السيرة الذاتية
ولد مولانا السيد كلب صادق النقوي في 1 يناير 1939م في مدينة لكهنو التابعة لولاية أتربرديش الهندية، في إحدى العائلات الشيعية المعروفة بالهند، وهو من السادة النقويين، ويصل نسبه إلى آية الله السيد دلدار علي النقوي، المعروف بغفران مآب، الفقيه والمتكلم الشيعي. كما كان أبوه مولانا السيد كلب حسين وكذلك جدّه قدوة العلماء السيد آقا حسن من أشهر علماء الهند، وأخوه مولانا كلب عابد النقوي أيضا يعدّ من علماء الشيعة، وهو رئيس قسم الإلهيات الشيعية في جامعة عليكرة الإسلامية. وابن أخيه حجة الإسلام والمسلمين السيد كلب جواد النقوي هو سكرتير مجلس علماء الهند
دراسته
تعلم السيد كلب صادق العلوم التمهيدية عند والده، ثم التحق بحوزة الناظمية العلمية بلكهنو، وتخرج منها بمرتبة (ممتاز الأفاضل) كما تخرج من حوزة سلطان المدارس العلمية بمرتبة (صدر الأفاضل). ثم بدأ بالدراسة الجامعية في جامعة عليكرة الإسلامية، وحصل على شهادة الدكتوراه في فرع اللغة العربية وآدابها.
يقول السيد كلب صادق عن فقه الشيعة والاجتهاد: (إنّ باب الاجتهاد في مدرسة التشيع كان مفتوحا دائما، ومن هنا يقدر كبار علمائنا أن يجيبوا على المسائل المعاصرة إجابات مبدعة، وذلك بالاعتماد على مبدأ الاجتهاد. واليوم كثير من علماء أهل السنة يدعون لفتح باب الاجتهاد، وربما سيحدث هذا بالفعل عن قريب، لأن العالم يتغير دائما وبسرعة، ولا يمكن للفقه الراكد أن يواكب هذا العالم.)
خدماته الثقافية والعلمية والاجتماعية
قدّم مولانا كلب صادق العديد من الخدمات الثقافية والعلمية والاجتماعية، منها القاء محاضرات بنّائة، وإنشاء مختلف المراكز العلمية والصحية، وبذل الجهود الجادة لخلق الوحدة في المجتمع الهندي.
وبعد وفاة مولانا كلب صادق وتقديرا لجهوده وخدماته العلمية والاجتماعية أُعطي لولده في ذكرى استقلال الهند جائزة بادما بوشان، وهي ثالث أعلى جائزة مدنية في الهند.
نشاطه في مجال التبليغ
الدكتور السيد كلب صادق النقوي بعد تخرجه قام بالخدمات الدينية والتبليغية، وشيئا فشيئا أصبح من أشهر خطباء الشيعة في الهند، حيث إنه إضافة إلى إلمامه بالمعارف الإسلامية ومفاهيم مدرسة أهل البيت(ع) كان لديه خبرة بالعلوم الجديدة والمعاصرة، ومن هنا كان يُدعى لإلقاء المحاضرة في شتى مناطق الهند وحتي البلاد الأمريكية والأوروبية. وبعد خطاباته في الولايات المتحدة الأمريكية والتي كانت في موضوع (القرآن والعلم) حصل على شهرة عالمية. وكان السيد كلب صادق يجيد اللغات الأردية والفارسية والإنجليزية والهندية.
تأسيس المراكز العلمية والصحية
كان الهمّ الرئيس لمولانا السيد كلب صادق هو التعليم والتربية، فكان يرى أنّ عدم معرفة المسلمين الهنود بالعلوم الحديثة هو أحد نقاط الضعف عندهم، ومن هنا أنشأ في 18 أبريل 1984م. مركز توحيد المسلمين، بهدف الدعم المالي لطلاب المدارس والجامعات، الذين ليس لديهم التمكن المالي، فقدّم هذا المركز منذ تأسيسها حتى الان ولمدة ثلاثة عقود مساعدات مالية لآلاف من طلاب المدارس والجامعات، دون أن يأخذ بنظر الاعتبار انتمائهم المذهبي.
ويقول كلب صادق في أهمية التعليم: (إحدى التحديات التي يواجهها المسلمون في الهند هي مسألة التعليم. فيجب أن نضع هذه المسألة إحدى أولوياتنا الرئيسية، حيث يقول الإمام علي (ع) الناس أعداء ما جهلوا. ومن هنا يمكن أن يقوم البعض من علمائنا بمخالفة العلوم الحديثة والتكنولوجيا، لأنهم لا يعرفون عنها شيئا. كما يصدق كلام الإمام علي(ع) على اولئك الذين لديهم معرفة بالعلوم الحديثة، لكنهم لا يعرفون شيئا عن الدين، فيعتبرونه علامة على التخلف، وعلى هذا الأساس يخالفون الدين. إنّ بقائنا يعتمد على تقدّمنا في التعليم الحديث، لكن في نفس الوقت أؤكد على أهمية المعرفة الدينية أيضا، حيث أنكم بواسطة العلم والتكنولوجيا يمكنكم السيطرة على العالم، لكن الدين بمعناه الحقيقي يجعل الإنسان مسيطرا على الروح والنفس.)
وكان السيد كلب صادق يهتم بتقديم خدمات كإنشاء المستشفى والمراكز الصحية في مدينة لكهنو وسائر مدن الهند. وفيما يلي بعض خدماته القيمة، والمراكز التي أنشأها السيد كلب صادق:
- كلية يونيتي (Unity College) في لكهنو
- مدرسة يونيتي مشن (UNITY Mission) في لكهنو
- مدرسة يونيتي الله آباد الحكومية في مدينة الله آباد التابعة لولاية أتر برديش
- كلية U في عليكرة
- مركز يونيتي للكمبيوتر في لكهنو
- برامج يونيتي التعليمية بالمجان في لكهنو، وجونبور، وجلال بور، ومراد آباد، وعليكرة
- مستشفى هيزا الخيري في لكهنو لرعايات صحية بأسعار مناسبة للشرائح الضعيفة
- مركز TMT الطبي في شيكاربور
- مشروع TMT لتقاعد النساء الأرامل
- مشروع TMT للدعم التربوي عن الأيتام
- إعادة بناء وتطوير حسينية غفران مآب ومرقد آية الله السيد دلدار علي النقوي في لكهنو
- إعادة بناء مرقد مير ببر علي أنيس، الشاعر الهندي في لكهنو
- بذل الجهود في سبيل خلق الوحدة في المجتمع الهندي
بذل مولانا السيد كلب صادق جهودا كبيرة لأجل التعايش بين الهندوس والمسلمين، وكذلك بين الشيعة وأهل السنة في الهند، وبالتالي كان يحترمه جميع الفرق الإسلامية وحتى الهندوس، وكانوا يدعونه لإلقاء المحاضرة في المراكز التابعة لأهل السنة والهندوس.
وفي سنة 2015م. مع استمرار الصراعات بين الشيعة وأهل السنة في الهند ذهب مع جماعة من الشيعة إلى جامع أهل السنة، ليصلي صلاة عيد الفطر خلف إمام الجماعة لأهل السنة، فكان لأول مرة في الهند يصلي عالم شيعي مشهور خلف إمام جماعة من أبناء السنة. كما أنه قام في 23 سبتمبر 2016م. بإقامة صلاة جمعة مشتركة بين الشيعة والسنة في مسجد بير محمد شاه التاريخي في مدينة لكهنو.
مناصبه
أصبح مولانا السيد كلب صادق النقوي بعد وفاة أخيه مولانا السيد كلب عابد النقوي نائب رئيس مجلس الأحوال الشخصية للمسلمين في الهند، الذي يعدّ أهمّ منظمة للعلماء المسلمين في الهند. وكان الأمين العام لمؤتمر الشيعة في الهند (وهذا المؤتمر يعدّ ممثلا لشيعة الهند في مجلس الوقف الشيعي المركزي). كما كان عضوا في جمعية دعم السادة والمؤمنين، التي مهمتها تقديم المساعدة المالية للطلاب المحتاجين. وأيضا تولى رئاسة كلية الطب، ومستشفى لكهنو.
كان الدكتور السيد كلب صادق يأبى قبول المناصب الحكومية، ولا يسعى للوصول إليها، ويقول: (لو قبلت المناصب الحكومية ليصعب عليّ مقابلة الناس، وستؤدي هذه الظروف إلى الخلل في خدمة الناس، فأريد أن أخدم الناس من دون تولي أي منصب.)
وفاته
توفي هذا العالم الشهير في 24 نوفمبر 2020م بعد أن عانى لمدة ثلاث سنوات من السرطان، ودفن جثمانه في مقبرة لكهنو.
1939م
|
ولادته في ولاية أتربرديش الهندية
|
1984م
|
إنشاء مركز توحيد المسلمين لدعم الطلاب المحتاجين في المدارس والجامعات
|
2009م
|
مشاركته في مراسم الهندوس الدينية لأجل الوحدة بين الهندوس والمسلمين
|
2015م
|
مشاركته في صلاة عيد الفطر لأهل السنة لأجل الاحتفاظ بوحدة المسلمين
|
2016م
|
إقامة صلاة جمعة مشتركة بين الشيعة وأهل السنة في مدينة لكهنو
|
2020م
|
وفاته
|