لقد أصبح يوم القدس العالمي ببركة الإمام الخميني العظيم (رضوان الله تعالى عليه) نهضة عظيمة لأجل مواجهة الاستكبار العالمي الصهيونية ولقد أصبحت القضية الفلسطينية ببركة الجمهورية الإسلامية الايرانية أساسية، وصارت قضية القدس هي المحور بالنسبة للعالم بدعمها غير المحدود في كل المجالات داخل فلسطين وخارجها من لبنان وسوريا الي العراق واليمن وغيرهم. فيجب أن يدرك قادة العدو أن كل تحركاتهم تحت النظر، وأن كل الدعم حاصل وبقوة لكل الحركات المقاومة التي ستدمر كيانكم، فليعلم هذا العدو أن أيامه أصبحت معدودة، وأن الجمهورية الإسلامية الايرانية تدافع عن المظلومين في العالم، وهذا من نظام ثابت من ثوابت دستور الجمهورية الإسلامية الايرانية.
فلقد غيرت الثورة الإسلامية الايرانية كل القوانين الظالمة على مستوى العالم، ووعدت وعدا وعهدت عهدا بأمر السيد القائد الخامنئي (حفظه الله تعالى) أن تقام دولة العدالة الإسلامية ضد النظم الظالمة وسنصلي بالقدس الشريف.
ونضرب مثلا وهو ليس ببعيد وهو القائد العسكري الشهيد قاسم سُليماني والذى أذاقكم الله الويل على يديه والقادم أسوأ وأشد، فهو الذي حاصر الصهيونية والاستكبار الأمريكي في كل مكان بالمنطقة حتى أفشل كل مخططاتهم وأهدافهم للمنطقة، وليست السياسية فقط بل أفشل مخططهم في تغيير الهوية الإسلامية أيضا، وهذا نابع من عقيدته الراسخة وتكليفه الشرعي، أن القضية الفلسطينية هي المحور والقاعدة الأساسية، وهي الميزان بين أهل الحق وأهل الباطل.
كما أنه لا شك أن الاجتماعات واللقاءات والمؤتمرات التي تقام في بعض الدول بين الفصائل الفلسطينية له أهميته الكبيرة، ولكن يا ترى ما هو موقف هذه الدول المستضيفة للمؤتمرات مع الكيان الصهيوني! لا مجال أمام المقاومين إلا الاستمرار في المقاومة بكل طرقها وأشكالها كما أمر قائد المقاومة وسيدها وموجهها سماحة السيد حسن نصر الله (حفظه الله تعالى) والقضية الفلسطينية الإسلامية هي أم القضايا، والتى لا يمكن التخلي عنها أبدا تحت أي ظرف من الظروف.
وبناء عليه يجب، بل ومفروض شرعا على الدول الإسلامية أن تضع خلافاتها جانبا، وتتحد مع الجمهورية الإسلامية الايرانية في وجه هذا العدو المغتصب والذي قتل وشرد الشيوخ والنساء والشباب والأطفال، كما أنه شرد وهجر العائلات وهدموا بيوتهم، وأصبح مفضوحا أمام العالم كله، وهذا واضح من خلال ما يحدث وحدث من توترات في الأيام الأخيرة في المسجد الأقصى أمام أعين العالم، وللأسف العالم في صمت، ومنهم من قام بتطبيع العلاقات من بعض الدول مع هذا الكيان، إلا الشرفاء وهؤلاء الشرفاء ليسوا قلة، بل أصبحت الجماهير والشعوب على مستوى العالمين العربي والإسلامي يمثلون قوة قوية قادرة على أن تحدث تأثيرا مباشرا، والقيام بدورهم التوعوي لمن لم تصلهم الرسالة.
ولقد أحدثوا خللا كبيرا في جبهة هذا الكيان بدورهم التوعوي الشعبي، ولا ننسى دور الفلسطينيين أنفسهم وما يقومون به من حالة الاستنفار العام من فصائل المقاومة، وتدافعهم بعضهم البعض حتى أصبحوا رأس حربة بضرباتهم المتتالية نيابة عن العالم كله في مواجهة دائمة في كل الأوقات مما أحدث رعبا في صفوف جيش الاحتلال، وثبتوا بالفعل دورهم الوطني القوي أمام العدو وأمام المطبعين.
بقلم السيد الطاهر الهاشمي عضو المجمع العالمي لأهل البيت عليهم السلام