آية الله السيد محمد باقر المُهري

Sunday, 28 August 2022

آية الله السيد محمد باقر المُهري (1367 – 1436 هـ) عالم شيعي وممثّل مراجع التقليد في الكويت، وعضو في المجمع العالمي لأهل البيت (ع)، والأمين العام لجماعة علماء الشيعة في الكويت. وكان طوال فترة إقامته في الكويت من الشخصيات المعتمدة لدى السلطات الكويتة والإيرانية. وهو من الدعاة إلى التقريب بين المذاهب الإسلامية، وله تأليفات في مجال الفقه.
ولادته ودراسته
ولد السيد محمد باقر المهري في جمادى الأولى عام 1367 هـ في النجف الأشرف. وأبوه السيد عباس المهري (كلانتر) من مواليد مدينة مُهر في محافظة فارس الإيرانية، وهو من أبرز علماء الحوزة العلمية في النجف، حيث عينه الإمام الخميني بعد انتصار الثورة الإسلامية في إيران إماماً لصلاة الجمعة في الكويت.

آية الله السيد محمد باقر المُهري

ولادته ودراسته

ولد السيد محمد باقر المهري في جمادى الأولى عام 1367 هـ في النجف الأشرف. وأبوه السيد عباس المهري (كلانتر) من مواليد مدينة مُهر في محافظة فارس الإيرانية، وهو من أبرز علماء الحوزة العلمية في النجف، حيث عينه الإمام الخميني بعد انتصار الثورة الإسلامية في إيران إماماً لصلاة الجمعة في الكويت.

درس السيد محمد باقر في المدرسة الابتدائية التابعة للإيرانيين في النجف، وإلى جانبها بدأ بالدراسة الحوزوية، فقرأ دروس السطوح للعلوم الدينية عند مجتبى اللنكراني، وصدرا البادكوبي، وحسين راستي الكاشاني، ثمّ حضر بحث الخارج عند السيد أبي القاسم الخوئي، والسيد محمد باقر الصدر، حیث كان هو والسيد محمود الهاشمي الشاهرودي من أبرز تلامذة الشهيد الصدر، وکان یولیهما اهتماماً خاصاً.

كان السيد المهري من المؤيدين للإمام الخميني أثناء حضوره في النجف، كما كان من المدافعين عن الثورة الإسلامية الإيرانية، وبسبب هذا الأمر تعرّض للأذى من قبل جلاوزة صدام، فهاجر على إثرها إلى مدينة قم؛ ليواصل دراساته الدينية في الحوزة العلمية هناك.

للسيد المهري تأليفات في مجال الفقه الإسلامي، منها: الإفاضات في حكم المشكوك التذكية من الحيوانات، وفلسفة الحج وأسراره، وعاشورا يوم الإسلام العظيم، ورسالة الدم.

نشاطاته الدينية والاجتماعية

هاجر السيد المهري إلى الكويت بعد دراسته في قم، فكان ملجأً للشيعة أثناء إقامته في الكويت، كما كان من الشخصيات المعتمدة لدى السلطات في إيران والكويت، وقد تصدى لإمامة الجماعة في مسجد الإمام علي (ع) في منطقة عمرية، وأسّس أمانة عامة لجماعة علماء الشيعة في الكويت، وتمّ تعيينه أمین عام فیها، وكذلك كان رئيسا لجمعية التعايش بين الإسلام والمسيحية.

كان السيد المهري من المعارضين للنظام الصدامي؛ ولهذا السبب تعرض عدة مرات للاعتقال والتعذيب في الكويت. وبالرغم من ذلك فقد كان له دور بارز في الانتخابات الكويتية، وكان لرأيه أثر كبير على الناخبين ونتائج الانتخابات الكويتية. وكان يُعرف في الكويت بـ"وكيل المراجع"؛ لأنه كان وكيلا للكثير من مراجع التقليد.

كان دأبه في التعامل مع أهل السنة على أساس الموضوعية والبحث العلمي، فمثلا: عندما ادعى المفتي الوهابي عبد العزيز آل الشيخ إنّ الاحتفال بالمولد النبوي لا أصل له، ولم يُعرف في سنة الخلفاء الراشدين والأئمة المهديين، وحَكم بالمنع من إقامة هذه الاحتفالات، قام السيد المهري بالتصدي إلى هذه المسألة عن طريق البحث العلمي البعيد عن التعصب، مستندا في بيان ذلك إلى بعض المصادر، كتاريخ الخميس والمواهب اللدنيه لإثبات وجود الاحتفالات بالمولد النبوي في القرون السابقة، وكما استدل على ما ورد في صحيح مسلم، حينما سئل النبي (ص) عن استحباب الصيام يوم الإثنين، فقال: "فيه وُلدتُ وفيه اُنزل [القرآنُ] علي"، فكان يعتبر هذا الحديث دليلا على أنّ شخصية الرسول (ص) بإمكانها أن تكون أساسا وأسوة في لسلوك حتى في الاحتفالات الدينية، فكان السيد المهري يواجه علماء أهل السنة بهذا الأسلوب، معتمدا في ذلك على ما ورد من أدلة قرآنية أو روائية.

وکان يدعو إلى الحفاظ على السلم الأهلي، ففي حادثة مقتل الشيخ حسن شحاتة اعتبر أن سبب مقتله هي الفتاوى الحاقدة من قبل الوهابية، وأصدر بيانا دعا فيه إلى إلغاء تلك الفتاوى التكفيرية، والدعوة إلى صيانة دماء الناس، ومنع القتل والتمثيل بالأجساد. وبناء على هذه الرؤية تمّ تعيين السيد المهري رئيسا على جمعية التعايش بين الإسلام والمسيحية.

التقريب بين المذاهب الإسلامية

عمل السيد المهري بعد إقامته في الكويت على تحسين العلاقات بين الشيعة والسنة وكان من الدعاة إلى التعايش السلمي والتقريب بين المذاهب الإسلامية، متأسياً بالإمام الخميني الذي كان يعارض أي أمر يدعوا إلى التفرقة بين الشيعة وأهل السنة، وقال: إنّ الذين يدعون إلى الفرقة بين المذاهب الإسلامية، هم ليسوا من الشيعة ولا من السنة، بل هم من اتباع الاستعمار، وطلب المهري في رسالة من السلطات الكويت أن یکون يوم عاشوراء عطلة رسمية، فتحدّث في رسالته عن آثار المراسيم الحسينية، ودعا أهل السنة بالمشاركة فيها.

النشاطات السياسية

كان السيد المهري من أتباع مدرسة الشهيد الصدر، وهذا الأمر جعله من المهتمّين في الواقع السياسي، فقال عن الحركة السياسية التي قام بها الإمام الخميني: "كانت القوى الاستكبارية تدّعي عدم إمكانية تنفيذ الأحكام السياسية‌ التي وردت في الإسلام والقرآن، وإنها تعجز عن تلبية حاجات المجتمع، إلا أنّ حركة الإمام الخميني أبطلت كل النظريات الغربية، وأسّست نظاما حيوياً وديناميكياً قائماً على مفاهيم إسلامية عالية".

وفاته

توفي السيد محمد باقر المهري إثر نوبة قلبية في رمضان 1436 هـ عن عمر ناهز 66 عاما، وبعد تشييعه في الكويت نُقل جثمانه إلى العراق لیتم تشييعه في كربلاء والنجف، ومن ثم دفن في مقبرة وادي السلام، وقد حضر مراسم تأبينه أمير الكويت وولي عهده ورئيس الوزراء الكويتي.

 

Ahl Al-Bayt World Assembly

The Ahl al-Bayt World Assembly  is an international non-governmental organization (INGO) that was established by a group of Shiite elites under the supervision of the great Islamic authority of the Shiites in 1990 to identify, organize, educate and support the followers of Ahl al-Bayt.

  • Tehran Iran
  • 88950827 (0098-21)
  • 88950882 (0098-21)

Contact Us

Issue
Email
The letter
8+5=? Captcha