حجة الإسلام والمسلمين حميد توران

Tuesday, 30 August 2022

ولد حجة الإسلام والمسلمين الحاج الشيخ حميد توران عام 1951م في قرية يوكاري توبراك بمدينة أراليك في محافظة أغدير التركية، أكمل دراسته في المرحلة الابتدائي في مسقط رأسه، وتعلم دروس القرآن وأصول الدين عند إمام الجماعة في مسجد قريته، ثم سافر إلى إيران في سن السابعة عشر لدراسة العلوم الدينية، وأقام في تبريز. بدأ الشيخ توران بدراسة المقدمات في مدرسة الطالبية العلمية في تبريز، وتعلم اللغة الفارسية في هذه المدينة، وبعد فترة ذهب إلى العراق لمواصلة دراسته في العلوم الدينية، واستقر بالقرب من مرقد أمير المؤمنين علي (ع) في النجف الأشرف.

 

حجة الإسلام والمسلمين حميد توران

التعرف على الشيخ صلاح الدين أوزغوندوز

خلال إقامته التي استمرت ست سنوات في النجف الأشرف من عام 1968م إلى عام 1974م، درس الشيخ حميد الدروس الحوزوية، مثل: اللغة العربية، والفقه، والأصول، والفلسفة، والمنطق، ثم تعلم اللغة العربية كلغة أجنبية ثانية له، وقد التقى بالشيخ صلاح الدين أوزغوندوز في النجف، وبعد عودتهما إلى تركيا، انخرطا في الأنشطة الدينية معًا. يُعتبر صلاح الدين أوزغوندوز زعيم الشيعة في تركيا، وأحد تلاميذ آية الله العظمى السيد أبو القاسم الخوئي، والإمام الخميني (ره) في النجف الأشرف.

 

الأنشطة الثقافية والعمرانية

بعد عودت حجة الإسلام توران إلى تركيا مارس نشاطه في مسجد منطقة أراليك، وبعد أن انتهى الخدمة العسكرية في عامي 1975 و1976م سافر إلى إسطنبول -وبمساعدة الشيخ صلاح الدين أوزغوندوز- أسس عام 1978م وقبل عام من انتصار الثورة الإسلامية في إيران، مسجد الزينبية كأول مسجد شيعي في منطقة هالكالي، ثم بمساعدة الشيخ أوزغوندوز أنشأ عدة مساجد في المناطق الشيعية في إسطنبول، مثل: مسجد الإمام علي (ع) كأكبر مسجد شيعي في تركيا عام 1985م، ومسجد الإمام الحسن (ع)، ومسجد الإمام الحسين (ع)، ومسجد أبو طالب، وذلك من أجل التبليغ الشيعي، حيث كانت الحكومة في ذلك الوقت تمانع من الأنشطة الشيعية، يعتقد الشيخ توران والشيخ أوزغوندوز أنه إذا كان لدى الشيعة مسجد واحد فقط يمارسون نشاطهم فيه، فيمكن للحكومة بسهولة إيقاف أنشطتهم وإغلاقه، وأما إذا كان لديهم العديد من المساجد وانتشرت أنشطتهم على نطاق واسع، ولن تكون الحكومة قادرة على إيقاف أنشطتهم، ولا يمكن لها الحد من تلك النشاطات ومواجهتها.

كان حجة الإسلام توران إمام مسجد الزينبية في تركيا، وإمام جمعة شيعة إسطنبول، ونائب جمعية الزينبية في دولة تركيا. ومن بين أنشطته الأخرى تأسيس جماعة ومركز الزينبية الديني والثقافي في عام 2009 م، وذلك بمساعدة صلاح الدين أوزغوندوز. وتعدّ جماعة الزينبية أقدم جماعة شيعية في تركيا. استقرت هذه الجماعة في البداية بشكل متفرق في منطقة هالكالي، ثم بدأت أنشطتها من مسجد الزينبية في إسطنبول، ووسعت أنشطتها إلى مناطق ومدن أخرى.

كما أطلق الراحل توران موقعاً باسم الزينبية، وكان له دور فعال ومؤثر في تبليغ وانتشار التشيع ومعارف أهل البيت (ع). وبشأن تسمية المسجد وأنشطته بـ"الزينبية" قال إن السيدة زينب (عليها السلام) نقلت رسالة عاشوراء ونهضة الإمام الحسين (ع) إلى العالم وأحيتها، فنحن أيضا بالاقتداء بهذه السيدة، تعلمنا كيف نقف بوجه الأعداء حتى يمكن إيصال رسالتنا إلى الآخرين.

ومن أنشطته الثقافية والدينية الأخرى، تشكيل جمعية شيعة إسطنبول، وإنشاء مؤسسة القرآن والعترة في إسطنبول، وإطلاق أول دار نشر شيعية في إسطنبول باسم "نور الثقلين"، وإصدار مجلة "علمدار".

وعن آماله وأمنياته قال الشيخ توران في مقابلة مع قناة تلفزيونية إننا منذ أن كنا طلابا، كنا نتمنى أنا والشيخ صلاح الدين تحقيق أهدافنا في هذه الأيام، كما كنا نتمنى أن نرزق الشهداء، وطبعا ما زالت هذه الفكرة وهي الشهادة نعيشها في أذهاننا.

دعم نظام الجمهورية الإسلامية الإيرانية

قال المرحوم توران في مقابلة مع إحدى وكالات الأنباء الإيرانية، إننا بدأنا أنشطتنا التبليغية والترويجية المتعلقة بمدرسة أهل البيت (ع) بصعوبات ومشكلات كثيرة جدا، وخاصة وأنّ في تلك الفترة كانت تفرض علينا قيود وضغوط عديدة. ومع انتصار الثورة الإسلامية، ازدادت علينا الضغوط والمصاعب، وتعرضنا للاضطهاد بتهمة ترويج منهج الإمام الخميني. يقول الشيخ توران: كنت أنا والشيخ صلاح الدين آنذاك من مؤيدي وداعمي الثورة الإسلامية؛ وبسبب هذا الدعم للثورة الإسلامية ونظام الجمهورية الإسلامية الإيرانية، حكم علينا بالسجن عدة سنوات من قبل الحكومة العلمانية في تلك الفترة.

الاهتمامات

سعى حجة الإسلام توران إلى إطلاق قناة تلفزيونية شيعية، وتأسيس مدرسة وجامعة إسلامية شيعية، لكنه لم يبلغ آماله، ونظراً لثقافة السكن في الشقق وتشييد المباني الشاهقة، فقد كان لديه فكرة عن إطلاق شبكة فضائية شيعية، ومن خلالها سيُدخل المساجد إلى المنازل، وبالتالي عن طريقها يوصل معارف أهل البيت (ع) إلى الناس، ولكن بسبب تكلفتها العالية، لم يتمكن من إنشائها.

وأكد إمام جمعة الشيعة في إسطنبول على وحدة المسلمين، وكان يعتقد أن الخلافات القائمة بين المسلمين هي خلافات جزئية، ولكن الأعداء يؤججونها، وكان يرى أن المسلمين يستطيعون حل هذه الخلافات بالحوار.

قال عن النشاطات الثقافية والتبليغية ونشر مدرسة التشيع: إنّ الإمام الحسين (ع) هو السبب في إنقاذنا خلاصنا. تمسك بالحسين (ع) بقوة حتى لو قطعوها مثل العباس (ع)، فلا تتركوا الإمام الحسين (ع) وتمسكوا به بقلوبكم.

 

الوفاة

خضع الشيخ حميد توران، وبعد حياة من الخدمة الصادقة والمخلصة في طريق ترويج مدرسة أهل البيت (ع) بسبب أمراض القلب، لعملية القلب المفتوح في 3 سبتمبر سنة 2015 م، في مستشفى محمد عاكف في منطقة هالكالي في تركيا، وبعد يومين دخل في غيبوبة بعد إجراء عملية ثانية، وكان في غيبوبة لمدة 525 يومًا، وتوفي في يوم 10 فبراير سنة 2017 م، وودع الحياة الفانية إلى الباقية، بعد عمر قضاه في تبليغ ونشر وعلو مدرسة أهل البيت (ع)، وتم تشييع جثمان الفقيد في ذكرى استشهاد السيدة فاطمة الزهراء (عليها السلام)، وشارك فيه نخبة من العلماء والفضلاء وعدد كبير من الشيعة الأتراك.

 

التشييع المهيب

قد اكتسب الفقيد خلال أنشطته التبليغية شعبية كبيرة بين الشيعة في تركيا، حتى أن تشييع جنازته صارت واحدة من أكبر التشييعات ازدحامًا في تاريخ تركيا، حيث كان أول تشييع مهيب وعظيم من نوعه لشخصية شيعية هناك. وحضر تشييع جنازته في منطقة هالكالي في إسطنبول مسؤولون من تركيا ومن الدول الجوار وأهل السنة، ومنهم: ممثل قائد الجمهورية الإسلامية الإيرانية في تركيا وأذربيجان، ورئيس المكتب الدولي لآية الله السيستاني، وممثل آية الله السيد سعيد حكيم من النجف الأشرف.

وتم إصدار برقيات تعزية متفرقة بمناسبة وفاة هذا العالم المبلغ من قبل بعض المؤسسات والشخصيات، مثل: المجمع العالمي لأهل البيت (ع)، ومدير الحوزات العلمية في إيران، وآية الله دوز دوزاني من مراجع التقليد الشيعة في قم، وسفير الجمهورية الإسلامية الإيرانية في تركيا، وحزب المؤتلفة الاسلامي، وحجة الإسلام والمسلمين الأستاذ حسين أنصاريان.

وفيما يلي جزء من رسالة التعزية التي أصدرها آية الله دوز دوزاني، بعد وفاة الشيخ توران:

"لقد صدمت عند سماع نبأ وفاة الفقيد حجة الإسلام الشيخ حميد توران. كان عالم متقي ومجتهد، سعى دائما لخدمة المسلمين وخاصة شيعة تركيا، وفقدانه خسارة لن تجبر بسهولة".

 

 

Ahl Al-Bayt World Assembly

The Ahl al-Bayt World Assembly  is an international non-governmental organization (INGO) that was established by a group of Shiite elites under the supervision of the great Islamic authority of the Shiites in 1990 to identify, organize, educate and support the followers of Ahl al-Bayt.

  • Tehran Iran
  • 88950827 (0098-21)
  • 88950882 (0098-21)

Contact Us

Issue
Email
The letter
4*5=? Captcha