توفي الشيخ "عبداللهي جمعة ناصر" وهو عالم بارز شيعي من أهل كينيا والذي كان له دور مهم في نشر التشيع في هذا البلد وسائر مناطق أفريقيا عن عمر ناهز 90 عاما.
وكان رحمه الله عضو الجمعية العامة للمجمع العالمي لأهل البيت (ع)، وقد قضى عمره المبارك في سبيل ترويج معارف القرآن والعترة وإثبات أحقية أمير المؤمنين علي (ع) ومدرسة أهل البيت (ع).
وأعلن جماعة مومباسا الإسلامية (KSI) تفاصيل مراسيم تشييع جثمان الفقيد الحاج الشيخ عبداللهي ناصر، على ما يلي:
"أقيمت صلاة الجنائر على جثمانه في مسجد الحسنين (ع) يوم الثلاثاء 11 جنيوري، ومن ثم شيع إلى مثواه الأخير، حيث توجه المشيعون نحو مقبرة غنجوني الواقعة على طريق رئيس الأساقفة ماكاريوس، المجاورة إلى مستشفى الساحل في غنجوني مومباسا، كما طلب منه المشاركين مراعاة التعاليم الصحية المتعلقة بجائحة كورونا للحد من انتشارها".
* نبذة مختصرة عن حياة الفقيد الشيخ عبداللهي جمعة ناصر
ولد الشيخ عبداللهي جمعة ناصر سنة 1932 للميلاد في مدينة مومباسا من مدن كينيا، ودرس العلوم الدينية ليصبح خطيبا ومعلما، واشتغل بتدريس المعارف الإسلامية كما له نشاطات في هذا الخصوص.
كان عبداللهي ناصر من أبرز خطباء وعلماء أهل السنة لمدينة مومباسا، واعتنق سنة 1975 م المذهب الشيعي، وفي مقابلة أجريت معه تحدث عن سبب تشيعه قائلا: تعرفت على فضائل أمير المؤمنين علي (عليه السلام)، ثم شعرت شيئا فشيئا أن علي بن أبي طالب (ع) أفضل المسلمين بعد رسول الله (ص)، وبعد فترة حصلت على كتاب "الغدير" للمرحوم العلامة الأميني، فقرأت المجلد الأول منه، وأدركت أحقية المذهب الشيعي، ثم توجهت إلى مسجد الشيعة، وقرأت العديد من الكتب حتى أصبحت شيعيا.
إن الحاج عبداللهي ناصر وبعد اعتناقه المذهب الشيعي شرع بتأليف كتب وكراسات حول التشيع حيث له دور مهم ومؤثر في هداية الناس إلى المذهب الشيعي في كينيا وسائر الدول الأفريقية.
فكان هذا العالم البارز ولعدة عقود أجرى العديد من المناظرات مع علماء الوهابية في كينيا، وذلك بفضل معرفته الواسعة بتاريخ الإسلام ومبادئ العقائد الشيعية.
وألف هذا العالم الديني كتبا قيمة في العقائد الشيعية، ومن تأليفاته كتاب "الشيعة والتقية" باللغة السواحيلية، وكان الكتاب في الرد على كتاب لـ" محب الدين الخطيب" باسم "الخطوط الكلية" والذي ألف باللغة العربية قبل أربعين سنة من تأليف كتاب عبداللهي (ره)، كما نشر الكتاب باللغة السواحيلية قبل تأليف كتاب عبداللهي بعشر سنين تحت عنوان "جذور المذهب الشيعي" حيث بث الشبهات في الوسط الشيعي في تلك المنطقة من أفريقيا.
وتطرق الفقيد عبداللهي ناصر في هذا الكتاب إلى مفهوم التقية من المنظور الشيعي، وحول هذا الكتاب قال رحمه الله: نظرا إلى الشبهات المثارة حول قضية التقية في أفريقيا رأيت من واجبي أن أقوم بتأليف هذا الكتاب، وأقدموه لعامة الناس؛ كي يزيل الشبهة عنهم أولا، وثانيا ليتعرف على قضية التقية عامة الناس.
أما الفصول الأربعة لكتاب "الشيعة والتقية"، فهي:
1ـ ما هي التقية؟
2ـ مشكلات الشيعة في عهد بني أمية وبني العباس؛
3ـ تقية من منظور أهل السنة؛
4ـ التقية من وجهة نظر الشيعة.
كما أن هناك مجموعة من خطب الشيخ عبداللهي ناصر متوفرة بشكل ملفات صوتية وفيديو، وقد نشرت بين مسلمي كينيا خاصة المناطق المطلة على المحيط الهندي، وكان لهذه الخطب الحظ الوافر في اعتناق السكان الأصليين في أفريقيا لمذهب أهل البيت (ع).
وفي هذه السنوات التي نشط فيها الشيخ اتخذت الوهابية والمراكز المنتمية إليها مواقف للحد من نشاطاته، وذلك بالتطميع والتهديد حتى يردوه من المذهب الشيعي ولكن بائت محاولتهم بالفشل.
وكان الفقيد عبداللهي ناصر أيضا فاز في الانتخابات التشريعية لبلده حتى أصبح مندوبا لأهالي مدينة مومباسا في البرلمان، وكان يحظى بشعبية كبيرة بين الناس، كما أنه "عضو الجمعية العامة" للمجمع العالمي لأهل البيت (ع) وهي منظمة دولية غير حكومية تضم نخب الشيعة.
حتى وافته المنية بعد عمر قضاه في البحث وترويج معارف القرآن والعترة يوم الاثنين 10 جنيوري سنة 2022 للميلاد، وبعد أن شيعه جثمانه المؤمنون، دفن في مقبرة غنجوني في مومباسا.