاب رسول اكرم"

*"من مدرسة الإمام علي (ع)": يحتوي على ترجمة عدد من أصحاب أمير المؤمنين (ع)

*"في رحاب السيدة زينب"

*"في رحاب أئمة آل البيت الإمام أمير المؤمنين علي"

*"حجر بن عدي": تحليل تاريخي وسياسي عن حياة حجر بن عدي.

*"أضواء على القانون الشخصي": هذا الكتاب ردّ على قانون المساواة في الحقوق بين الرجل والمرأة، وتمّ تأليفه بالاعتماد على فقه المذاهب الخمسة.

*"الحجاج بن يوسف الثقفي"

*"المنهج التربوي عند الإمام الكاظم عليه السلام"

*"الحسن والحسين إمامان، إن قاما أو قعدا"

*"صلح الحديبية بين التكتيك والإستراتيجية"

*"لمحاتٌ من تاريخ الصّراع السياسي في الإسلام"

*"الدولة الفاطمية: العزيز بالله الفاطمي"

*"الشهادة على الزواج والطلاق والرجعة في الشريعة والقانون"

*"مصدر التشريع لنظام الحكم في الإسلام"

*"آفاق حضارية لنظرة الدولة في الإسلام"

أنشطته السیاسیة

وبعد سقوط حزب البعث والنظام الصدامی سنة ۲۰۰۳م رجع إلى العراق، وشارك في العمل السياسي، حيث وجد موطنه محتلاً من قبل أمريكا وبعض البلدان الغربية، وتصدى لبعض المناصب الحكومية، منها العضوية في مجلس الحكم الانتقالي، والمجلس التأسيسي لصياغة الدستور العراقي.

كان السيد بحر العلوم يعتقد أنّ تواجد قوات الاحتلال في العراق يتعارض مع استقلال البلاد، ومن هنا كان من المعارضين لتواجدهم في أرض العراق، كما كان يرى أنّ تنفيذ أي مشروع سياسي أو ثقافي أو اقتصادي من دون موافقة المرجعية العليا في العراق سيؤدي إلى الفشل، كما هو مخالف للإسلام.

وكان السيد بحر العلوم يؤكد على ضرورة الاتحاد بين الشيعة والسنة لإحباط مؤامرات العدو المشترك للإسلام، معتبراً أنّ التفرقة بين المسلمين تكون لصالح الاستكبار العالمي، ويرى أن الاحتفاظ على الهوية الدينية لا يمكن إلا من خلال الاستقلال الكامل.

وفاته

توفي السيد محمد بحر العلوم في جمادى الآخرى سنة 1436 هـ، ودفن في مسجد الشيخ الطوسي بجوار حرم الإمام علي (ع)، وأعلن الحداد العام علیه في النجف ثلاثة أيام.

Tags

• الجمعية العامة للمجمع العالمي لأهل البيت (ع)