وشارك في الندوة الفكرية شخصيات دينية وفكرية وثقافية واعلامية ابرزهم رئيس مؤسسة عاشوراء الدولية اية الله الشيخ محمد حسن اختري ورئيس مركز الامة الواحدة السيد فادي السيد، وركز المشاركون على الدور الزينبي في النهضة الحسينية واتخاذ السيدة زينب عليها السلام قدوة على كافة الأصعدة.
و افتتحت الندوة بآيات بينات من الذكر الحكيم للقارىء السيد عباس شرف الدين ثم الكلمة الافتتاحية لرئيس مركز الأمة الواحدة جناب السيد فادي السيد الذي ركز في كلمته على الدور الزينبيّ في حركة استنهاض الامّة معتبرًا أن معركة كربلاء هي معركة إلهيّة لأنها تجسد المشروع الالهي الاصلاحي للبشرية حيث الفتح المبين في المعركة الالهيّة ضد الباطل و ما كربلاء الا معركة البيان للمسار الالهي التاريخي منذ العهد الابراهيمي وجيش ابرهة وصولا الى كربلاء الحركة الاصلاحية لأمة حضرة النبي الأكرم صل الله عليه واله.
وسماحة آية الله محمد حسين أختري، رئيس مؤسسة عاشوراء الدولية دعا لاتخاذ حضرة النبي الأكرم صلّ الله عليه واله أسوة حسنة في حياتنا وحركتنا ومنهجنا (ولكم في رسول الله أسوة حسنة)، وحضرة السيدة زينب عليها السلام قدوة في مواقفنا وسلوكياتنا لانفسنا أولا ولمجتمعنا ثانيًا .
فالعقيلة زينب المرأة الأنموذج لم يظهر أعظم منها في عالم الوجود والمتتبع لسيرة العقيلة عليها السلام من طفولتها الى مسيرها نحو كربلاء يرى عظمتها وشجاعتها وصلابة موقفها في الدفاع عن الاسلام والخط الالهي المتمثل بالثقلين .داعيًا لدراسة مواقف حضرة السيدة زينب ودورها الانساني في استنهاض الامة وكشف زيف الباطل .
والبروفسور مها خير بك ناصر قدمت في كلمتها مقاربة لغويّة بنظرة أدبيّة مُبحرة في المعاني والمفاهيم اللغويّة في خطبة حضرة العقيلة. زينب عليها السلام ،،مستخرجة دُررًا من المواقف الزينبية المشرّفة ،فالسيدة زينب هي القدوة والمراة القياديّة التي تجلت فيها الأفعال والأقوال وجسدت الفكر القياديّ بحضورها الى جانب أهلها والمجتمع هي المراة المُثقَفة المُثَقِّفة،العالمة المُعلّمة المفكرة المنطقية في خطابها البليغة في حججها ومفاهيمها المحافظة على الأسس والمعايير الفكريّة والاستقرائية الممتلكة لكل أساليب البلاغة والكلام مثبتة أنها عنصرًا فعّالا مؤثرا في النهضة الحسينية كاشفة من خلال خطبتها عن الدور الانساني القائم ببعديّة العملي والعلمي.
واختتمت قائلة؛ ان الخطب الزينبيّة ما زالت فاعلة وحاضرة في ضمائر الاحرار تنير درب الحق والحقيقة معلنة كلمة الحق بمقابل الجور والطغيان كما جاء في كلام حضرة الامام علي عليه السلام كلمة الحق امام سلطان جائر.
وفي مشاركتها تحدثت الدكتورة هويدة جبق رئيسة المجمع اللبناني الاوروبي لاتباع اهل البيت عليهم السلام في ايطاليا ،عن الحجاب والصبر الزينبيّ ، معتبرة ان الحجاب جعل المراة قداسة وهيبة لاسيما في الخارج حيث استطاعت المراة بحجابها أن تفرض إنسانيتها مقابل النظرة الاخرى للمراة على انها سلعة تتداول في الاسواق ،والحجاب من وجهة نظر الدكتورة جبق ،هو الحارس الشخصي المرافق الدائم للمراة كي تكون الانموذج الانساني العظيم .
وأمّا عن الصبر فقد قدمت النماذج القرآنيّة للنساء اللواتي صبرن على الاذى لاسيما في معركة الدفاع عن الحق ورفض الظلم واعلاء كلمة الله كنساء أهل الجنة، معتبرة أن السيدة زينب عليها السلام جبل الصبر فنّانة في رسم معالم الصبر واتخاذه مساراً لها لاستكمال مسير النهضة الحسينية.
والكاتب المسيحي الكويتي الدكتور انطوان بارا صاحب كتاب زينب صرخة أكملت مسيرها استذكر المواقف البطولية لحضرة العقيلة زينب التي تابعت رسالة أخيها واستنهضت الهمَم محوّلة معركة كربلاء من معركة قوّة واستعراض البطولات الامويّة إلى معركة الارواح وتحرير الانفس من العبودية للزيف والضلال ،فثورة الحسين بدات بالحسين واكتملت بزينب اذا هي رسالة استكمال لرسالة الحسين عليهما السلام.
وختم كلمته بابيات شعرية من وحي حضرة العقيلة زينب عليها السلام ..
وفي كلمتها تحدثت الدكتورة ليلى شمس الدين عن القائدة القدوة في فلك عاشوراء حيث تجسدت السيدة زينب عليها السلام الرمز النسوي والإنساني في النهضة الحسينية كقائدة عالمة فاهمة لمجريات الاحداث والمسار الذي يتخذه يزيد في تحريف الدين وطمس الحقائق القيميّة للاسلام.
وزينب تلك الشخصية الفريدة منذ طفولتها استطاعت المحافظة على سكينتها ورباطة جأشها في معركة كربلاء واثبتت جدارتها بتحمل المسؤولية في حفظ العيال والاطفال وحفظ اهداف الثورة بعد كربلاء .
وفي مشاركتها قدمت الدكتورة سوزان وهبي المعاون التنفيذي لمركز المهندس الثقافي مقاربة في التنمية البشرية حول كيفية ادارة الازمات بعد الحرب من منظار السيدة زينب عليها السلام حيث كانت السيدة زينب الانموذج في استيعاب هول المعركة ومجريات الاحداث وتخطي الازمات على أنواعها لاسيما النفسية منها واحتواء اثار الحرب النفسية والمعنوية والضغوطات التي مارسها يزيد على النساء والاطفال والامام زين العابدين عليه السلام بعد حادثة كربلاء.
والاعلامية حوراء قوصان تحدثت عن الدور الاعلامي السيدة زينب عليها السلام حيث قارنت في كلمتها بين مفهوم الاعلام من منظار الاسلام واصول الاعلام السياسي والدور الذي قامت به العقيلة زينب دورًا اعلاميا يجسد الاعلام الاصيل الذي يهدف الى اصلاح المجتمع وتنوير العقول وتوضيح الغايات والاهداف التي قامت من اجلها ثورة كربلاء فالاعلام الحقيقي هو الاعلام الذي يسعى لرفع مستوى الوعي لدى ابناء المجتمع ويرفع من شأنهم علميا وثقافيا ويزودهم بمفاتيح المعرفة ليدركوا الحق من الباطل.
والاستاذة لينا وهبي قدمت مفهوم القدوة في السلوك العملي لحياة الانسان. فشخصية السيدة زينب عليها السلام التي صقلت منذ طفولتها واكتملت من خلال سلوكها وحكمتها جسدت التعاليم الالهيّة القيميّة ،معتبرة ان القدوة صيانة ما أيقنه القلب وعقد في السلوك والتطبيق العملي ،داعيا للتدقيق في سيرة العقيلة عليها السلام لا سيما مفهوم الصبر والبعد الروحي لصبر زينب عليها السلام.
والاستاذة آسيا علي البلادي مسؤولة الشؤون النسوية في المدرسة الاحسائية قدمت مقارنة بين اهمية الدور الاعلامي والظهور الاعلامي انطلاقا من قول مأثور عن الأئمة عليهم السلام (كلمة حق أمام سلطان جائر )..حيث توجهت بعدة رسائل من شأنها رفع مستوى الوعي الثقافي الاعلامي للاهل والمربين والاعلاميين وتوضيح ماهية الاعلام الحقيقية حيث ركزت على اظهار شخصية المراة في الاعلام اظهارا لانسانيتها وحجابها ،مطالبة أولياء الامور سواء الاب او الأخ او الزوج عدم منع زوجته او ابنته من الاطالة الاعلامية وتقديم فكرها واعلاء كلمة الحق في وجه سلطان جائر ..فالسيدة زينب عليها السلام هي المثل الكامل للمراة الاعلامية المدافعة عن الحق المظهرة للحقيقة.
والباحثة الاسلامية رماح عبد الله الساعدي اكدت على الدور الزينبي في الدفاع عن الولاية والولي امام زمانها حضرة الامام زين العابدين عليهما السلام حيث قدمت النموذج الاكمل في قول الحق امام يزيد وفضح زيفه وضلال معركته ضد حضرة الحسين عليه السلام معتبرة أن الدور الاعلامي القيادي القدوة هو توضيح الحقائق للناس ورفع وعيهم وتحفيزهم على قول الحق مهما بلغت التضحيات.
والاعلامية فاتن الربيعي ركزت في كلمتها على الرسالة الزينبية اذ أن زينب أميرة الاسر وسيدة المقاومة استطاعت رغم مرارة الجراح والاسى والظلم الذي تعرضت له. أن تحقق اهداف الثورة الحسينية ،ومهدت الدولة المهدويّة،وقلبت موازين القوى حيث قلبت النظام الحائر رأسا على عقب وحوّلت جلسات السّخربة والاستحقار في مجالس يزيد واين زياد الى مجالس عزاء الحسين عليه السلام تقارن فيها بين محور الخبر ومخمور الشر وتكشف زيف الضلال وتطيح بنهج الشيطان والارهاب المتمثل بيزيد واتباعه ،كما عرّجت على جمال الصبر الزينبي(ما رأيت الا جميلا ) الذي هو انتصار الامام الحسين في وجه يزيد الفاسق الشارب للخمر.
وخلال الندوة قدم الشاعر البحريني سليمان عبد الله قصيدة من وحي المناسبة ..
واختتمت الندوة بكلمة لاية الله اختري شاكرًا فيها المشاركين والحضور مثنيًا على الجهود التي يبذلها مركز الامة الواحدة ممثلا بجناب رئيسه السيد فادي السيد في تقديم النماذج المشرقة للمراكز الاسلامية الراقية التي تسعى لنيل رضا الله اولا ونشر ثقافة أهل البيت عليهم السلام ،داعيا لتكثيف هكذا ندوات ولقاءات التي ترفع مستوى الثقافة المعرفية لدى المجتمع متبنيا اقتراح قسم الدراسات في مركز الامة الواحدة على اعداد كتاب في كافة الندوات التي اقيمت بالمركز بالتعاون مع مؤسسة عاشوراء الدولية.
كما تقدم مركز الامة الواحدة بشخص رئيسة قسم الدراسات الدكتورة ليندا طبوش من المشاركين والمتابعين بالشكر والثناء والتقدير لمواكبتهم نشاطات المركز الفكرية والعقائدية والثقافية والسياسية والاعلامية متمنية من الجميع المشاركة في نشاطات المركز عبر تقديم الاقتراحات من اجل توليد الافكار واستنهاض العقول المبدعة.