العلامة افتخار حسين الأنصاري

الوجوه الخالدة

Friday, 26 August 2022

العلامة افتخار حسين الأنصاري (1943 – 2014م) وكيل مفوّض لسماحة الإمام الخميني (رحمه الله) و كبار مراجع التقليد في الهند. كرّس سنوات طويله من حياته المباركة لترويج مدرسة أهل البيت(ع)، وخدمة أتباع هذه المدرسة الحقة في منطقة كشمير، وقد أنشأ عدة مراكز ومؤسسات، وسجّل لنفسه خدمات خالدة.

كان المرحوم الأنصاري يهتم كثيرا بإقامة عزاء الإمام الحسين(ع) في كشمير، وحقّق نجاحات باهرة في ترويج مدرسة أهل البيت(ع) وتنظيم شؤون الشيعة في كشمير، مما أثار غضب أعداء الشيعة اللدودين، بحيث تعرض هو والمراكز التي يعمل فيها للهجمات الإرهابية.

افتخار حسين أنصاري (1362 - 1435 هـ) ولد في أسرة علمائية في مدينة سري نكر مركز ولاية جامو وكشمير الهندية، كان جميع أجداده من علماء الدين، ومنذ سنة 1450 للميلاد هاجروا من إيران إلى كشمير، وأقاموا هناك.

شرع بدارسة الدينية عند والده الشيخ محمد جواد أنصاري، لكن سرعان ما فقد أباه، وبعد وفاته توجه إلى مدينة لكنهو، وتتلمذ على يد أشهر علمائها وأبرزها آنذاك سبع سنوات، ثم شد الرحال سنة 1964م إلى النجف الأشرف، وجوار مرقد الإمام علي (ع)، وكان عمره حينها 21 سنة.

وعند حضوره في النجف انتهل من كبار الحوزة العلمية أمثال آية الله السيد عبد الكريم الكشمير، وآية الله السيد أبو القاسم الخوئي، وآية الله السيد محسن الحكيم، وفي سنة 1970م/1390 هـ بعد أن أخذ العديد من الإجازات من علماء النجف الأشرف رجع إلى مسقط رأسه، وفضلا عن تقديم مختلف النشاطات الدينية والمذهبية انضم إلى السلك السياسي أيضا.

وأول ما بادر إليه تأسيس رابطة الشيعة في كشمير، ثم انتخب رئيسا لعلماء كشمير، وكبير ممثل الشيعة في مجلس ولاية جامو وكشمير، وممثلا عن مدينة باتا (الواقعة في شمال كشمير)، كما تولى وزارة الصناعة، والبلدية والشؤون الاجتماعية لثلاث فترات.

وفي السنوات قبل انتصار الثورة الإسلامية، كانت للعلامة افتخار حسين علاقات وثيقة مع الإمام الخميني (ره) عندما كان في النجف الأشرف، وقد تأثر بأفكاره ونهجه، وبعد انتصار الثورة الإسلامية وتأسيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية عينه الإمام الخميني (ره) ممثلا تام الاختيار عنه في الهند.

وفي فترة رئاسة أنديرا غاندي، اقترح عليه أن يتصدى لمسؤولية سفارة الهند في الجمهورية الإسلامية الإيرانية، لكنه رفض، وقال:

"أريد أن أمثل دولة الإسلام في بلاد الكفر، ولا أريد أن أمثل دولة الكفر في بلاد الإسلام".

وكان افتخار حسين أيضا وكيل آية الله العظمى السيستاني وسائر المراجع الدين الشيعة في الهند، وأسس مئات الحسينيات، والمساجد، والمدارس، والمستشفيات، والمكتبات في مختلف أرجاء كشمير، وذلك بدعم من سماحة آية الله العظمى السيد السيستاني.

ومن نشاطات هذا العالم الجليل أنه قام بترويج مفاهيم مدرسة أهل البيت (ع) في الهند حوالي نصف قرن، واهتم بشكل خاص لإقامة مجالس العزاء للإمام الحسين (ع) وإحياء ذكرى واقعة الطف الأليمة، حيث كان يقيم العزاء بمناسبة عاشوراء مرتين في السنة، كما أنه يلقي الخطابات الحسينية في هذه المراسيم التي يشارك فيها جمع غفير من الناس.

إن تقديم الخدمات والنشاطات التي يقوم بها من أجل ترويج مدرسة أهل البيت (ع) وبث روح التضامن بين الشيعة، جعلته أن يتعرض إلى هجمات إرهابية وهابية لعدة مرات، حيث أصيب بجراح إثر محالة اغتيال سنة 2000م، ولم تكتف هذه الجهات الخبيثة بهذا القدر فحسب، إلى أن استهدفت المراكز التي أسسها، والأماكن التي كان ينشط هو والشيعة فيها.

وفاته

وأخيرا وبعد تحمل معاناة من مرض عضال في كبده لمدة سنتين لبى نداء ربه يوم 5 ذي الحجة 1435 هـ عن عمر ناهز 71 عاما، وأعلنت دولة كشمير الحداد لرحيله، وشارك في تشييع جثمانه مئات الآلف من الشيعة والسنة.

ودفن في مقبرة سري نكر إلى جانب والده وأجداده، وأصدرت المرجعيات الدينية للشيعة وجماعة المدرسين في الحوزة العلمية في قم بيانات تعزية برحيله، وقد ورد في قسم من بيان تعزية المرجع الديني آية الله مكارم الشيرازي بمناسبة وفاته:

"إن هذا العالم الرباني الذي كان كبير مندوبي الشيعة في جامو وكشمير في مجلس الشورى، ومؤسس رابطة الشيعة في كشمير، وهو عالم دؤوب وشخصية فعالة ومهمة من تلامذة الحوزة العلمية في النجف الأشرف، وكان لديه نشاطات دينية وسياسية في تلك المنطقة لأكثر من 40 عاما، كما أنه كان وكيلا للمرجعيات الشيعية، ومن الأنصار المقربين للثورة الإسلامية في إيران، وقد تعرض لمحاولات اغتيال من قبل أعداء الإسلام لأكثر من مرة، كما تم هدم وإحراق الحسينيات والمراكز الشيعية التي أسسها في تلك البلاد. وقد قدم شتى الخدمات خلال أربعين سنة من حضوره في كشمير، فأسس العديد من المدارس والحوزات العلمية، وكان ملجئا للشيعة والمسلمين في تلك البلاد".

Tags

• المرتبطين بالمجمع العالمي لأهل البيت (ع)