أصدر سماحة المرجع الديني آية الله العظمى الشيخ محمد اليعقوبي ، بيانا عزى فيه برحيل العالم الواعي والمفكر والقائد والمربي الكيني المرحوم الشيخ عبد اللهي ناصر.
وقال سماحته، في بيان له إننا "نعزي العالم الإسلامي جميعاً وخصوص الدعاة المخلصين الذين يبلغون رسالات الله تبارك وتعالى بلا خوف أو طمع على نهج الأنبياء والأئمة العظام (عليهم السلام)، برحيل العالم الواعي والمفكر والقائد والمربي الكيني المرحوم الشيخ عبد اللهي ناصر".
وأضاف، أن "الفقيد الراحل قضى عقود من الزمن في الدعوة إلى الله تعالى والإسلام المحمدي الأصيل، من خلال المحاضرات والندوات والمنشورات والمؤلفات الكثيرة. والحضور الفاعل في ساحات العمل الرسالي الواعي حتى أصبح رمزاً اسلامياً على مستوى دولي وبذل جهوداً جبارة فيما يتعلق بترجمة القرآن الكريم وتفسيره الى اللغة المحلية (السواحلية). ولنشر الثقافة والوعي فقد أسس مكتبة عامة مجانية في (مومباسا)".
وتابع المرجع اليعقوبي، "لقد كان صادقاً مخلصاً في عمله متحرراً من قيود التعصب فهداه الله تبارك وتعالى إلى ولاية أهل البيت (عليهم السلام). حيث أعلن تشیعه بعد انتصار الثورة الاسلامية في إيران عام ۱۹۷۹".
وأكد، "لعله نال هذا التكريم الإلهي ببركة موقفٍ مبدئي اتخذه حينما دعي لتسلم جائرة (أفضل داعية إسلامي) في العام 1400 هجرية. وكانت قيمتها كبيرة جداً".
وأشار سماحته، إلى أن "الدولة الإسلامية المانحة قد اشترطت عليه أن يتحدث ضد الشيعة في خطبة الجمعة في المسجد الجامع في العاصمة (نایروبي). لكنه رفض الشرط وتحدث بالعكس مدافعاً عن الشيعة رغم علمه بأن ذلك سيحرمه من الجائرة الثمينة. لكن نظره كان إلى ما عند الله تبارك وتعالى ورسوله الكريم (صلی الله عليه وآله) وأمير المؤمنين (عليه السلام). فكافئه الله تعالى أن هداه الى ولاية أهل البيت ورفع شانه (والآخرة خير وأبقى) (الأعلى/۱۷)".
وأردف، قائلاً: "ألف كتباً عدة مثل : (الشيعة والصحابة) ، (الشيعة والقرآن) ، (الشيعة والتاريخ) وترجم بعض التفاسير والكتب الفقهية ، و كان له دور بارز في ترجمة خطابات قائد الثورة الاسلامية الامام الخميني (أعلى الله مقامه) إلى الإنجليزية والسواحلية قبل انتصار الثورة عندما كان في باريس حيث كان حلقة الوصل بين السيد الإمام ورفيقه المترجم (حفظه الله تعالی وأیده)".
وأكمل المرجع اليعقوبي، بالقول: "لقد دافع عن قضايا أمته وسعى في تحرير وطنه من الاستعمار منذ عام ۱۹5۷ وكان عضواً في المجلس التشريعي في كينيا. وحضر المؤتمر الدستوري الكيني التاريخي الذي عقد في لندن عام ۱۹6۳ حتى نال بلده الاستقلال".
وتابع حديثه: "فأفاض الله تعالى عليه شآبيب رحمته وأنزل عليه بركاته والحقه بأوليائه الطاهرين، وعوضنا برجال يقومون مقامه ويملئون فراغه في قارة أفريقيا الطبية الحبيبة وفي كل أرجاء العالم. ففي الحديث الشريف عن الإمام الصادق (عليه السلام) قال: (اذا مات المؤمن الفقيه ثلم في الاسلام ثلمة لايسدها شيء)(۳) إلا عالم مثله".
وختم سماحته، بالقول: "يحق لأهله وذويه ومحبيه أن يفخروا به، وأن في تاريخه وأعماله المباركة خير عزاءٍ وسلوة لهم ولنا جميعاً، والحمد لله وحده وصلى الله على سیدنا أبي القاسم محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين".
يذكر أن الشيخ عبد اللهي ناصر ولد عام ۱۹۳۲ في كينيا وتلقى تعليمه وهو في الرابعة من عمره وتخرج معلماً من كلية تدريب المعلمين في نرنجبار عام 1951، عمل في التدريس والإعلام سنين طويلة، رحل إلى جوار ربه 11 / 1 / 2022.