آية الله الحاج سيد محمد نقي شاهرخي

الوجوه الخالدة

Sunday, 28 August 2022

آية الله الحاج سيد محمد نقي شاهرخي (1934- 2016م)، عالم شيعي وممثل ولي أمر مسلمين آية الله الخامنئي في منطقة جنوب شرق آسيا، حيث كان ممثلا عنه في ميانمار وبنغلاديش وتايلاند لأكثر من خمسة وعشرين عامًا.
كان عضوا في الجمعية العامة للمجمع العالمي لأهل البيت (ع) وممثل هذه المنظمة الدولية في دولة بنغلاديش، وقد كرس حياته كلها لترويج ونشر معارف مدرسة أهل بيت العصمة والطهارة (ع) وخدمة أتباع هذه المدرسة في جنوب شرق آسيا.
وكان نشطًا أيضًا في مجال التقريب بين المذاهب الإسلامية والوحدة بين المسلمين، لدرجة أنه كان عضوًا في المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية، وكان يُعرف بالأب الروحي للشيعة في جنوب شرق آسيا، والمنادي بالوحدة الإسلامية في هذه المنطقة، حيث تعتبر نشاطاته لها الدور في إعداد الأرضية لمكانة التشيع في هذه المنطقة.

حياته

ولد آية الله شاهرخي في مايو عام 1934م، في خرم آباد لرستان. والده من السادة المرموقين وكان معلما معروفا. تعلم السيد محمد نقي دروس الابتدائية عند والده، وفي عام 1948م، التحق بالحوزة العلمية في بروجرد من أجل دراسة المعارف الدينية، وبعد عامين اختار حوزة قم لمواصلة دراسته، ودرس السطوح عند آية المرعشي النجفي، والشهيد صدوقي، واليزدي، وفكوري، والحائري، ومجاهدي، وسلطاني الطباطبائي، ودرس الأسفار والشفاء وجزء من التفسير عند العلامة الطباطبائي، وحضر دروس البحث الخارج للفقه والأصول عند آية البروجردي، والإمام الخميني، والمحقق الداماد، والكلبايكاني، وحصل في نهاية المطاف على إجازة في الاجتهاد عام 1961م، في سن 27 من عمره، من قبل آية الله العظمى الحاج الشيخ مرتضى الحائري.

كان آية الله شاهرخي مشغولاً في دراسة وتدريس العديد من الدروس الدينية في حوزة قم العلمية لأكثر من ستين عامًا، كما قام بتدريس العلوم المختلفة، مثل الأدب والأخلاق والمنطق والفلسفة، وخارج الأصول والفقه للطلاب الأجانب، وله مؤلفات متعددة في مجالات علمية مختلفة، من بينها كتاب صلوات الجماعة، وسلسلة دروس في خارج الأصول، وعدم تحريف القرآن، وصلاة المسافر.

كان يعتقد آية الله شاهرخي: أن ولاية الفقيه هي أهم ركن شرعي وقانوني للنظام الإسلامي؛ لذلك ينبغي أن تكون إدارة النظام على المستوى العام في المجتمع على عاتق ولاية الفقيه.

الأنشطة السياسية والاجتماعية

كان لآية الله السيد محمد نقي شاهرخي حضوراً فاعلاً ومؤثرا في النضال ضد النظام البهلوي، إلى جانب فضلاء وأساتذة الحوزة العلمية في قم، وبسبب هذا الأمر تم اعتقاله وسجنه عدة مرات. في السجن التقى بشخصيات علمية مختلفة من أمثال آية الله دستغيب والمرحوم فلسفي، كما قاد الحملات ضد النظام الشاهنشاهي في جهارمحال وبختياري ومدينة بروجن. وبعد انتصار الثورة الإسلامية، كان حاضرًا أيضًا في مجال السياسة والمجتمع، وتقلد مناصب متعددة، مثل الممثل الخاص والمفوض من قبل الإمام الخميني، وحاكم شرعي في بروجرد وبروجن، وأول إمام جمعة في خرم آباد، ممثل في الدورة الأولى للمجلس الإسلامي، وممثل لرستان بالفترتين الثالثة والرابعة في مجلس خبراء القيادة.

ممثل ولي الفقيه في جنوب شرق آسيا

أُرسل آية الله شاهرخي من قبل آية الله الخامنئي عام 1990م، إلى الدول الواقعة في جنوب شرق آسيا، مثل: بنغلاديش وتايلاند وميانمار وسريلانكا كممثل للولي الفقيه، حيث قضى حوالي خمسة وعشرين عامًا من حياته الشريفة في خدمة الشيعة في تلك المنطقة، وكذلك تبيين الإسلام المحمدي الأصيل، ورفع المستوى العلمي والثقافي للمسلمين وخاصة أتباع أهل البيت (ع)، وبأنشطة مكثفة ودؤوبة عزز مكانة مدرسة الشيعة، والوحدة والتقارب بين المذاهب الإسلامية. سافر في أوقات مختلفة إلى دول متعددة، مثل: الهند، وباكستان، وغرب البنغال، وكمبوديا، والفلبين، وإندونيسيا، وماليزيا، وأستراليا لترويج مدرسة أهل البيت (ع).

من أهم أنشطته في الخارج ما يلي:

* متابعة المسائل الدينية والمعيشية للشيعة، ورفع مستوى معرفتهم بالتعاليم الإسلامية الأصيلة، وحل المشكلات الثقافية، وتقوية المراكز الدينية والثقافية والعبادة.

* تأسيس مكتبة كبيرة تضم آلاف المجلدات من الكتب بلغات مختلفة في عاصمة بنغلاديش (دكا) وتقوية المكتبات الدينية في مراكز تجمع الشيعة، وكذلك إنشاء المستشفيات والعيادات والصيدليات في الأماكن التي يتواجد فيها أتباع أهل البيت (ع).

* تسجيل مؤسسات مختلفة، مثل: مؤسسة دار القرآن الدولية في بنغلاديش وسريلانكا للأنشطة الرسمية لأتباع أهل البيت (ع)، وكذلك إنشاء المدرسة الإيرانية الدولية في بنغلاديش.

* متابعة المدارس الحوزات العلمية وإدارة الطلاب ورجال الدين الذين تخرجوا من إيران، وأئمة الجمعة والجماعة في الدول التي تحت رعايتها.

* الاجتماع مع علماء وكبار الثقافة العلمية والدينية عند الأخوة أهل السنة، من أجل إيجاد أساس للتفاهم والتقريب والوحدة، ومنع تكفير أتباع أهل البيت (ع) من قبل علماء الإفتاء عن أهل السنة.

* الرد على الشبهات والاتهامات، وإظهار الوجه الحقيقي للإسلام ومدرسة أهل البيت (عليهم السلام).

* التهدئة، ومناهضة العنف، والقضاء على الجهل، ومحاربة التحجر والخرافات.

* تعزيز روح بناء الذات والثقة بالنفس لدى الشيعة في هذه الدول.

* تبيين المذهب الشيعي كأحد المذاهب الإسلامية، على الرغم من أن هذا المذهب يمثل الأقلية، وخلق مكانة تليق بكرامة الشيعة، وعدم السماح لبعض أئمة الجمعة والجماعة في إهانة الشيعة.

الوفاة

توفي آية الله شاهرخي، وودع الحياة الفانية إلى الباقية، بعد سنوات قضاها من عمره في الجهاد العلمي والثقافي من أجل ترويج مدرس أهل بيت العصمة والطهارة (ع) بعد تحمله فترة المرض يوم الأحد 27 نوفمبر سنة 2016م، عن عمر يناهز 82 عامًا، بسبب مضاعفات دماغية في مستشفى نكويي بقم. ودفن في حرم السيدة معصومة (عليها السلام) بعد التشييع وبعد أن صلى عليه آية الله الشبيري الزنجاني، وصدرت برقيات تعزية منفصلة من قبل شخصيات وتجمعات مختلفة، في فقدان هذا العالم السياسي، وفقيه مدرسة أهل البيت (ع)، كما أقيمت له مجالس ترحيم على روحه في مدن إيرانية، ودول مختلفة، مثل سريلانكا وبنغلاديش.

وجاء في جزء من رسالة التعزية التي بعثها آية الله الخامنئي بمناسبة وفاته ما يلي:

"إثر رحيل العالم المثابر المرحوم المغفور له حجة الإسلام الحاج السيد محمد نقي شاهرخي رحمة الله عليه، الذي كان عضوا في مجلس الخبراء، وتلميذا من تلامذة الإمام الخميني الراحل وممثلا له في بعض الدول، أتقدم باحر التعازي لأسرته الكريمة وكافة محبيه ومن أهالي خرم آباد الثوريين".

الدراسات

 من الكتب التي ذكرت سيرة المرحوم، كتاب "المنادي بالوحدة؛ آية الله السيد محمد نقي شاهرخي خرم آبادي"، حيث ورد فيه دراسته الحوزوية، ونضاله الثوري، ومسؤولياته السياسية وأسفاره التبليغية إلى الخارج، كما قام مركز توثيق الثورة الإسلامية بنشر مذكراته.

Tags

• الجمعية العامة للمجمع العالمي لأهل البيت (ع)