قال الأمين العام للمجمع العالمي لأهل البيت (ع): إن القرآن بيّن لنا الطريق والمقصد، وينبغي توسيع وتعزيز علاقتنا بالقرآن.
صرح الأمين العام للمجمع العالمي لأهل البيت (ع) آية الله "رضا رمضاني" في آخر جلسة درسه للبحث الخارج للفقه في السنة الشمسية الماضية بأننا فقدنا ثلاثة من كبار مراجعنا الدينية في السنة المنصرمة الأمر الذي يعد ثلمة كبيرة لنا، وأضاف: وهؤلاء الأعاظم هم سماحة آية الله العظمى السيد محمد سعيد الحكيم في النجف الأشرف، وسماحة آية الله العظمى صافي الكلبايكاني، وسماحة آية الله العظمى السيد محمد علي العلوي الجرجاني، حيث يعدون من أبرز الشخصيات من الناحية الأخلاقية والفضائل، والتواضع، ويضرب بهم المثل، وإنهم يحظون بشخصية مرموقة وأن الحوزة العلمية لقد ثلمت ثلمة كبيرة لن تنجبر بما للكلمة من معنى.
وأضاف سماحته: ومن الشخصيات البارزة التي خسرناها أيضا هو سماحة العلامة آية الله حسن حسن زاده الآملي وكان رحمه الله يتمتع بشخصية بارزة حوزوية سائلين المولى أن يتغمدهم بواسع رحمة وأن يحشرهم مع أوليائهم.
المهدوية وواجب المنتظرين تجاهها
وأعرب ممثل أهالي محافظة جيلان في مجلس خبراء القيادة في إيران عن أمله بأن نوفق لأداء واجبنا في أيام انتظار المولى صاحب العصر والزمان (عج)، وقال: في عصر قبل الظهور يجب أن نمهد المقدمات، وهذا المهم يتحقق من خلال تهذيب النفس وإصلاح المجتمع، والتمهيد للظهور. إن الانتظار من المعتقدات التي يبين نفسه في العمل، أي: ليس الانتظار هو حالة نفسية باطنية فحسب، بل يجب إظهار هذه الحالة في مقام العمل حيث يمهد الأرضية للظهور، وأن عصر الانتظار أفضل فترة لعلماء الدين أن يقوموا بدورهم التبليغي، وأن يعرّفوا الإسلام بصورة شاملة ودقيقة وعميقة.
علينا أن ننتهز هذه الفرصة التبليغية، كما أن الآن أصبح لدينا أفضل فرصة تبليغة، وهي فرصة ذهبية حتى نتزود بالإيمان.
صورة من عصر الظهور
وأوضح آية الله رمضاني أن في عصر الظهور يكتمل العلم وعقول البشر بصورة كاملة، وكذلك يصل الأمن والأمان إلى أقصى حدودهما، ويتحقق المواساة الإسلامية، وصرح، إن المجتمع ما إذا أراد تعزيز التواصل، فهو بحاجة إلى توسيع العواطف والمشاعر. وعلينا أن نشعر بآلام الآخرين ونتعاطف معهم ونعتني بهم، وأن نقوم بحل مشكلاتهم، كما يجب أن نروض أنفسنا على هذه الصفات حتى نبلغ ذروتها في عصر الظهور.
ضرورة تعميق المعارف الدينية لأتباع أهل البيت (ع)
وصرح سماحته: نحن اليوم بحاجة إلى تثقيف أتباع أهل البيت (ع) بمعارف الدين ومفاهميه، ويجب أن لا يكون النظرة إلى الدين والعقائد عند أتباع أهل البيت (ع) بصورة سطحية، يجب تعليم الدين في جميع المجالات: المعنوية الفردية، والتربوية، والثقافية، والسياسية، والاجتماعية، وحتى السيادية.
معرفة المخاطب في التبليغ
وأكد الأمين العام للمجمع العالمي لأهل البيت (ع) على تعزيز المحفزات التبليغية، وقال: لا ينبغي أن يبق جميع الطلاب خلال أيام التبليغ في قم، بل عليهم الذهاب إلى مناطقهم في القرى، والمدن وفي الساحة الدولية وسائر البلدان حتى يتمكنوا من متابعة نشاطاتهم التبليغية بأحسن ما يمكن، كما يجب علينا أن نقوم بدراسة مخاطبينا، ثم بناء عليه نخوض الساحة التبليغية بقوة، حتى نكون على بينة من أمرنا ولا تكون نظرتنا لتبيين الشريعة سطحية.
إن اليوم وأكثر ما نحتكوا بهم هم الشباب، فيجب أن نتحلى بذائقة الشباب وندرسها دراسة جيدة، كما يجب علينا أيضا أن نعرف شأن الأسرة والمرأة وما يرتبط بهما، ففي أيام التبليغ علينا أن يكون عندنا دراسة كافية لكل جلسة، ويجب إقامة جلسات أسئلة وأجوبة وجلسات تخصصية للناشئين وللشباب وللنساء.
أهمية العالم الافتراضي
وهذا الاستاذ في حوزة العلمية قال: أصبح اليوم المجتمع البشري مجتمعا منفتحا ومتطورا، وقسم كبير من التواصل والاطلاع على المعلومات يأتي عبر العالم الافتراضي، وبناء عليه، يجب علينا أن يصبح لدينا إلمام وإشراف بهذه القضايا العصرية والتطورات اليومية لتبيين الدين وتعريفه بصورة دقيقة وشاملة وعمية من خلال العالم الافتراضي.
القرآن الكريم هو الوصفة الشافية
وشدد آية الله رمضاني على الجانب العملي من تطبيق التعاليم الدينية، وقال: من القضايا البالغة للأهمية التي يجب الاعتناء بها هي أن نعرّف الناس المصادر الدينية وأهمها هو القرآن الكريم، وها هو شهر رمضان ويعد فرصة مناسبة للانتفاع من القرآن. أما واجبنا تجاه القرآن فكثير وذو نطاق واسع، منه التدبير، والتفكر، والتأمل والتعقل حيث تعد هذه القضايا أهم من تلاوة الذكر الحكيم، ما تسبب بتكامل النفس وارتقاؤه، وينبغي أن نعرض أنفسنا على القرآن، ونعتبر القرآن وصفة شافية لنفوسنا، فالقرآن الكريم حياة، وعلينا في كل يوم أن نراجعه، حتى تصبح سلوكنا، وأخلاقنا، وأفعالنا مبنية على القرآن.
وأضاف ممثل أهالي جيلان في مجلس خبراء القيادة في إيران: إن القرآن بيّن لنا الطريق والمقصد، فكان أهم واجب الأنبياء تبيين الطريق والمقصد، فهذا إعجاز النبي (ص) بين أيدينا وهو بين لنا الطريق والمقصد، كما ينبغي لنا توسيع وتعزيز علاقتنا بالقرآن.
نهج البلاغة هو المصدر اللامتناهي للحكمة العلوية
وفي جانب آخر من كلمته أكد سماحته على إخراج نهج البلاغة من المهجورية، وأضاف: هذا هو أفضل كتاب يشتمل على تجارب وخبرات أمير المؤمنين (ع) في مجال الحكم والقانون المدني، والأخلاق، والعقائد و..... إن نهج البلاغة أصبح مهجورا كالقرآن، ويجب إخراجه من هذه المهجورية، الأمر الذي يستلزم القيام بدراسات تخصصية حول نهج البلاغة، كما يجب إخراج الصحيفة السجادية من المهجورية أيضا؛ إذ أنها تحتوي على موسوعة من المعارف الشيعية، وبناء عليه ينبغي المزيد من الاهتمام بالقرآن ونهج البلاغة، وكذلك الصحيفة السجادية.
تثقيف المجتمع من الناحية الأخلاقية
وأشار آية الله رمضاني إلى أن المجتمع الإسلامي والبشري في الظروف الراهنة بحاجة إلى توسعة الأخلاق والمعنوية، وصرح: على المجتمع أن يتمحور حول الأخلاق، ويبذل المبلغون نهاية جهودهم في هذا الخصوص، ويجب استذكار الروايات والآيات الأخلاقية والحث عليها والتي وردت في مختلف المجالات، كما ينبغي إحياء الفضائل المنسية ذات الطابع الديني والقرآني.
نقد المنطق المزدوج للغرب
وفي الختام قال الأمين العام للمجمع العالمي لأهل البيت (ع): ما إذا اتحدت الدول الإسلامية فإنها ستشكل قوة اقتصادية وفكرية وثقافية وسياسية واجتماعية عظيمة لا يمكن لأي قوة أخرى أن تسودها وتتحكم بها.
وأشار آية الله رمضاني إلى إعدام 81 شخصا في يوم واحد بشكل غير مسبوق في السعودية، وقال: وهذا ما حدث في السعودية ومن هؤلاء 41 شابا من الطائفة الشيعية، لماذا قتلوا هؤلاء؟ بأي ذنب قتلت؟ هل ارتكبوا جريمة؟ أو ارتكبوا قتلا؟ أو هل هؤلاء من الإرهابيين الذين يرعبون ويخيفون الناس؟ لماذا لا يمكن في العالم اليوم أن يرفع الإنسان صوته ويطالب السلطات وينتقدها؟ وهذه الدولة لم ترى في تاريخ حكمها صناديق الاقتراح ولو لمرة واحدة، ولا تعلم ما هي الانتخابات؟! وهي مثابة بقرة حلوب للدول الغربية حيث تدعمها هذه الدول الغربية.
وانتقد سماحته السلوك المزدوج للاستكبار والغرب تجاه القضية الأوكرانية، وإعدام عشرات الأشخاص في السعودية، وقال: إن الإعلام في كل لحظة يبث آلاف الأخبار عن الحرب في أوكراينا، لكن ما هو رد فعلهم الإعلامي تجاه هذه الإعدامات؟ للأسف الذريغ إننا نشاهد أن الإعلام يقاطع مثل هذه الأخبار ولا يبثها وينشرها للعالم.
The Ahl al-Bayt World Assembly is an international non-governmental organization (INGO) that was established by a group of Shiite elites under the supervision of the great Islamic authority of the Shiites in 1990 to identify, organize, educate and support the followers of Ahl al-Bayt.