السيرة الذاتية والدراسة
البروفيسور كامبانيني ولد في 3 نوفمبر 1954م في مدينة ميلانو الإيطالية، وتخرج من كلية الآداب والفلسفة بجامعة ميلانو الحكومية في فرع الفلسفة. سافر في عام 1981م إلى مصر، واشترى هناك قرآنا مترجما بالإيطالية، فدفعه هذا الأمر إلى تعلّم اللغة العربية، والقيام بالبحث في مجال الثقافة الإسلامية، ومن أثره واصل دراسته في المعهد الإيطالي لدراسات الشرق الأوسط والشرق الأقصى في إقليم لومبارديا في شمال إيطاليا، وذلك باللغة العربية، وتخرج منها عام 1984م
الأنشطة العلمية والبحثية
بدأ البروفيسور كامبانيني نشاطه كمترجم وباحث وأستاذ جامعي في المعهد الدولي للدراسات الشرقية بإيطاليا، وقام بالتدريس في العديد من الجامعات، مثل كأوربينو، وأورينتال في نابولي، وتورونتو، وسان رافائيل، ومعهد الدراسات العليا.ثم قام بالدراسة المتخصصة في عدة فروع مثل (السنة والقرآن) و(التاريخ المعاصر للشرق الأوسط) و(الفكر السياسي والسنّة الفلسفية عند المسلمين)، وأصبح يعدّ من أبرز المؤرخين في مجال الشرق الأوسط، ومن أساتذة الفلسفة الإسلامية في البلدان العربية. فقام بالتدريس في مادة التاريخ ومؤسسات العالم الإسلامي في جامعة أوربينو (1995 – 2000م)، والثقافة العربية في جامعة ميلانو (2001 – 2005م)، وعمل بعد ذلك كباحث في مجال التاريخ المعاصر للدول العربية، في قسم الدراسات العربية الإسلامية والمتوسطية بجامعة نابولي للدراسات الشرقية.كان البروفيسور كامبانيني يجيد اللغات العربية والفرنسية والإسبانية، إضافة إلى اللغة الإيطالية، وتُرجمت تأليفاته من الإيطالية إلى مختلف اللغات الغربية، وكان –ولا يزال- لها تاثير كبير على الأوساط العلمية الغربية. كما كان يتعاون مع مؤسسة النشر (jaka book) بميلانو لنشر الكتب الإسلامية.
تأليفاته
ألّف البروفيسور كامبانيني أكثر من 50 كتابا و100 مقالة علمية، وكان له اتجاه فلسفي في دراساته الإسلامية، حيث قام في البداية بترجمة آثار بعض المفكرين كالفاربي، والغزالي، وابن رشد، من العربية إلى الإيطالية، ثم ألّف عدّة كتب في هذا المجال، مثل (مقدمة في الفلسفة الإسلامية) و(معجم المفردات العربية للفلاسفة) و(التفكر في الإسلام). وقد استخدم منهجه الفلسفي في مجال الدراسات القرآنية والفكر الإسلامي، حيث ألف عدة كتب في هذا المجال، مثل: (تفسير القرآن بالقرآن في القرن العشرين) و(القرآن وتفسير القرآن) و(القرآن: تفسير المسلمين الجدد) و(وجهات نظر فلسفية في التفسير الجديد للقرآن) و(الإسلام والسياسة) و(الفكر الإسلامي المعاصر) و(الرؤية الكونية والسياسة في الإسلام) و(أهل السنة) و(الإخوان المسلمون في العالم المعاصر) و(ما هو البديل الإسلامي: الجهادية أو الأصولية أو الإصلاحية) و(الإسلام دين الغرب) و(السياسة في الإسلام: تفسير واحد). كما كان ينشر حصيلة دراساته القرآنية، وكذلك النتائج العلمية الجديدة التي وصل إليها في هذا المجال في مجلة الدراسات القرآنية (SOAS) .يرفض كامبانيني في كتابه (القرآن والتفسير) النظرة الدينية البحتة إلى الإسلام، ويرى من الضروري حضور السياسة في الدين وبالعكس. ويؤكد في كتبه ومقالاته على تاريخ العالم العربي وانفتاحه الثقافي، كما يركّز على تأثير سقوط الامبراطورية العثمانية، وتأثير السياسات الاستعمارية الأوروبية في نشوء التيارات المتطرفة والجماعات الإرهابية. ونقل عن البروفيسور كامبانيني أنّ الثورة الإسلامية الإيرانية بقيادة الإمام الخميني (رحمه الله) حفزته على البحث والدراسة عن دين الإسلام، فيقول: )المناضلة لأجل تحرير العالم الثالث عن الأمبريالية الأوروبية والأمريكية أثناء الثمانينات حفزتني على دراسة التاريخ الإسلامي، لأجل أن أتعرّف على الإسلام.)
وفاته
توفي البروفيسور كامبانيني بعد حياة من البحث والدراسة إثر نوبة قلبية في 9 أكتوبر 2020م عن عمر ناهض 65 عاما.
رسائل تعزية
بعد وفاة هذا العالم المسلم بعث العديد من المؤسسات والشخصيات السياسية والمذهبية في العالم رسائل تعزية، فجاء في رسالة تعزية أصدرها اتحاد الهيئات والجاليات الإسلامية في إيطاليا (UCOII): ببالغ الأسى تلقينا نبأ وفاة المفكر الإسلامي، والباحث في تاريخ الشرق الأوسط الذي له دور كبير في الدراسات الجامعية وطبعت منه أكثر من 50 كتابا ومئات المقالات.