بمناسبة رحيل مبلغ معارف القرآن والعترة في شرق أفريقا والعضو الكيني للجمعية العامة للمجمع العالمي لأهل البيت (ع) الفقيد الحاج الشيخ "عبداللهي ناصر" انعقد مؤتمر تكريمي، وذلك في قاعة الاجتماعات للمجمع العالمي لأهل البيت (ع) بمدينة قم المقدسة.
وقدم الأمين العام للمجمع العالمي لأهل البيت (ع) تعازيه بمناسبة وفاة الشيخ "عبداللهي ناصر" إلى تلامذته ومحبيه وبيته المكرم وأولاده المبجلين، وعن دور العلماء في التربية الدينية قال سماحته: إن العلماء الذين يعدون بما لهذه الكلمة من معنى هم ورثة الأنبياء.
وأضاف آية الله "رضا رمضاني": كما أن الأنبياء يعدون المعلمين والمربين الحقيقيين، كذلك أن العلماء الحقيقيين أيضا لهم دور تعليمي، وهم معلمون، وفيما يتعلق بتعرف البشر بالمعارف الإلهية فإن العلماء يلعبون دورا رئيسيا في هذا الخصوص.
وأكد سماحته: إن التدين بحاجة إلى معرفة الدين، فعندما اعتقدنا بالدين وأصبح لدينا معرفة به، عندها نلتزم بتعاليم الوحي، وعليه تعد معرفة دين أمر مهما للغاية. فإن هؤلاء العلماء هم الذين يتصدون لهداية المجتمع، فقيامهم بهذه المهمة هو نفس واجب الأنبياء، فيهدون الناس إلى الطريق الصحيح.
واعتبر أستاذ دروس السطوح العليا في الحوزة العلمية بقم أن نعمة العقل والفطرة من نعم الله الكبرى للبشر، وأضاف: إن الإنسان وباعتباره موجود باحث ويطلب الفضيلة يجب عليه أن يستفيد من جميع القابليات للوصول الهدف السامي وهو القرب الإلهي. إن في بعض دول أفريقيا مثل كينيا هناك استعدادت موجودة للرجوع إلى فطرتهم؛ إذ أن التعاليم الإلهية فطرية ومتلائمة مع حاجات ونزعات الإنسان الحقيقية، وعلى علماء الدين الاستفادة القصوى من هذه النزعات الفطرية.
وأشار سماحته إلى أنه وبناء على الآيات القرآنية أن الله ألهم الإنسان جميع ما هو حسن وسيء، وأضاف: إن تعاليم الوحي متلائمة تماما مع القواعد العقلية والفطرية، وليس هناك قانون في الإسلام يعارض العقل و الفطرة، واليوم وفر أفضل فرصة للبشر حتى ينتفعوا من الفطرة، وذلك لتعليم تعاليم العقل والوحي المتلائمة مع الفطرة. إن المخاطبيين الحقيقيين للدين هما العقل والفطرة، ولا فرق بين فطرة اليوم وبين الفطرة التي كانت في الماضي.
وتابع آية الله رمضاني: إن العلامة الطباطبائي صاحب تفسير الميزان ذكر أن هناك 300 آية في القرآن تتحدث عن التفكر، والتعقل، و التدبر. إن تعاليم العدالة، والإحسان، والعبادات.... والتي تعزز تواصل الإنسان جميعها فطرية.
وحول خصائص الشيخ "عبداللهي ناصر" قال سماحته: إن هذا العالم الجليل كان تسعين سنة عمره كله مبارك، وفي جميع المجالات سعى أن يتجه نحو الحقيقة، فعندما كان الفقيد تلميذا في أيام دراسته كان الممتاز بين الطلاب، وبما أنه كان يملك الفضائل الأخلاقي اجتذب أساتذته أيضا.
وأضاف الأمين العام للمجمع العالمي لأهل البيت (ع): إن الشيخ "عبداللهي ناصر" وبعد أن عرف المعارف الإلهية شرع بنشر التعاليم الإلهية، وكان يملك بيان فصيحا وبليغا ومؤثرا في الآخرين، وإلى جانب التبليغ كان يدرس ويؤلف أيضا، وقد ترك 1500 شريط و400 مقطع فيديو من تدريسه للمعارف الدينية.
وفيما يتعلق بأن الأبحاث التي كان يقدمها الشيخ "عبداللهي ناصر" تحظى بترحيب في مختلف بلدان أفريقيا، أضاف سماحته: إن الترحيب بنشاطات الفقيد تعد قضية مهمة، وكان رحمه الله من مصاديق الآية الشريفة: "إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَٰنُ وُدًّا".
وعرّف آية الله رمضاني العمل الدؤوب من الخصائص الأخرى للشيخ "عبداللهي ناصر"، وتابع: إن الفقيد كان من أهل السعي والجهود، كما أنه كان صامدا في سبيل الوصول إلى أهدافه، فلم يقصر في عمله، وقد بادر إلى كل ما ينبغي أن يفعله للوصول إلى الحقيقة.
وتابع سماحته: إن الخصيصة الأخرى التي كان يتمتع بها الشيخ "عبدالله ناصر" هي إخلاصه، فإن الأخلاص له دور فعال ومؤثر في جميع المجالات، وقد ورد في الروايات أن الإخلاص سر من الأسرار الإلهية يستودع الله قلب من أحبب من عباده، فكان الفقيد يحظى بالإخلاص، وعليه كان كلامه مؤثرا في كل مكان.
وفيما يرتبط بسائر خصائص الشيخ "عبداللهي ناصر" أضاف الأمين العام للمجمع العالمي لأهل البيت (ع): كان الفقيد يملك لسان صدق بين الناس، و"الصدق" له دور مؤثر في مجال التبليغ، كما أنه كان مهتما وقلقا فيما يعمل ويقوم به، وهذا ما نشاهده عنده في مجال تبليغ مدرسة أهل البيت (ع)، وكان يسعى أن يعرّف الناس بمحاسن كلام أهل البيت (ع)، وإذا عرف الناس محاسن كلام أهل البيت (ع) اتبعوهم جميعا.
وأضاف: إن جميع هذه الخصائص التي كان يتمتع بها الشيخ "عبداللهي ناصر" جعلته أن يسلك النهج الصحيح حتى نهاية عمره، وقد وهبه الله أن حظي تبليغه وعمله موقع القبول مؤثرا، حيث أنه كان يحظى بشعبية بين الناس، وكان الناس يحبونه، كما أن الإخلاص، والاهتمام، والتبليغ الجذاب، والتدريس، والتأليف و.... جعلته أن يؤدي دوره التعليمي والتربوي بأفضل ما يمكن.
وفي الختام، قال آية الله رمضاني: يجب علينا نحن وتلامذته أن نسعى لنتعلم الأخلاق، وأن نواصل هذه المدرسة، ونظرا إلى ما تملك كينيا من قابليات فطرية وعقلية، على تلامذته أن يواصلوا طريقه ويصمودا في ذلك، وعليهم أن لا يقصروا في تبليغ معارف أهل البيت (ع)، وأن يقوموا بدورهم التربوية كأستاذهم (ره)، أن يأنوس مع الناس، وأن يعرفوههم محاسن كلام أهل البيت (ع)، وبناء على ما ورد عن النبي (ص) أن يعرفوا الناس القرآن والعترة.