الإسلام والتشيع في بوروندي
إنَّ الإسلام انتشر في بوروندي عام 1870م، من قبل عمال يعملون لدى الضباط الألمان في تنزانيا، وتم إنشاء أول مسجد لهم في قرية نيازنا، على بعد 135 كيلومتراً من مركز الحكومة. على الرغم من أن البلجيكيين، الذين استعمروا بوروندي، عارضوا بشدة القوات الإسلامية وأنشطتهم، ومن خلال جهود الموحدين بقيادة رجل مناضل يدعى عمراني بوسا، فقد منح المسلمين حرية نسبية، وبسبب إصرارهم أنشئت مدرسة للأطفال المسلمين في عام 1952م، ثم بدأت القوى الإسلامية في توسعة وتنفيذ البرامج التبليغية، وذلك بشكل تدريجي.
يعيش المسلمون في مدينة بوجومبورا (العاصمة السابقة لهذا البلد)، حيث يقطن القسم الأكبر منهم في منطقة مويانزي، ويحظون باحترام المسؤولين الحكوميين. وكان لقرب بوروندي من دولة تنزانيا الإسلامية تأثير عميق على إقبال سكان هذه الأرض للإسلام.
يشكل الآن التجار الهنود والعرب المسلمون الذين هاجروا إلى هذه الأرض في الماضي، نسبة مئوية من مسلمي بوروندي. وفقاً لإحصاءات المجمع العالمي لأهل البيت (عليهم السلام) في عام 2008م، يبلغ عدد سكان شيعة بوروندي من إجمالي عدد السكان البالغ ستة ملايين نسمة حوالي 1500 نسمة.
يعود تاريخ الشيعة الاثني عشرية في بوروندي إلى ما بعد الحرب العالمية الأولى، عندما استقر التجار الهنود والباكستانيون من طائفة (الخوجة) في بوروندي، لكنهم لم يحاولوا توسيع الطائفة، وبعد فترة اعتنق بعض البورونديين المذهب الشيعي؛ لأنهم كانوا يعملون عند رجل شيعي من الهند، واستمر ذلك حتى إنشاء "مؤسسة بلال مسلم ميشن"، التي تأسست في حي كينما، حيث يعيش فيه حوالي 400 شيعي، واعتنق المزيد من الناس المذهب الشيعي.
وللشيعة في هذا البلد ثمانية مساجد، ثلاثة منها في وسط العاصمة. ويُعتبر مسجد الخوجة الشيعة من أجمل مساجد بوروندي، ويقيم شيعة بوروندي المراسيم الدينية، والعزاء خلال شهر محرم.
تعتبر "مؤسسة الشيعة الاثني عشرية" التي أسسها الشيخ إبراهيم كيكومو، أحد أهم المراكز والمؤسسات الشيعية الفاعلة في بوروندي.
وفاته
أصيب رجل الدين المستبصر والمبلغ الفعال بالتهاب الكبد نوع (C) في عام 2019م، وفي 13 يناير سنة 2021م لبّى نداء الحق، وفاضت روحه الى بارئها عن عمر ناهز 57 عاماً. كان الشيخ إبراهيم كيكومو عضوا في المجمع العالمي لأهل البيت (ع).
وبمناسبة وفاة رجل الدين الشيعي أصدر المجمع العالمي لأهل البيت (عليهم السلام) في 23 يناير سنة 2021م بيان تعزية جاء فيها:
" ببالغ الحُزن والأسى تلقينا نبأ رحيل العالم الجليل القدر حجة الإسلام الشيخ إبراهيم كيكومو، أحد علماء بوروندي. كان الفقيد من مؤسسي "مؤسسة الشيعة الاثني عشرية" ومن الرواد في نشر معارف أهل البيت (عليهم السلام)، الذين قضوا حياتهم المباركة في الوعظ والتدريس في مناطق مختلفة من بلاده، داعياً إلى الدين الإسلامي المبين ومعارف أهل البيت عليهم السلام".