أصدر رئیس المجلس الاعلی للمجمع العالمي لأهل البیت (علیهم السلام) ورئیس مؤسسة عاشوراء الدولیة حجة الاسلام والمسلمين الشيخ "محمد حسن اختري" بيانا استنكر فيه وادان الاهانة والتطاول على القرآن الكريم والنبي صلى الله عليه وآله .
بسم الله الرحمن الرحیم
قال الله في محكم كتابه: (يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ) صدق الله العظیم
ان قیام عدد من العناصر المتطرفة المعادیة للاسلام بالأساءة الی القران الكریم ( الكتاب السماوي للمسلمین) ومبادرة بعض الصحف والمجلات في بعض البلدان الاوروبیة ولمرة اخری بأعداد ونشر رسوم كاریكاتوریة تسيء الی النبي الاكرم (ص) وتسخر منه هی ممارسات تعسفیة جائرة قد اثارت موجة غضب عارمة في العالم الاسلامي، كما اثار هذا الامر قلق جمیع الاحرار في العالم .
ان ما یثیر الألم والاسف في المجتمعات ومنها المجتمع الأسلامي هو المبادرات الخاطئة البعیدة كل البعد عن الشرعیة والمبدئیة التي یمارسها الحكام واجهزة الشرطة والامن في بعض البلدان الاوربیية التي تتشدق بالحریة وحقوق الانسان فهذه الجهات هي التي تدعم التطرف و هي التي سمحت رسمیاّ لهؤلاء العنصریین المتطرفین المناهضین للاسلام الذین یفتقدون لكل سمات العقلانیة والانسانیة والتعایش الاجتماعي بالتجمع في مكان والأساءة الی القران والنبي الاكرم (ص).
مع الاسف ان هذه لیست المرة الاولی التي یتم فیها الأساءة الی المسلمین والمقدسات الاسلامیة، وان هذه المبادرات القذرة المهینة المعادیة للبشریة التي یتم ارتكابها خلافاّ للمعاهدات والقوانین الدولیة ومبدأ احترام الأدیان والتعایش السلمي بین اتباع الأدیان السماویة، تعتبر بحد ذاتها اهانة لجمیع الأنبیاء والمرسلین وللانسانیة والقیم الاجتماعیة .
وان تكرار هذه الاهانات والممارسات العنصریة ضد الاسلام والمسلمین في بعض البلدان الاوروبیة والتي تؤدي بلاشك الی جرح مشاعر المسلمین لا یمكن تبریرها ابداّ بأسم مبدأ ( حریة البیان).
ان مثل هذه الممارسات المهینة والمعادیة جعلت العالم الاسلامي یستنبط بأن هناك مؤامرة خطیرة تكمن وراء هذا السلوك العنصري وان هذا السلوك العنصري یشیر الی انطلاق حرب نفسیة امیركیة اوروبیة ضد المجتمعات الاوروبیة وضد المسلمین والجالیة المسلمة في اوروبا وامیركا.
وقد حدث هذا الامر الشیطاني الخبیث(اهانة المقدسات الاسلامیة) هذه المرة بشكل اسوأ واكثر خزياّ وعاراّ في ایام عزاء سید الاحرار والشهداء الامام ابا عبد الله الحسین علیه السلام حیث تم الاساءة الی المشاركین في مراسم العزاء الحسیني الامر الذي اثار بلاشك غضب جمیع المسلمین والاحرار وجمیع اتباع الأدیان السماویة في العالم .
ان رجال السیاسة في اوروبا والغرب مع الأسف قد قاموا وبأسم الحریة بتآیید هذه الأعمال والممارسات القذرة او مروا علیها مرور الكرام دون ان یقوموا بأدانتها او منعها.في حین ان اي شخص یبادر ولو شفویاّ بأنكار موضوع المحرقة الیهودیة (الهولوكاست) في هذه البلدان التي تتشدق بـ (حریة التعبیر) سیتم زجه في السجن لسنوات مدیدة،وسیتم حرمانه من جمیع الخدمات الاجتماعیة.
وحتی الآن لم ینسی العالم الاسلامي المفكر الفرنسي الكبیرالاستاد روجیه غارودي الذي واجه معاناة كثیرة بعد ماصرح بأن الهولوكاست اسطورة صنعتها الصهیونیة. هذا في حین ان الرئیس الحالي لفرنسا عندما سأله صحفي لبناني بانه لماذا لم یدین ویستنكر المبادرة المهینة لمجلة (شارلي ابدو) التي قامت بأعداد ونشر كاریكاتوریسيء لنبي الاسلام اجاب قائلاّ: ان فرنسا بلد الحریة وان ماقامت به مجلة (شارلي ابدو)یأتي في اطار حریة التعبیر.
ان امثال هؤلاء السیاسیون المستعمرون لایكنون اي احترام حتی للقیم التي یزعمون انهم یدافعون عنها ونراهم دائما یطلقون شعارات رنانة یدعون من خلالها بأنهم رواد الحضارة والثقافة واحترام حقوق الانسان والكرامة الانسانیة في حین انهم یستغلون هذه الشعارات ومنها موضوع حریة التعبیر لتحقیق مآربهم وقد برهنوا هذه المرة ایضاّ من خلال دعمهم للممارسات العنصریة للجماعلت المتطرفة بانهم اناس غیر جدیرین لآدارة مجتمعهم والعالم .
ان المجمع العالمي لأهل البیت (علیهم السلام) ومؤسسة عاشوراء الدولیة بأعتبارهما من المؤسسات الدولیة الأهلیة التي اخذت علی عاتقها مسؤولیة الدفاع عن الدین الاسلامي الحنیف ومذهب اهل البیت (علیهم السلام) وتسعی الی تعزیز اسس الصداقة والتعایش السلمي واحترام الثقافات والمعتقدات الدینیة المقدسة لاتباع الأدیان المختلفة ، یستنكران ویدینان بشدة هذه الاعمال الكریهة التي تبث التفرقة.
ویطالبان من الحكومات والمؤسسات المهنیة واالعسكریة في هذه البلدان ان یبادروا بسرعة بالغاء التصریح الرسمي الذي یسمح بممارسة مثل هذه الاعمال اللاانسانیة وغیر الشرعیة لیحولوا بذلك دون تفاقم حالة الاساءة لمشاعر المسلمین في العالم.
الی جانب ادانة هذه الاعمال القذرة مرة اخری یؤكد المجمع العالمي لأهل البیت (علیهم السلام) ومؤسسة عاشوراء الدولیة تأكیدا تاما علی مایلي :
1- نظراّ لحجم هذه المؤامرة القذرة ندعوا المسؤولین في البلدان الاسلامیة ان لایكتفوا بالاستنكار والادانة وان یتخذوا موقفاّ مبدئیا اتجاه اوروبا وان یقوموا بخطوات عملیة رادعة تحول دون تكرار القیام بهذه الممارسات الالحادیة التي تسيء الی نبي الاسلام (صلی الله علیه وسلم ) والقرآن الكریم.
2 - نطالب منظمة التعاون الاسلامي واتحاد البرلمانات الاسلامیة ان تعقد فی اسرع وقت ممكن اجتماع طاریء للرد علی هذه الاهانات العلنیة اللاقانونیة وان تقوم من خلال اصدار بیانّ وقرارات قانونیة بمبادرات وخطوات وقائیة احترازیة وان تتخذ الاجراءات القانونیة لاصدار وتقديم شكوی ضد المسيئين الذين تجرؤا علی اهانة المقدسات الاسلامیة وان یرغموا الحكام في البلدان الاوروبیة علی تنفيذها والالتزام بها .
3- نرجوا من العلماء والمراجع العظام ورؤساء دورالافتاء والمنظمات والمحافل الرسمیة الدولیة وجمیع المثقفین والعلماء ،وزعماء وقادة الادیان والزعماء السیاسیین ان یستغلوا مكانتهم ومراكزهم العلمیة والاجتماعیة وامكاناتهم وقدراتهم الذاتیة لأدانة واستنكارهذه المبادرات القذرة المسیئة والمعادیة للاسلام وان یتخذوا خطوات وقائیة مختلفة مثل بیان الحقائق للناس وتعزیز الرأي العام والاعتراض علی اي مبادرة او حركة مسیئة ومهینة الی المقدسات الدینیة للادیان السماویة الاخری لشعوب العالم وكذلك توجیه الدعوة الی الناس والمسؤولین في الحكومات الاوربیة وكذلك المسؤولین الثقافیین والدینیین في هذه البلدان للحیلولة دون حدوث مثل هذه الكارثة .
وان یعلنوا وبصراحة وبحزم تام –عبر أي طریق ممكن- اعتراضهم علی هذه الاعمال الجاهلیة القذرة باعلی اصواتهم .
(وَالَّذِينَ سَعَوْا فِي آيَاتِنَا مُعَاجِزِينَ أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ) (51)
حجة الاسلام والمسلمين الشيخ محمد حسن اختري
رئیس المجلس الاعلی للمجمع العالمي لأهل البیت (علیهم السلام) ورئیس مؤسسة عاشوراء الدولیة