آية الله الحاج الشيخ محمد مهدي الآصفي

Thursday, 25 August 2022

آية الله الحاج الشيخ محمد مهدي الآصفي (1939- 2015م)، من العلماء المجاهدين العراقيين. كرّس حياته المباركة لترويج معارف وثقافة مدرسة أهل البيت(ع)، وكان من أبزر أعضاء حزب الدعوة الإسلامية في العراق، وقد قضى سنوات عديدة  من عمره في مكافحة النظام البعثي لأجل استقلال البلاد، وإقامة القيم الإسلامية، فطاردته جلاوزة النظام، واضطر إلى مغادرة العراق خفيةً، وتحمل عناء الابتعاد عن الوطن لفترة طويلة.

كان الراحل الآصفي من مجتهدي الحوزة العلمية في النجف، وإلى جانب نضاله السياسي ضد النظام البعثي، تألق في المجالات العلمية والثقافية، فكان خبيرا في مختلف العلوم الإسلامية، كالفقه، وأصول الفقه، والتفسير، والفلسفة، وبعض من المسائل الاقتصادية والاجتماعية، كما ترك مؤلفات قيمة في هذه المجالات.

كان هذا العالم المجاهد من أعضاء الهيئة العليا للمجمع العالمي لأهل البيت(ع)، وتولى لفترة منصب الأمين العام للمجمع.

حياته

ولد الشيخ محمد مهدي الآصفي في النجف الأشرف عام 1939م. في عائلة دينية علمية، فكان والده علي محمد البروجردي الآصفي من علماء النجف. والدته أيضاً ابنة الشيخ محمد تقي البروجردي الذي كان من علماء الحوزة العلمية في النجف.

عندما كان طفلاً، كان مهتمًا جدًا بدروس الحوزة، ودخل في سن المراهقة في الحوزة العلمية بالنجف. تعلم علوم اللغة العربية عند الشيخ عبد المنعم الفرطوسي، وذهب إلى الشيخ محمد رضا المظفر ليدرس عنده المنطق. ودرس أصول الفقه عند الشيخ صدرا البادكوبي، والفقه عند الشيخ مجتبى اللنكراني. وفي مرحلة البحث الخارج للفقه والأصول تتلمذ على الشيخ علي محمد البروجردي، والشيخ حسين الحلي، وآية الله السيد محسن الحكيم، والإمام الخميني، وآية الله الخوئي، فحصل على إجازة في الاجتهاد من قبل آية الله الميرزا هاشم الآملي، والشيخ مرتضى آل ياسين. وبالإضافة إلى الدروس الحوزية، تابع دراسته الأكاديمية في جامعة بغداد، حتى حصل على درجة الماجستير في المعارف الإسلامية.

وفي عام 1971م أخرجه النظام البعثي من العراق مع مجموعة من العراقيين من أصول إيرانية، فعاش في إيران والكويت لسنوات عديدة، وعاد إلى العراق بعد سقوط نظام صدام، وشرع فوراً بتدريس الفقه والأصول على مستوى البحث الخارج في الحوزة العلمية بالنجف.

 

مؤلفاته

نُشر لآية الله الآصفي أكثر من 37 مقالاً علمياً، كما قام بتأليف العديد من الكتب في مختلف مجالات العلوم، نُشر أغلبها باللغة العربية وترجم بعضها إلى لغات أخرى، كاللغة الفارسية والأردية، ومن أهم أعماله يمكن ذكر ما يلي:

* في رحاب القرآن: وتمّ الكشف عن ترجمة لهذا العمل باللغة الفارسية في أربعة عشر مجلداً تحت عنوان (در آينه وحى) في مراسيم إحياء ذكراه.

* الاجتهاد والتقليد وسلطات الفقيه وصلاحياته

* الأمة الواحدة والموقف من الفتنة الطائفية

* التحديات المعاصرة ومشروع المواجهة الإسلامية

* الجسور الثلاثة، قصة الغارة الحضارية على العالم الإسلامي

* الدعاء عند أهل البيت (عليهم السلام)

* مشروع الوحدة الإسلامية ثقافيا وسياسيا

الأنشطة السياسية والاجتماعية

 

عندما وصل صدام إلى السلطة بالعراق في 16 يوليو 1979م اعتقل النظام العراقي آنذاك أعضاء من حزب الدعوة وأعدم المئات منهم. وبسبب هذه الظروف نقل حزب الدعوة مقر نشاطه إلى إيران، فغادر آية الله الآصفي إلى إيران في صيف عام 1979م.

وكان الشيخ الآصفي عضوا في المجلس المركزي الذي ساهم في إعادة بناء وهيكلة حزب الدعوة، وتم اختياره ناطقاً رسميا للحزب عام 1980م، وفي نهاية عام 1980م. انتخب كواحد من 12 عضوا في المجلس الأعلى للحزب. كما انتخب عضوا في المجلس الفقهي للحزب.

كان المرحوم آية الله محمد مهدي الآصفي من رواد الجهاد والنضال في العراق، وفي خلال الحرب التي فرضها النظام البعثي في ​​العراق على إيران، رافق عناصر فيلق بدر، واهتم بأهالي شهداء العراق وضحايا الحرب في إيران، وبقي مع المجاهدين حتى نهاية حياته. ومن خلال الظهور في ساحات القتال ضد داعش كان قد شجع المقاتلين الإسلاميين.

 

عضو في المجمع العالمي لأهل البيت (عليهم السلام)

شغل آية الله الآصفي منصب الأمين العام للمجمع العالمي لأهل البيت (عليهم السلام) من عام 2003م إلى بداية عام 2005م، وكان عضوًا في المجلس الأعلى للمجمع حتى نهاية حياته.

 

مؤسسة الإمام الباقر (ع) الخيرية

تأسست مؤسسة الإمام باقر (ع) الخيرية تحت إشراف آية الله الآصفي، وتتكفل ما يقارب من 6700 عائلة من اللاجئين العراقيين والأفغان في أكثر من 33 موقعًا في جميع أنحاء إيران، ومن الأنشطة الأخرى لهذه المؤسسة هي بناء مجمعات سكنية (حوالي 110 وحدة سكنية) للأيتام في قم، و220 وحدة سكنية للمساعدة المادية والمعنوية للمؤمنين في العراق وأفغانستان.

 

أفكاره

قدم آية الله الآصفي أفكاره القرآنية في كتابه "في رحاب القرآن"، وما يميز هذا العمل هو التزامه بالتقاليد التفسيرية والالتزام بإدراج الروايات التفسيرية في بداية المواضيع وذيلها. ويعتبر من علماء التقريب، وتتضح أفكاره السياسية في كتبه مثل "ولاية الأمر" و"الجهاد في القرآن".

 

الوفاة

أخيرًا، وبعد حياة مليئة بالجهاد العلمي، والثقافي والسياسي، فارق آية الله محمد مهدي آصفي الدنيا الفانية إلى الباقية في 4 يونيو 2015م الموافق 16 شعبان 1436 هـ، وقد تم تشييع جثمانه في مدينة قم المقدسة يوم الجمعة 17 شعبان، بحضور عدد كبير من العلماء والمحبين، ثم صلى عليه المرجع الديني الشيعي الشيخ ناصر مكارم الشيرازي، ثم نُقل جثمانه إلى النجف الأشرف، وفي النجف وبعد أن صلى عليه آية الله محمد إسحاق الفياض، أحد مراجع التقليد عند الشيعة، دُفن في مقبرة وادي السلام بجوار قبر النبيينِ هود وصالح (عليهما السلام).

بعد رحيل هذا العالم الشيعي، أعربت العديد من المؤسسات والشخصيات السياسية والدينية عن تعازيها في رسائل منفصلة.

وجاء في جزء من رسالة التعزية التي بعثها ولي أمر المسلمين آية الله العظمى السيد الخامنئي:

 "لقد كان الفقيد الراحل فقيهاً مجدّداً ومتكلّماً فذّاً ومؤلّفاً غزيراً ذا أثر بالغ، فقد ترك ثمرةً لعمره المبارك عشرات المؤلفات القيّمة التي تناولت القضايا الابتلائية في مجال العقائد والكلام والفقه. كما كان للفقيد الراحل تاريخاً جهادياً مشرقاً في ساحات الجهاد السياسي والاجتماعي في العراق، وكان فكره الوضاء وآراؤه السديدة وتحليلاته العميقة لقضايا المنطقة، من جملة سمات وميزات هذه الشخصية الجامعة الأطراف. إن زهد الفقيد الراحل وعزوفه عن اللذائذ المادية وقناعته بالعيش المتواضع الذي يُعتبر الطابع العام في حياة طلبة العلوم الدينية، إحدى الخصوصيات البارزة الاُخرى لهذا العالم الجليل وهذه الشخصية العلمائية الرفيعة الشأن. ولقد تحمُّل سماحته لسنوات عدة مهام وكالَتي وعناء تمثيلي في النجف الأشرف، ما يشغل ذمّتي بحقّ عظيم تجاهه، وأسأل الله عزّ وجل أن يجعل لطفَه ورحمتَه المؤدّيين لحقّ كل ما أسداه المرحوم من خدمات علمية ودينية واجتماعية".

 مراسم تأبينه

في 20 نوفمبر 2015م أقيمت في قم مراسم إحياء لذكرى آية الله الآصفي تحت عنوان مؤتمر الزهد والجهاد والاجتهاد، حيث تم تنظيم هذا المؤتمر من قبل المجمع العالمي لأهل البيت (عليهم السلام)، ومنظمة التبليغات الإسلامية في حوزة قم، وجامعة المصطفى العالمية، ومركز إدارة الحوزة العلمية.

 

 

 

Ahl Al-Bayt World Assembly

The Ahl al-Bayt World Assembly  is an international non-governmental organization (INGO) that was established by a group of Shiite elites under the supervision of the great Islamic authority of the Shiites in 1990 to identify, organize, educate and support the followers of Ahl al-Bayt.

  • Tehran Iran
  • 88950827 (0098-21)
  • 88950882 (0098-21)

Contact Us

Issue
Email
The letter
4+6=? Captcha