الدكتور أحمد الجلبي

Saturday, 27 August 2022

الدكتور أحمد الجلبي (۱۹۴۵ - ۲۰۱۵ م) رجل أعمال وسياسي  شيعي من العراق. قضى سنوات عديدة من عمره المبارك في سبيل استقلال بلده العراق والنضال ضد النظام الظالم البعثي.

ففي فترة حكم النظام البعثي واصل نشاطاته السياسية والاقتصادية قسرا في خارج العراق، وبعد سقوط النظام الصدامي عاد إلى بلده، وتولى مسؤوليات مهمة، كما كان من المرتبطين بالمجمع العالمي لأهل البيت (ع). ولد سنة 1945 م في أسرة ثرية ومرموقة في الكاظمية بالعراق.                 

الدكتور أحمد الجلبي

شغل جده عبد الحسين الجلبي عدّة مناصب وزارية مختلفة في العراق، منها وزارة المعارف والتربية والتعليم، كما شغل والده عبد الهادي منصب وزير التجارة في العهد الملكي في العراق ورئيساً لمجلس النواب العراقي، وكان أحمد الجلبي من أصغر أبناء عبد الهادي الجلبي.

ذهب والد أحمد، إبان سقوط النظام الملكي في العراق، في مهمة رسمية إلى طهران، وبسبب المسؤوليات الحكومية التي كان يشغلها أصبح العراق غير آمن بالنسبة له؛ لذلك اضطر للبقاء في إيران لعدة أشهر، كما خرجت عائلته من العراق.

غادر أحمد العراق مع عائلته وقضى أغلب أيام شبابه متنقلاً بين مدينة عمان في الأردن، ولندن في المملكة المتحدة، وبيروت في لبنان، وواشنطن في الولايات المتحدة الأمريكية، باستثناء منتصف التسعينات، عندما عاد إلى العراق عن طريق الشمال، من أجل قيادة انتفاضة ضد النظام الصدامي.

وقد التحق بمدرسة داخلية للدراسة، ثم ذهب إلى الولايات المتحدة لمواصلة تعليمه. درس في أول الأمر في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (إم آي تي)، ثم في جامعة شيكاغو، وبعدما حصل منها على الدكتوراه في الرياضيات، ثم ذهب إلى لبنان مع شقيقه الأكبر جواد، حيث أسس فيها مصرفاً قبل بضع سنوات.

وعمل كأستاذ في الجامعة الأمريكية في بيروت، وعمل كذلك مع شقيقه في البنك. تزوج من ليلى الابنة الصغرى لعادل عسيران السياسي الشيعي البارز، وأجرى لهما عقد الزواج زعيم الشيعة في لبنان الإمام موسى الصدر.

أصبح البنك الذي أسسته عائلة الجلبي في لبنان مربحا ومشهورا، ولهذا السبب دعتهم العائلة الملكية في الأردن لتأسيس بنك في المملكة، فذهب أحمد الجلبي إلى الأردن وأسس بنك البتراء فيها، وأدخل أول نظام كمبيوتر في العمل المصرفي، وسرعان ما أصبح ثاني أكبر بنك في الأردن، وبعد سنوات قليلة، صادرت الحكومة الأردنية بنك البتراء، وحُكم على الجلبي غيابياً في محكمة عسكرية أردنية بالسجن 22 عاماً. وفرّ أحمد الجلبي إلى سوريا، فكانت التهم الموجهة إليه ناتجة عن مؤامرة من قبل المنافسين، والضغوط التي مارسها صدام حسين على الملك حسين، ملك الأردن.

وقف أحمد الجلبي علانية مع إيران في الحرب العراقية الإيرانية.

 

 

الأنشطة السياسية

لدى الجلبي نشاطات سياسية واسعة في دول مختلفة، ويُعتبر من القلائل في العالم الثالث الذين تمكنوا من تشكيل لوبي قوي بين الحزب الديمقراطي (في عهد بيل كلينتون) والحزب الجمهوري (في عهد بوش الابن) في الولايات المتحدة الأمريكية.

قام بأنشطة واسعة ضد حزب البعث في العراق والديكتاتور صدام حسين. خلال الانتفاضة الشعبانية في العراق، وقف إلى جانب فيلق بدر في دعم الحركة الشيعية العراقية المسلحة، وقد قاد حركة ضد النظام الصدامي في إقليم كردستان العراق عام 1992م، ونظم معسكرات تدريب للقوات المسلحة لمحاربة حكومة صدام حسين. وفي نهاية الأمر قام بشن عملية عسكرية ضد النظام البعثي مع القوات التي دربها، وبالتعاون مع الاتحاد الوطني الكردستاني العراقي، لكنها باءت بالفشل. وبقي في شمال العراق حتى عام 1997م.

كان لأحمد الجلبي شخصية متعددة الأبعاد، ومقبولة من قبل مختلف الجماعات المعارضة لصدام حسين. على الرغم من أنه كان شيعي المذهب، إلا أنَّه تربطه علاقات طيبة مع الشيعة والسنة والكرد والعرب والإسلاميين... وغيرهم.

كان للجلبي اتصالات واسعة مع الصحفيين الأمريكيين والبريطانيين وحتى مع المشرعين الأمريكيين، كما له علاقات حسنة مع مستشاري حركة المحافظين الجدد الأمريكية التي مهدت الطريق لاحتلال العراق. أكدت بعض وسائل الإعلام أنَّه كان من أكثر العراقيين تعاوناً مع الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش في قرار غزو العراق والإطاحة بنظام صدام حسين.

مناصبه بعد سقوط نظام البعث في العراق

بعد أن غزت الولايات المتحدة وحلفاؤها العراق، وأطاحوا بحكومة صدام حسين، شغل أحمد الجلبي ولفترة قليلة منصب نائب رئيس الوزراء، ووزير النفط، وترأس مجلس الحكم الانتقالية، من 1 سبتمبر 2003م حتى 30 سبتمبر من نفس العام.

وقد أصبح أحمد الجلبي عضوا في البرلمان العراقي ولدورات متعددة، كما كان أحد قادة كتلة المواطن النيابية (التابعة للمجلس الأعلى الإسلامي العراقي)، كذلك صرح بنفسه إنَّه لا يسعى إلى الحصول على المناصب العليا، بما فيها رئاسة العراق، وأنَّ مهمته انتهت بإسقاط نظام صدام حسين.

وكانت من أكثر المواقف التي تبناها الجلبي ومثيرة للجدل في العراق بعد سقوط نظام صدام حسين، هو القضاء على البعثيين في العراق، الأمر الذي ضاعف من العداء البعثي له، وقد عبرت ابنة صدام حسين عن سعادتها عند سماعها بوفاة الجلبي. واصلت لجنة اجتثاث البعث عملها على الرغم من الانتقادات الواسعة النطاق، حتى تم عزل الجلبي من منصبه في عام 2011م.

توفي أحمد الجلبي يوم الثلاثاء 3 نوفمبر سنة 2015م عن عمر يناهز السبعين عاماً، واعتقد البعض أنَّ وفاته كانت عن طريق اغتياله، ولكن بعد تشريح الجثة، تم تكذيب هذا الأمر، وإنَّ سبب الوفاة كانت نتيجة نوبة قلبية.

دفن جثمانه عند مدخل مرقد الإمامين موسى بن جعفر (ع) والإمام جواد (ع) في الكاظمين. وقد اعترض البعض على دفنه في هذا المكان؛ إلا إنَّ العديد من قادة الشيعة العراقيين رفضوا هذه الاعتراضات، قائلين إن موقع الدفن كان تثميناً لجهوده الكبيرة، في مقابل الخدمات التي قدمها للشعب العراقي وبالخصوص الشيعة.

 

Ahl Al-Bayt World Assembly

The Ahl al-Bayt World Assembly  is an international non-governmental organization (INGO) that was established by a group of Shiite elites under the supervision of the great Islamic authority of the Shiites in 1990 to identify, organize, educate and support the followers of Ahl al-Bayt.

  • Tehran Iran
  • 88950827 (0098-21)
  • 88950882 (0098-21)

Contact Us

Issue
Email
The letter
6*2=? Captcha