ألقى آية الله "رضا رمضاني" كلمة في مدينة رشت شمالي إيراني، وأشار إلى أن الشهداء كانوا مظهر الصبر والمقاومة في مختلف الساحات والميادين، مصرحا المحاربة مع هوى النفس وجهاد الأكبر هو من الساحات التي خاضها الشهداء في مختلف الميادين.
وأضاف الأمين العام للمجمع العالمي لأهل البيت (ع): إن الشهداء عند ذهابهم إلى الجبهة وساحة القتال لم يكن لديهم طموح بمنصب، بل كان أداء الواجب هو الهدف الرئيسي لهم.
واعتبر سماحته إن غاية الشهداء عند حضورهم في جبهات القتال القيام بالواجب والتكليف، وصرح: إن الشهداء بواسطة هذه الغاية كانوا منتصرين في ساحات القتال دائما.
وأشار آية الله رمضاني إلى أن الله خلق الإنسان ليسلك طريق نظام التوحيد، ويزكي نفسه، وأكد: تعد ساحة القتال والحرب والعمليات ميادين التربية والتهذيب.
وفيما يتعلق بأن الشهداء يذكّرون البشر بالله ويزدوننا بالعلم، أضاف ممثل أهالي جيلان في مجلس خبراء القيادة بإيران: يراد بالعلم المعنوية، والعقلانية، والعدالة و....، وأن لا يغتر الإنسان بالدنيا ومتعلقاتها.
وتابع سماحته: كان الشهداء يتسارعون إلى تقديم الخدمة للناس وليس يتسارعون إلى الدنيا ومناصبها.
واعتبر آية الله رمضاني أن فكر الشهداء نزيه عن أي أمر مادي وغير الإلهي، وأضاف: كان الشهداء يرون ساحة القتال ساحة التهذيب، الأمر الذي يعد نقطة انعطاف في انتصاراتهم.
وأشار الأمين العام للمجمع العالمي لأهل البيت (ع) إلى أنه يجب أن ننظر إلى العمل بنظرة العبادة، وأكد: إن الشهداء كانوا مظهر المقاومة في جبهة جهاد الأكبر وجهاد الأوسط، كما أن شهداءنا كانوا يتحلون بالآداب الإلهية.
وشدد سماحته ما دام الإنسان لا يدوس في ساحة النفس على الأسلاك الشائكة لهوى نفسه في باطنه فلا يمكنه أن يتجه نحو الإمام ويتقدم، وتابع: اليوم هناك الكثير يتظاهر، في حين لات وقت التظاهر، بل يجب على الإنسان أن يجد نفسه.
وأشار آية الله إلى محفزات المجاهدين في سبيل الله، وقال: إن الخوف من نار جهنم، والشوق إلى الجنة ولقاء المحبوب من محفزات المجاهدين في سبيل الله كالشهداء.
وأكد ممثل أهالي جيلان في مجلس خبراء القيادة بإيران على أن الأنبياء بعثوا لإقامة القسط والعدالة، ولم يمكن تحقيق هذا الأمر إلا بالمقاومة، وتابع: كلما ضعفت المقاومة، فإن العدالة تواجه صدمات، وما إذا أردنا العدالة فلا بد لنا من الصبر والمقاومة.
وأشار سماحته إلى أن المقاومة تعد مبدأ جميع الأنبياء، وصرح: إن الظروف التي عاشها النبي نوح ويونس (ع) ما كان لتوفر لهما تحقيق العدالة، لكن هناك أنبياء كموسى، وسليمان، وداوود ساعدتهم الظروف لإقامة العدالة وتطبيقها.
وفيما يتعلق ببعض القضايا التي تحدث في العالم الافتراضي، قال الأمين العام للمجمع العالمي لأهل البيت (ع): للأسف الذريع هناك من لم يلتزم بالأخلاق في العالم الافتراضي فيوجه التهم والافتراء للآخرين، فإن هؤلاء أمام الله مسؤولون.
واعتبر سماحته الشهيد سليماني الأكثر شعبية ووطنية ويحظى بمكانة سامية عند الجميع، وقال: كان هذا الشهيد عارفا وسالكا إلى الله، وكان دائما يحافظ على التوازن في الكلام وسلوكه.
وعدّ الأمين العام للمجمع العالمي لأهل البيت (ع) أن الساحة اليوم ساحة العمران، وتابع: على رغم من المشكلات العديدة التي نواجهها، لكن يجب أن را نضيع الفرص.
وأشار آية الله رمضاني أن هناك دماء طاهرة أريقت من أجل انتصار الثورة الإسلامية، فعلينا أن لا نقصر بحق الثورة، وصرح: إن الثورة اليوم أثمرت، فنشاهد بأنها لم تتراجع في ساحة المقاومة الدولية.
وأكد ممثل أهالي جيلان في مجلس خبراء القيادة أن قطار الثورة يجب أن يسرع في حركته ليبلغ مقدمات الظهور، وأضاف: عندما يظهر الإمام المهدي (عج) تعم المعرفة، والمروة، والمحبة، والتضحيات جميع العالم.
وأشار الأمين العام للمجمع العالمي لأهل البيت (ع) إلى ضرورة معرفة العدو، وقال: تارة يأتينا العدو بلغة حرية الرأي وحقوق الإنسان، فننخدع، فيجب علينا أن نكون واعين وعلى حذر من مغرياته.
وفي الختام، اعتبر سماحته حق الناس من القضايا المهمة، وقال: إن الاجتياز من عقبات حق الناس أصعب وأشد بكثير من حق الله تبارك وتعالى.