حجة الإسلام والمسلمين الشهيد الشيخ إبراهيم الأنصاري

الوجوه الخالدة

Friday, 26 August 2022

حجة الإسلام والمسلمين الشهيد الشيخ إبراهيم الأنصاري (1959 – 2013م)، عالم مجاهد إيراني، كرّس حياته المباركة لمكافحة النظام البهلوي المشؤوم، ودعم نظام الجمهورية الإسلامية المقدس.

وقد لعب دورا مهما في الدفاع عن الوطن الإسلامي إبان الحرب المفروضة ضد إيران الإسلامية طوال ثماني سنوات، وبعد نهاية الحرب استمر بجهاده في الساحة الثقافية في داخل البلاد وخارجها، فكان ممثلاً لرابطة الثقافة والعلاقات الإسلامية، وعضوا في لجنة متابعة الأزمات والحوادث الإرهابية ضد الشيعة في العالم، والتي قام بتشكيلها المجمع العالمي لأهل البيت(ع)، فقدّم من خلالها خدمات جيدة لأتباع مدرسة أهل البيت(ع) في العالم.

واخيرا استشهد هذا الناشط الثقافي في عملية إرهابية داخل لبنان، وهو يعمل كمستشار ثقافي للجمهورية الإسلامية الإيرانية في لبنان.

 

الشيخ الشهيد إبراهيم أنصاري ولد عام 1959م في مدينة لامرد في محافظة فارس الإيرانية. كان أبوه وجده من علماء الدين وكانت تُعرف عائلتهم في لامرد بـ"الشيوخ". فقَدَ والده وهو في الثانية من عمره، فنشأ تحت رعاية أخيه الأكبر. بدأ بالدراسات الابتدائية في مدينته وبعد الفراغ منها سافر -وهو في مستهلّ شبابه- إلى الكويت حتى يعمل ویُعین أسرته. وبعد مدة قضاها بالعمل في الكويت، رغب إلى دراسة العلوم الدينية، فبدأ يحضر الدرس في المدرسة العلمية الوحيدة في الكويت، وذلك إلى جانب عمله.

وكانت له نشاطات سياسية وثقافية‌ أيضا، حيث كان يذهب إلى العمّال والتجار الإيرانيين في الكويت، ويشجّعهم ويدعوهم إلى مراعاة الأحكام الشرعية، ويؤكد على ضرورة مواجهة نظام الشاه في إيران ودعم مراجع التقليد وخصوصاً الإمام الخميني. ومن نشاطاته الأخرى في الكويت: إعداد جماعة من الشباب وتنظيمهم من أجل تربیة عناصر مناسبة للثورة الإسلامية، وكذلك نشر البيانات وأشرطة الكاسيت للإمام الخميني، ضد الحكم الملكي في إيران.

بعد انتصار الثورة الإسلامية الإيرانية عاد أنصاري إلى إيران، وبما أنّه كان يجيد اللغة العربية ذهب منطقة القصبة التابعة لمدينة عبادان، وتصدى للنشاطات التبليغية والثقافية والتنموية، كما قام بتأسيس مركز إسلامي للعمل في مجال التنمية ومكافحة الأميّة.

ومع اندلاع الحرب المفروضة من قبل النظام البعثي ضد إيران غيّر أنصاري نوعية نشاطاته ودخل ساحة المعركة وكان أحد مؤسسي فيلق "الإمام الصادق (ع) للقتال والتبليغ" في مدينة قم، حيث كان یعمل على تنظيم رجال الدين وإرسالهم إلى ساحات الحرب، وقد استشهد العدید من أعضاء هذا الفيلق أثناء الحرب المفروضة.

 

مناصبه

إلى جانب دراسته الحوزوية التحق الشیخ الأنصاری بالدراسة الجامعية، وحصل على شهادة الماجيستر في فرع الإدارة، وبعد نهاية الحرب تمّ تعيينه كمدير عام لوزارة الثقافة والإرشاد في محافظة هرمزكان أثناء حكومة الشيخ هاشمي رفسنجاني، وذلك بمدة سنتين (1992-1994م)، ثم تولّى الوظيفة ذاتها في محافظة جيلان، واستمر فيها لمدة عشر سنوات (1992-2002م)، وبعد ذلك سافر إلى السودان ليعمل كمستشار ثقافي للجمهورية الإسلامية الإيرانية لمدة ثلاث سنوات (2010-2013م)، ثم رجع إلى إيران، وبسبب تجاربه حصل على منصب المدير العام لقسم أفريقيا العربية في منظمة الثقافة والتواصل الاسلامي في طهران. وآخر منصب تولّاه هو المستشار الثقافي للسفارة الإيرانية في بيروت.

وكان الشيخ إبراهيم أنصاري ممثّل منظمة الثقافة والتواصل الاسلامي في لجنة معالجة الأزمات والحوادث الإرهابية ضد الشيعة في العالم، ومقرّ هذه اللجنة في المجمع العالمي لأهل البيت (ع).

شهادته

صباح يوم 15 محرم الحرام سنة 1435 هـ حدث تفجيران إرهابيان في منطقة بئر حسن في ضاحية بيروت، أمام السفارة الإيرانية في لبنان، وقد استهدف التفجیر المستشار الثقافي الإيراني، وسقط الشيخ أنصاري جريحا بسبب هذه العملية الإرهابية، نقل إلى المستشفى، لكنه استشهد إثر إصابته بجروح بلیغة.

فنُقل جثمانه إلى إيران، حيث تمّ تشييعه بحضور جمع من العلماء وعامة الناس،‌ وصلّى عليه آية الله مكارم الشيرازي، ودفن في حرم السيدة المعصومة بقم.

وبمناسبة استشهاده أصدر العديد من الشخصيات بيانات تعزية، وقد حضر في بيته الشيخ القمي وهو مسؤول العلاقات الدولية لمكتب سماحة السيد القائد آية‌ الله الخامنئي آنذاك، ليبلغ تعازي السيد القائد لأسرة ‌الشهيد.

وأصدر آية الله نوري الهمداني أحد مراجع التقليد بيانا عزّى فيها باستشهاد الشيخ أنصاري وأشاد بنشاطاته المؤثرة في مجال الثقافة، كما بعث رئيس الجمهورية الإيرانية فی وقتها حسن روحاني رسالة تعزية.

 

Tags

• المرتبطين بالمجمع العالمي لأهل البيت (ع)